سِجل المدونة

الثلاثاء، 31 مارس 2009

حيرة دنيوية فقط



بسم الله الرحمن الرحيم



ذهبت أمس بعد خروجي من العمل إلى مجمع المطاعم في برج الفيصلية. أكلت وجبتي التي أتيت من أجلها من المطعم الياباني، استمتعت بها، كانت لذيذة، ولكن، ماذا بعد؟ لقد ذهبت وحدي، وليس للأكل متعة هكذا، خصوصاً إذا ما كان الطعام مميزاً. لم يكن يفترض بهذه التجربة أن تكون فردية، ولا يعني هذا أني لا أرغب بالذهاب وحدي في تجارب أخرى إلى المطعم، مثل وجباتي المعتادة في برجر كنج مع قراءة الجرائد، دون أن يزعجني أحد، حيث لا أفضل اصطحاب أحد إلى هناك. ولكن، يبدو أن هذا النوع هو المتاح حاليا، الذهاب منفرداً، لاستطعام الطعام، دون ذكريات حقيقية لاحقاً.



وجدت مدونة تكتب فيها فتاة، وهي تابعة لمدونات جامعة الملك سعود (ارتباطي بهذه الجامعة لن يموت قبلي على ما يبدو) المهم أنها ربما أمتع مدونة اطلعت عليها. ليس لأني أتفق مع الكاتبه في آراءها، أجد أني أختلف في كثير من الأمور، ولكن أمور أخرى يغفل عنها الناس أجد الكاتبة قد تنبهت لها، وهو أمر جدير بالتقدير. الغريب بالأمر هو، وأنا أتصفح المدونات القديمة، وجدت أن هذه الفتاة على الأغلب كانت زميلة في الكلية في القسم النسائي بالطبع، وربما، جمعتنا مدونات جامعة الملك سعود. وعلى الأغلب، أننا اختلفنا هناك بشدة، إن كانت هي من أعتقد، اكتشفت كل هذا بعدما رددت في آخر تدويناتها مشجعاً ومعبراً عن تقديري لما تكتب. لكن هي تلك الفتاة؟ أم لا؟ وإن كانت هي، ما الفرق؟ على أني حقاً أخذت انطباع شديد السوء عن تلك الفتاة، من حيث نذالتها. عرفت مدونتها قبل فترة دون أن أعير الأمر انتباها، حينما كنت أناقش دكتور متحذلق على مدونته، فأرادت هي تخفيف حدة النقاش واقترحت زيارة مدونتها.



الدكتور الذي أعمل معه لم يعد يأتي مبكراً أو يبقى كثيراً في المكتب، هكذا أريح. الله يذكرك بالخير يا أبو عمر... هل سأعود يوماً للعمل في الجامعة؟...



اكتشفت الاسبوع الفائت أن الوزارة لم تعطني حقي من حيث الدرجة الوظيفية (الدرجة تأتي بعد المرتبة، أي أن أهل المرتبة الواحدة يتفاوتون بالدرجات، أي الدرجة شيء فرعي) ناقشت مدير الرواتب في الأمر، ولكنه تمسك برأيه بأنه يعتقد بأن المترجمين لا يتعينون أصلاً على الدرجة التي ذكرت، وبالتالي لا يرتفعون مع بداية السنة إلى الدرجة التي أستحقها. حاولت إفهامه ولكنه طلب ورقة من الديوان، فهو لا يهتم بالكلام. لم يكن يعلم بأن المترجمين لهم وضع مختلف على السلم الوظيفي في بدايته. أتيت هذا الأسبوع بأوراقي التي تعينت على أساسها وباشرت. بدا خجلاً من تصلب رأيه، رغم أنه لم يكن قاسياً أو تعامل بسوء صدقاً، وهذه حالة استثنائية في هذه الوزارة الاستفزازية. تعاون معي جيداً، كما فعل حينما تعينت، ووعدني بأنهم سيصلحون الأمور إن شاء الله في الأسبوع القادم. لن يكون تصحيح الوضع ذا بال كبير بالنسبة لي، وحتى ما سيعطونني إياه من مستحقات بضعة الأشهر الفائتة لن يكون كبيراً، ولكن اهتمامي كان بسبب أملي بالعودة إلى العمل في الجامعة، حيث لا أريد أن أتعطل بسبب تصحيح قبل الذهاب أو بعده.



الانترنت سيئة جداً في الوزارة... بشكل عام، تجهيزات الوزارة تحتاج إلى إعادة نظر. رغم أن الوزارة تتفوق على الجامعة من ناحية نظافة المرافق والمكاتب، والاستعداد للصيانة.


أشعر بحيرة شديدة حينما أكون مقبلاً على اتخاذ قرار يختص بالحياة المهنية. السبب هو أني لا يمكن أن أستشير أحدهم ويتفهم حاجاتي الخاصة، وطموحي الخاص الذي يختلف عن طموحه فيما لو كان مكاني. أنا محاط بالعديد من الناصحين الصادقين، ولكني فقط غير قادر على إفهامهم خصوصية وضعي. لدي أخ موظف، وله صولات وجولات في وظيفته من ناحية نيل مستحقاته ورؤيته لما ينفع المرء وما لا ينفعه في العمل الحكومي. مشكلتي أني لا أستطيع أن لا أخبره بما أنوي القيام به لأني أعتقد بأنه لديه دائماً شيء ذكي ليقوله (بعكس شخص آخر، يقرر عني حينما أستشيره ويضع الخطط ويرمم نقص شخصيتي لتتلائم مع خططه الجهنمية، غريب؟ هو دكتور على فكرة.. اها). أخي هذا عاجز عن رؤية أن العمل البطيء التقدم ولكني أشعر براحة نفسية تجاهه أرحم بالنسبة لي من العمل سريع التقدم الذي أعيش فيه ببؤس وهم، كذلك، لا يدرك بأن رؤيتي للتقدم مختلفة عن رؤيته للتقدم. مثله مثل الناصح الآخر، يعتقد بأني لدي فرصة لأتقدم وظيفياً، أن أصبح مديراً بشكل سريع، أن انال دورات خارجية كثيرة، وأكون علاقات قوية مع... دكاترة إجمالاً، مهما اختلفت مسمياتهم وألقابهم. أنا لا أريد أن أكون مديراً في قطاع حكومي، هذا غير جذاب إطلاقاً، أريد أن أكون مديراً وفق شروطي الخاصة، أي ربما في عملي الخاص، هكذا فقط. لو كنت ممن يستطيعون البقاء في الخارج لفترات طويلة، لربما وجدت فرص جيدة في هذا العمل، ولكني لست كذلك، لذلك مميزاته لا تعنيني بشيء. هم لا يريدونني أن أعود إلى الجامعة التي تعتبر مدفن مهني، لا يتقدم المرء فيه ولا يترقى. ولكن من يعلم، الله وحده يعلم. أنا لا أشعر بأني سأعمر كثيراً كموظف. أخي أضاف أمر جعلني أتفكر، المركز الاجتماعي... لا يزال الناس يقدرون مدراء الحكومة. أقدر مدرائي، ولكني أريد أمر مختلف من حياتي.






ماذا يجب أن أسمي المدونة؟ ماذا يجب أن أسمي الرواية؟ بالنسبة للمدونة، وددت لو كان لدي أسم أفتخر به ويكون فريداً غير سعداوي، الذي أستخدمه مؤقتاً الآن، لأسميها فيه. ولكن الرواية لا أشعر بأني مقتنع باسمها، وهذا يؤخرني كثيراً رغم اكتمال الرواية. مشكلة الأسماء المهمة..








معروف أنا في العائلة بحبي للطعام الطيب، أني ذواق، ولست أكولاً. وقد رزقني الله بأختين مبدعتين بالمطبخ، وأم أسطورية فيه، وأخت ثالثة... ذواقة مثلي للأسف. كذلك، أنا محاط بزوجات إخوة جيدات بالطبخ في مجمل الأحوال، ويأخذن بخاطري في الأمر في بعض الحالات. المهم أن الدائرة تتسع كذلك لتشمل تقديمات بعض القريبات. واتسعت أكثر حينما شملت زميلة أختي في العمل (اللهم زد وبارك، واللهم لا حسد) كان الأمر حينما أقاموا سوقاً خيرياً في المدرسة حيث تعمل أختي، ونصحتها زميلتها الحجازية بشراء ما طبخت في المنزل، وهو كشري. اشترت أختي علبة واحدة لي، كانت أطيب كشري تذوقته في حياتي. المهم أن أختي أخبرتها بردة فعلي القوية والعنيفة، وطلبت طريقة التحضير، التي يبدو أنها مختلفة عن طريقة تحضيرنا الجيدة، ولكن التي لا ترقى بصراحة. علمت اليوم أن المرأة طبخت حافظة كبيرة من أجلي وأرسلتها مع أختي لي، مع عرض بتزويجي إبنتها (عرض مازح طبعاً). ليست أول مرة يصنع طعام من أجلي من مكان بعيد، ولكنهن كن من الأقارب دائما. فلا زلت لا أنسى حافظات خالتي، زوجة خالي الطيبة، وهي ترسل إلي ما أشتهي من أكلاتها المميزة(الهريس خصوصاً) قبل أن ننتقل من الحي. إن المطبخ أمر شديد الحساسية بالنسبة للمرأة، أو لنقل لمجمل النساء، حيث لا تعبأ إحدى أخواتي كثيراً بأمره. فحينما تعجب بأكل أمرأة فهذا أمر يمس شخصيتها مباشرة حسب رأيها، وحينما لا تعجب بأكلها، فالأمر مماثل كذلك، ولكني رغم كل شيء أمين في الأمر ولو كان ضد مصلحتي، حيث أني أنتقد بصدق وبحيادية، وهذا أمر يكسبني مصداقية ورأيي أهمية. وتداخل المطبخ بشخصية المرأة أمر عالمي على فكرة، بنفس المبادئ في كل مكان. جرب مثلاً أن تنتقد ترتيب مطبخ امرأة، أو نظافته وهذه أدهى وأمر. قرأت خبر عن امرأة من البيرو أو تشيلي اطعمت أبناءها وجبات من مكدانلدز، وتسمم الأطفال وأخذتهم للمستشفى. ذهبت إلى المطعم بطبيعة الحال، وبتصرف أي والد في مثل الموقف وبختهم، ولكن أحد العاملين في المطعم كان وقحاً حقاً، إذ قال للمرأة: مطعمنا أنظف من مطبخك!!. بالمنطق، أي مطعم أنظف من مطبخ امرأة تطعم أولادها وزوجها منه؟ كانت هذه إهانة لا تغتفر لقدرها كأمرأة. جن جنونها، ورفعت قضية ضد شركة مكدانلدز. طبعاً المقال كان يتحدث عن الأمور القانونية ولا يهتم بما أتكلم عنه هنا، ولكن لمن لديه فضول، فالمرأة خسرت القضية، وطولبت بتعويض!! وهكذا كان المقال يمثل على خطر الشركات الضخمة وطواقمها من المحامين البارعين، الذي يطحنون كل ما يعترض طريقهم ولو بالظلم.







في الحج، لا مجال للاحتجاج على الظروف التي يعيشها جميع الحجاج خارج المخيم. لا تستطيع أن تشتكي الزحام، أو الانفاس التي تلفح وجهك ورقبتك، أو الدفع، أو الأنانية. في صحن الحرم، وبغرابة، تجد أكثر الناس وقد صارت أمزجتهم أسوأ مما هي عليه في الجمرات مثلاً. رأيت أناس يطوفون وهم يطوقون نسائهم، ويصيحون بأعلى صوتهم لكل من يرميه حظه السيء قريباً منهم، وكأنما جاء الجميع لينالوا لمسة من نسائهم، وليس من أجل العبادة. كانوا على الأغلب الأعم سعوديين ومصريين، كانوا يسيئون لروحانية المكان بأقصى ما يستطيعون. والبعض تجده يتصرف وكأنه هو الوحيد الذي يعيش وضعاً صعباً في الزحام. أحياناً يدفعونك الناس رغماً عنك على بعضهم، والبعض لا يفهم بأنه لا يجب أن يلوم أي شخص يصطدم فيه. دفعني الزحام وضغطي على جانب رجل مصري ضخم الجثة، وحينما ترى ملامحه تحسبه سورياً بالواقع. المهم أنه صاح بي ودفعني بأقوى ما يستطيع وهو يصيح بأعلى صوته: اييييييييييييييييييييييه!! ذعرت أنا، وذعر مصري آخر يطوف إلى جانبنا، أخبرته بأن الناس دفعوني عليه ولم أقصد، بقي يتذمر ويوبخ، قال المصري الآخر شارحاً له بأن الناس يدفعونه هو أيضاً(يقصدني)، مثلما اندفع عليه، رغماً عني. ثم انبريت أنا أخبره بأني لم أقصد، وليس هناك ما يوجب هذا الزعيق، وهل جاء ليحج أم ليوبخ الناس؟ كنت قد انفعلت لأن زعيقه لسبب ما جرحني. استغفر الرجل بصوت مسموع واغمض عينيه، ثم التفت إلي وقال: معليش يا حبيبي أنا آسف، أنا آسف، تعال هنا. حاولت التهرب ولكنه سحبني تجاهه واحتضنني بقوة!. ولما تركني تركت للزحام تفرقتنا. بعد وقت ليس بقليل وجدته إلى جانبي، حالما رأيته صددت وهممت بالابتعاد، ولكنه اكتشفني ولاحظ نيتي، وناداني بلطف وضغطني إلى جانبه، ثم سحبني أمامه، وأحاط كتفي بكفيه وأمسكني بقوة ليساعدني على الطواف. ساعدني بالواقع حتى أفلت منه في وقت لاحق. إن قلبه رقيق. وبالمقابل، كان هناك من يتعمد ضربك، ليخيفك ويبعدك. إن المسلمين صاروا بالحضيض من حيث التحضر والوعي. قالت أختي قبل أمس بأنها تود أن أحج معها كمحرم في الموسم المقبل... يا الله! أعتقد أني أحتاج إلى سنوات لأرتاح من الحجة الأولى، لا زلت أتذكر الحمى، والإهمال من حملة الجميعة الفاشلة التي ذهبت معها، لا وفقهم الله.



يوجد محل مثير للاهتمام، وهو محل قديم في الرياض. هو محل ساعات، يأتي بماركات غير موجودة لدى الآخرين، وأسعاره عموماً مقبولة. صاحبه والعامل فيه رجل سعودي كبير، اسم عائلته العبيد، وهو اسم المحل كذلك. يوجد المحل في أسواق العويس شمال الرياض قرب المسجد، من جهة ألعاب الحسين. أعرف المحل منذ فترة طويلة، ربما غابرة، ولكني لم أكن من زبائنه حتى سنوات قريبة، ومع ذلك، لم أشتري لنفسي منه سوا لمرة واحدة. أذهب إليه مع اخواتي أحياناً ليأخذن من الأشياء المميزة لديه، وتعجبني الكثير من الساعات الحيوية الشبابية من ماركات غير معروفة، ولكنها تشمل ضمان. آخر ماركة لديه هي ماركة ايفر لاست. ولديهم أشياء حقاً جميلة، ولكن ماركته الرئيسية هي بوي لندن، ولديهم بعض الأشياء الجيدة. زرته مؤخراً بصحبة أختى بطلب منها، ورأى ساعتي، الموجودة صورتها في الأسفل في مقال آخر. شدت انتباهه، وطلب أن يراها، وسأل عن كافة المعلومات حولها. ثم قال بأنه يعرف الشركة من الأساس، لم أقتنع بصراحة. المهم أنه تكلم وخطط لأخذ وكالة الشركة، رغم أني أخبرته بأنها ترفض الوكالات. أتيت في اليوم التالي، لأن الأخت كالعادة ندمت لأنها لم تأخذ الموديل الفلاني، والآن لا تستطيع العيش بدونه. حينما دخلت وجدت العديد من الزبونات والزبائن، وعرفني على أقدم زبائنه، صبي مراهق، وأخته الأكبر منه. وأخبرهم عن ساعتي وأمرني أن أعطيها إياهم ليطلعوا عليها فهم يحبون الغرائب. وضعتها على الطاولة للفتاة حيث أن أخيها خرج من المحل قبل قليل. وانبهرت بطريقتها، وسألت إن كان يبيع مثلها، ولكنه قال بأنها غير موجودة بالسوق، فوالده (يقصدني) سفير في اليابان وهو من أحضرها له!! ضحكت من هذه الكذبة، ولكن كان يتكلم بجدية!!. جاء أخ الفتاة، وشرحت لهم طريقة قراءتها،، فقالت الفتاة بأنها شغله طويلة، وعلقت امرأة سورية كبيرة تجلس في المحل تنتظر الخدمة بأن قراءتها وجع قلب! ضحكت، وقلت بأنها تحتاج فقط إلى تشغيل للمخ، ويتعود المرء عليها ويقرأها بسرعة. الآن أفكر بشراء ساعة من نفس الشركة، ولكني أنتظر ردهم بخصوص بعض التفاصيل، كمصدر مواد السير ونوعية المعدن. عدت إليه بوقت لاحق من اليوم لأسدد المبلغ، حيث لم أستطع في أول مرة لتعطل شبكة بنكي، وقد أصر أن آخذ الساعة وأدفع لاحقاً. سألته إن كان يملك موقع على الانترنت؟ فبدا أنه يحمل همه. شرحت له بساطة الأمر. وطلب مني مساعدته بشراء عنوان للموقع. اكتشفت في المنزل أني لا أستطيع، لأن بطاقة الماستركارد مسبقة الدفع مرتبطة بحسابي مع جوجل، وهذا سيخلف تعقيدات. سأعيد له ماله اليوم أو غداً إن شاء الله وأرى كيف يمكنني مساعدته، فهو حقاً بائع لطيف وناصح.

متى سأبدأ تجارتي أنا؟





أطالع بين الحين والآخر أرشيف مدونتي السابقة على جهازي، لقد استمرت حوالي سنتين ونصف. أود لو أنشر بعض الاقتباسات، مع تواريخ، ليقرأها من يرغب:




01/24/2006




"لقد كنت أتخيل دائما، أن قلبي هو ثمرة يانعة. تنتظر أحدا ليقطفها. و لكن عندما أنظر الآن إلى الأمر، فهي ثمرة تحتاج إلى السقيا، إن كان هناك رجاء لتعود إلى الحياة. يبدو أن البعض استنزفها بلا قطف. و حرصي على أن لا يأخذها غير هذا البعض القاسي، زاد في ذبولها."




01/27/2006




"هذه قصة قصيرة كتبتها قبل فترة. تحكي واقع لحظات أعلم بأن الجميع قد عاش ما يشبهها، لو كان عاش حياة حقيقية. هنا، حيث يتداعى الواقع كبناء ضخم خارت قواه فجئة، واقع كنا نعتمد عليه إلى حد بعيد، ينهار و لكننا نبقى شاهدين عليه، بينما كنا نختبىء داخله بضعف و اتكالية..."




02/ 2/2006




"أخبرني يا صاحبي... في أي حكاية تجرعت غصتي... في أي درب لحقتك... و لم أحتضن سوا حسرتي... هل كنتُ إلا عنقود عنبٍ... تدلى في قلب نخلة... لعلك قبرة تأكل من ثمري... أو تمس عروق يدي... هل كنتُ إلا قلب تمرد على جسدٍ... لتدلكه يد طبيب... علها تكون يدك... هل كنتُ إلا فراشة تقصّف جناحيها... أجاهد لأقع عليك وردة... فتسعفني قبلتي... و لما وقعت على روحك أخيرا طعنتني... و لم تأبه لكونك في يوم استدرجتني... و قد قتل العسيب أعنابي... فذبلت مهجتي... و أعادتني يد غريب إلى قفصي... أنتحب وسط الأضلع... و عبثت بي الريح مع أوراقها... حين أماتتني أيام رحلتي... و هل كنت إلا جواد خلق لكبوةٍ... و كنت أنت كبوتي..."




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




انتهت الاقتباسات لهذه المرة...




لم يعد هناك كبوات، فأنا أعرج الآن...




عايش مع ذلك.




سعد الحوشان

هناك 4 تعليقات:

  1. أعجبني حديثك عن الكرامة ، عن طموحك المهني الذي يصعب على الآخرين فهمه ، عن الساعة ووالدك السفير ! والمدير الذي يرمقك بنظرة جانبية .. حتى "الكبوة" يكون لها معنى جميلاً حين نتأملها بعين المستفيد من أخطائه ..
    قرأت بعض الأرشيف ، وأجدك تكرر "الرواية والرواية" أتمنى في حال نشرت روايتك إعلام قرائك في المدونة عنها .. وآمل أن يكون قريباً، موفق ومعان .

    ردحذف
  2. إنك أخت آلاء تفسدينني بتشجيعك الكريم، حيث كما ترين، ليس الرد أمر معتاد في مدونتي، ناهيك عن التشجيع. أشكرك بصدق وامتنان.

    قد أرى جمال الكبوة بعدما أقف على قدمي مجدداً. من يعلم، قد يكون للكبوة غرض، قد يكون لها فائدة.
    إني أعمل على ذلك، الوقوف مرة أخرى، لا تنسيني من دعائك.

    بالنسبة للرواية، تظل التسمية مشكلتي الأزلية. عجزت عن إيجاد اسم ملائم. ولكن سأعمل على الأمر بجد أكبر إن شاء الله. ستعلمين عنها إن شاء الله حينما أنشرها.

    شكراً أختي على وقتك.

    ردحذف
  3. حسبي الله ونعم الوكيل2 نوفمبر 2009 في 6:19 م

    بالنسبة لحملة الجميعة انا حجيت معهم عام 1429هـ وكانت أسوأ حجة حججتها في حياتي كلها لدرجة انهم لم يطعمونا اول ايام عيد الاضحي طوال اليوم والباصات كانت قديمة جدا وكثيرا ما تتركنا ولا تنتظرنا مما يتسبب في اعتمادنا علي ارجلنا في تنقلاتنا في المشاعر المقدسة نظرا لصعوبة الحصول علي مواصلات بدليه حسبي الله ونعم الوكيل فيهم

    ردحذف
  4. عزيزي المتحسب.

    اعلم بأنك روعتني باسمك حينما رأيت طلب السماح بنشر الرد!! ظننتك تتحسب علي.
    بالنسبة لحملة الجميعة، فأنا مشفق بصدق على ضحاياهم هذه السنة.
    أتذكر حكاية الطعام، واتذكر حكاية اليوم الذي لم يؤتي به بطعام بحجج واهية، وتم ترك حجاج بيت الله وضيوفه للجوع الشديد، نساء ورجال. وأتذكر بأن أحدهم أبلغ وزارة الحج، وجاء مندوب منها وهدد الجميعة، ثم جاء الطعام!!
    أتذكر سوء الطعام، وأعلمك بأنك أفضل حظ مني في أسوأ الأحوال على ما يبدو، إذ عشت تقريباً على الفواكه فقط وما يتبرع به زملائي من فطائر مغلفة غير محشوة، من التي يعطيها البيك عند شراء وجبه ولا يفضلها أحد على ما يبدو، فلم يناسبني طعام الحملة بأي شكل، ولم أقوى على تحمل طريقة التقديم غير الصحية، لم أستطع الأكل باختصار، حسبي الله عليه هذا الجميعة.
    كذلك، الباصات، لن أنسى تركها لنا، بل إعطائنا حتى مواعيد كاذبة!! وتعامل مندوب باصنا السيء معنا، وخداع السائق، حسبي الله عليهم جميعا. لن أنسى تركنا في مزدلفة بلا أي شيء، ولا حتى فرش، وهروب الباص عنا، لنعود مشياً في النهاية.
    والمشكلة أنهم أخذوا مبلغاً كبيراً، دفع الآخرين مثله وأقل منه ونالوا خدمات ممتازة.
    كما أتذكر أن إحدى خيامهم تعطل فيها التكييف، وترك الناس ينامون في الحر!!
    يبدو أننا حججنا معاً في العام الفائت. ومن الجيد أن وجدتني لتعطي وجهة نظرك أيضاً.
    كم أتمنى أن يسحب التصريح من تلك الحملة غير المسئولة.

    ردحذف

ما رأيك بالقول؟