سِجل المدونة

الثلاثاء، 26 يناير 2010

معركة في قلب ضامر(أحداث،قصيدة،أراء،جهاز جديد وتقنية)

بسم الله الرحمن الرحيم






أشعر أحياناً بأن قلبي، على نحو غريب، هو جزء متوفى، بينما يعيش جسمي. لا يعقل هذا، ولكن الأمر مجازي. أتخيل دائما شكله ضامراً وصغيراً، بنيّ غامق اللون كاللحم الفاسد، وأنا أمشي. يمكنني أن أتوقف وأدخل يدي بشكل ما إلى الداخل، وكأنما يمكنني تجاوز ما يحجب قلبي من جسمي وكأنه مجرد ضوء، وأقبض قلبي بأطراف أصابعي، وأضغطه مرتين، أدلكه. أكرر، مرة، فلا ينبض، ثم أيأس، وأكمل المسير.


الكلام في الأسفل يتعلق بأمور تقنية، حاسب جديد، وطريقة مقترحة لمعالجة النصوص وما إلى ذلك، إن لم تكن هذه الأمور تهمك، انزل حتى تجد الخط الأحمر وتابع من بعده، حيث ستجد الأمور المعتادة في المدونة.



اشتريت جهاز النتبوك لينوفو الذي أردته منذ فترة. جهازي اللابتوب لا يزال يعمل جيداً رغم مرور وقت طويل على اقتناءه. لكن، صارت استفادتي منه محصورة بالمنزل. بطاريته لا تعمل جيداً منذ سنوات، وفي خارج المنزل، يجب أن أجد مقبس كهرباء، وهي عملية مزعجة. بالإضافة إلى أن حجمه، شاشة 15، وليس نحيف جداً، صار يضايقني في الخارج، حينما يأخذ حيزاً كبيراً من الطاولة، مع أسلاكه بما أن البطارية لا فائدة منها. لم أرد أن أستغني عنه، وأشتري جهاز جديد بثمن كامل، فأنا استخداماتي للكمبيوتر محدودة، ويمكنني صرف المال على أشياء أكثر أهمية. فكرت أن أشتري جهاز نتبوك رخيص، تلك الأجهزة الصغيرة الجديدة، محدودة القدرات والسعر، المخصصة للتنقل والأعمال الخفيفة، ولكني كنت بانتظار الأجهزة المحملة بنظام تشغيل قوقل، كروم. علمت بأنها قد تصدر في آخر السنة، وفكرت بأني يمكنني أن أصبر. لكن استجد جديد، وصار لزاماً علي أن اهتم بموضوع الكمبيوتر أسرع، وهذه الظروف القاهرة هي شيء أحبه، لأنها تعطيني الفرصة لشراء أشياء كان المنطق يمنعني عنها. قررت شراء نتبوك لينوفو، وهي شركة صينية أنا معجب بها جداً، لها ارتباط بأحد أكبر جامعات الصين، وقد اشترت قبل سنوات قطاع الحاسبات من آي بي ام الامريكية، وهي مشهورة بالجودة العالية والابتكارية. مؤخراً خفضت أسعارها، وقد كانت من بين الأعلى، مما شجعني أكثر. بحثت في موضوع النتبوكات التي تنتجها، واخترت الأصغر، وقرأت أراء تمتدحه بقوة. اشتريته بـ1300 ريال، وهو شديد الأناقة، اخترت الأبيض. يوجد به تقنيات جيدة من لينوفو، مثل زر البدء السريع، وهو زر إذا ضغطته لن تعمل الويندوز، لكن سيعمل نظام فرعي سريع يختصر عليك الوقت، إذا كنت راغباً في نشاط محدد، من بين بضعة أنشطة، كالتصفح أو سماع الموسيقى أو مشاهدة الأفلام. وزر الاستعادة، وهو يستعيد النظام والمعلومات. مثل كل النتبوكات، لا يوجد فيه قارئ أقراص، لكن من يهتم، فهو جهاز فرعي، وحتى لو لم يكن فرعياً، لا أتذكر متى كانت آخر مرة وضعت قرص في جهازي، صار المرء يحمل الأشياء من الانترنت أو يحملها في ذاكرة فلاش. يوجد فيه كاميرا، وهي لها ميزة رائعة في الجهاز. يمكن للمالك تشغل برنامج التعرف على الوجه، يصور الجهاز وجهك عدة صور ويحلله، ثم حينما تشغل الجهاز، تعمل الكاميرا، فإن رأت وجهك تفتح لك النظام، او عليك طباعة كلمة السر المعتادة، بمعنى أن وجهك بدل كلمة السر. بالنسبة للفأرة، أو مكان اللمس المعتاد في الأجهزة المحمولة، فهو صغير، وقد واجهت معه مشكلة في البداية، لكني تعودت عليه الآن، وأجده سهل الاستخدام. وهو يتعرف على اللمس باصبعين، مثل الآيفون، بحيث تضع اصبعيك مثلا فوق المساحة، وحينما تقربها من بعضها يصغر أيا كان يعرض على الشاشة، سواء صورة، أو صفحة انترنت، وحينما تباعدها تكبر، وهي حركة مفيدة لأن الشاشة صغيرة نوعاً ما، فقد يواجه البعض مشكلة برؤية النصوص، فيكبرها بسهولة هكذا. بالنسبة للوحة المفاتح، فهي بحق كما قرأت، ممتازة جداً، مريحة جداً، وسهلة الاستخدام. يخيل للمرء أنه سيواجه صعوبة بسبب حجمها، ولكنها ممتازة بشكل مفاجئ. واجهت مشكلة لا تتعلق بترتيبها أو تصنيعها، إنما تتعلق بترميز الأزرار، حيث كان حرف الذال في غير مكانه، ولم أعلم كيف أحل المشكلة، وسأل لي زميل بالعمل، ولم يجد إجابة شافية. فكرت بأنها بالتأكيد مشكلة دارجة طالما جاءت من تلقاء ذاتها، ووجدتها بالفعل دارجة، وحلها سهل، يتم بتغيير ترميز اللغة العربية من 102 إلى 101، وتحل المشكلة مباشرة. يوجد في الجهاز قارئ بطاقات ذاكرة، و3 مداخل يو اس بي، ومخرج كبيوتر، للبروجكتر أو التلفاز. يوجد كذلك برنامج لإدارة الطاقة، بأربع خيارات من الأداء والاستهلاك. مثلاً، حينما تكون ستعمل لمدة طويلة بعيداً عن الكهرباء، يمكنك اختيار الخطة المخفضة جداً للاستهلاك، سينخفض أداء الجهاز، لكن حينما تكون تكتب مثلاً، فإنك لا تحتاج إلى أداء خارق بقدر ما تحتاج إلى الجهاز يعمل لأطول فترة ممكنة. وبتخفيض الإضائة إلى حد معقول، أظهر لي عداد البطارية سبع ساعات ونصف ودقائق. هذا يختلف بالطبع من استخدام إلى آخر، لكنه مؤشر ممتاز جداً. يوجد للجهاز نوعين من البطاريات، نوع بـ3 خلايا، وهو ذو حجم صغير لا يبرز من تصميم الجهاز، ونوع بـ6 خلايا، يبرز بشكل مضاعف، ويكون قاعدة في خلفة الجهاز ترفع أسفله، وهي أطول عمراً بطبيعة الحال من ذات الثلاث خلايا. حزنت حينما قال لي أصحاب المحلات أنه لا يوجد سوا بـ3 خلايا، رغم أنه لم يبدو أنهم يفهمون الأمر. فوجئت حينما أخرجت البطارية أنها 6 خلايا. حينما شغلتها بالبداية كان أكثر من نصفها مشحون، استهلكته كاملاً لأشحن البطارية كاملة، لكن قرأت بالدليل أنه يتوجب شحن البطاريات الجديدة، فضاق صدري، خفت أني أفسدت البطارية أو قللت من عمرها (طفة الأجهزة الجديدة مشكلة)، رغم أنه لم يتبين شيء بعد من ناحية جودة أداء البطارية. يقول الدليل أن الشحن الكامل أو الاستهلاك الكامل للبطارية غير ضروري، وهذا شيء مطمئن ومريح على المدى البعيد. أنزلت في الجهاز في أول يوم القوقل دوكس، لكن لم تسر الأمور على ما يرام، لسوء فهم لدي. وسأتطرق لقوقل دوكس في وقت لاحق، لأنه يهم شريحة كبيرة منكم. يوجد في الجهاز مقبس على الجانب، يشغل ويطفئ الاتصال اللاسلكي، الواي فاي والبلوتوث. 

أنا معجب جداً بالجهاز. وقد أخذته أمس لأول مرة معي. مع قوقل دوكس، لا أحتاج إلى الانترنت للكتابة، وقد وجدت إلهامي في برقر كنق وأنا أشرب الكولا.

لا زلت قلقاً من أمر البطارية، حيث لم أشحنها حينما اشتريت ظناً مني أني يجب أن أفرغها. أتمنى أن لا يسيء هذا لعمرها.

ما يجدر ذكره، ويهم كل المستخدمين العاديين، الذين يواجهون العديد من المشاكل مع أجهزتهم ولا يدرون سببها أو كنهها، فقط تحدث، ويذهبون بأجهزتهم إلى المصلحين وهم خائفين من العبث بأجهزتهم وبرامجها لأنهم ببساطة يفتقرون إلى الخبرة والمعرفة، لينوفو أوجدت حلاً جميلاً لكم. هي تباهي به دائماً في دعاياتها، ورغم جاذبية فكرتها، إلا أنها لا تشرحها بما يكفي، والناس لا يبحثون حتى لو ثار فضولهم، إنما يجدون أمانهم بتقليد الآخرين. أنا لدي تجربة مشابهة لهذا الحل، مع حاسبي، الذي كان لأختي، من شركة ديل، ولابتوباتهم ممتازة أيضاً على فكرة، لكن لا أرى لهم أمل برضاي بعد لينوفو، ما جربته عنها، وما قرأته. في ديل الذي اشتريته لأختي، لم يأتي مع الجهاز اسطوانة ويندوز الأصلية كما يأتي مع كل الأجهزة. ثار ذعري حينما اكتشفت، وعدت إلى المحل، الذي فض علب أجهزة جديدة لم تمس ليتأكد من خلوها من الاسطوانة، فوجد أن الاسطوانة لا تأتي مع موديلي، وأخبرني بأن ويندوز محفوظ  داخل الجهاز، والحل هو أن لا أفرمته،،، أبداً. كنت ولا زلت ضد الفرمتة، لكن، ماذا لو احتاج المرء، أين سيجد نسخته الأصلية؟ لم أحتج إلى الفرمتة، من بعد ما أعطتني أختي الجهاز، إلا متأخراً، حينما عاث فيروس في برنامج التشغيل فساداً. نسخت الويندوز على اسطوانات ضمن برنامج النسخ الاحتياطية، بعدما زادت ثقافتي عن الأمر بالبحث، لكن لم يكن هناك جدوى في نسخ برنامج تشغيل فاسد أصلاً... عدت للبحث عن سبب عدم تضمين الاسطوانة في الجهازقبل  سنوات، وتواصلت مع مايكروسوفت، الذين قالوا يجب أن أتواصل مع الشركة التي صنعت الجهاز، كانت دوامة مثيرة لليأس. لكن على موقع دل، وجدت أن ويندوز محفوظ بشكل كامل، لا ينقصه شيء، في جانب لا يمسه فيه شيء من الجهاز، ينتظر وقت "العازة". تعلمت طريقة تعيد تنصيب الويندوز، وتعيد جهازي لحالته الأولى حينما شغلته لأول مرة، بإعدادات المصنع، على أن يفرمت نفسه. كان حلاً عادلاً، بل رائعاً، خصوصاً أنه كان يمكنني حمل ملفاتي على هارديسك خارجي. إن هذا الحل على الأقل أفضل من أخذ الجهاز إلى مصلح، بكل خصوصياته، وبكل القلق من الخداع، واتخاذ الدروب السهلة، مع أني أعرف محل أثق فيه جداً، لكني أفضل أن أعمل بيدي.
هذا بخصوص دل، وتجربتي معها، والتي بالمناسبة صارت ترفق الأسطوانات مع أجهزتها، وهذا حل لم أعد أقتنع به لعرضة الاسطوانات للضياع، خصوصاً لدى الغالبية العظمى من المستخدمين.
كنت أقرأ في دعايات لينوفو عن تقنيتها الخاصة فيها، وهي وضع زر لإستعادة النظام إلى جانب زر التشغيل. وقد وجدت الفكرة جذابة، خصوصاً للمستخدمين المساكين، لكني فكرت بأن هذا يشبه ما قامت به دل، إنما على نحو أكثر بساطة. لم أقتنع بمعرفتي، قرأت أكثر عن التقنية، فعلمت أنها تعمل استعادة للنظام حسب الاختيار، إما بإعدادات المصنع، أو تعود إلى تاريخ يسبق كارثة ما، وهذا جيد جداً، إنما ليس بجديد، فنقاط استعادة النظام يستخدمها الأذكياء في برنامج التشغيل من الأساس. لكن، صدق من قال بأن التجربة خير برهان. تتعلم من تجربتك ما قد لا يقوله الناس لك، لأن الأولويات مختلفة. فوجئت بجهازي يخبرني حينما أحاول رفع الصوت من خلال لوحة المفاتيح أن كرت الصوت أو أداته لا تعمل جيداً، وقد أحبطني هذا نظراً لجدة الجهاز، لكن حينما رفعت الصوت من خلال الأيقونة على الشاشة، وجدت كل شيء على ما يرام. فهمت من هذا أن المشكلة تتعلق بنظام التشغيل على الأغلب. ربما أصابه أمر ما. قررت تجربة زر الاستعادة، فلم أنزل على الجهاز شيء مهم، نظراً إلى أن كل تخزيناتي تتم على سيرفرات قوقل، ومنها ما تقرأونه هنا، الآن. أنزل برنامج KMplayer وبعض تطبيقات قوقل، والريلبلير، لا شيء يصعب أخذه في لحظة، وإن تكن التحديثات مملة. كانت فكرتي هي أن أجرب وأعود إلى نقطة أقدم من تاريخ الاستعادة، فيحل الأمر، أو أعيد الجهاز إلى اعدادات المصنع فيحذف جل شيء. ضغطت الزر والجهاز مطفأ، فعمل الجهاز، وأظهر شاشة لينوفو ريكوفري. هناك، وجدت أن البرنامج يفحص الجهاز من تلقاء ذاته، ويظهر إلي رسالة تقول بأن نظام التشغيل يعاني من مشكلة، ويسأل أن يفحصها، فَحصها، وأخبرني أنه يوجد 3 ملفات من برنامج التشغيل فاسدة، لا تعمل، وسأل إن كنت أريده أن يصلحها، أو أطلع على خيارات أكثر؟ طلبت أن يصلحها، في ظرف ثانيتين إلى ثلاث، قال بأنه أصلح النظام، وطلب مني تشغيل الويندوز لأعمل. حينما شغلت الويندوز، عاد ليعمل كما كان، دون أن يحذف أي شيء!! لقد أصلح الجهاز نفسه بنفسه. هل سمعتم بشيء كهذا من قبل؟؟؟ رائع حقاً.

أكتب الآن في نفس الظرف أعلاه، في برقر كنق، إذ يبدو أني وجدت ضالتي هنا، في المطعم، مع حاسبي الجديد، وكأس الكولا، إلى جانب علبة فطيرة التفاح الفارغة. يساعدني على هذا برنامج ممتاز، أتيت على ذكره في الأعلى، وهو قوقل دوكس، أو مستندات قوقل.
توفر قوقل العديد من الخدمات الجيدة والمجانية، وهي تغني غالباً عن المنتجات ذات الثمن، أو المجانية لكن الشبيهة بذات الثمن. إنها تُعنى بالابتكار، ودوكس أفضل مثال على هذا. البرنامج هو مثيل أكثر بساطة لمايكروسوفت أوفيس، مع مميزات يفتقر إليها الأول. لا شك أن أهم ميزة ظاهرة هي البساطة، فمن لا يحب البساطة؟ خصوصاً نحن الأكبر، الذين نريد القيام بأشياء بسيطة بسرعة وكفاءة، دون اكسسوارات لا نستعملها، فقط تشتت انتباهنا، وتحيرنا، إن لم تشعرنا بالعجز لعدم فهمنا لها. يمكنك عبر الدوكس الكتابة كما تفعل في الوورد، أو صنع الشرائح والتقديمات كما في الباوربوينت، أو الجدولة كما في الاكسل. ما كتبته في الورد لا خوف عليه، فيمكنك نقله والعمل عليه هنا، في الدوكس. حيث أنك تحمله بضغطة زر، فيصير ملف هنا يمكنك تعديله، إكمال ما بدأت، أو مشاركته مع الآخرين. كيف تكون المشاركة؟ بأكثر من طريقة، يمكنك إرساله عبر البريد، أو إرسال دعوه لشخص آخر ليطلع على ما كتبت، أو يشاركك لو أردت وسمحت له، فيعدل على عملك، ويبدي حوله الملاحظات، ويكمله، وينقحه، كما قد تفعل تماماً. أو يمكنك الحصول على رابط فيعرض عملك كصفحة انترنت، تعطي رابطها من تشاء، أو يمكنك أن تفعل مثلي، تكتب في الدوكس، وتعدل وتضع الصور، ثم تنشر من خلال البرنامج نفسه في مدونتك، التي تكون قد عينتها مسبقاً للبرنامج، فالتدوينات الأخيرات أكتبها هنا، وحينما أنتهي وأضيف الصور، أختار نشرها في مدونتي.
بالطبع، الواجهة والميزات أبسط من المايكروسوفت أوفيس وأمثاله، لكن هذه ميزة في الأغلب الأعم. ورغم أن الواجهة يمكن جعلها عربية، إلا أنه لا يوجد خطوط عربية باستثناء الخط الذي ترونه، وخط التدوين المعروف. لكن هذا لا يهمني كثيراً بقدر ما تهمني البساطة والميزات التي سآتي على ذكرها الآن.
الميزة الأكبر هي أن حفظ الملفات يتم على الانترنت، في حسابك مع قوقل، بحيث أنك ستجد عملك من أينما اشتغلت، في حاسبات مختلفة، دون أن تضطر لحمل ذاكرة فلاش. يعني مثل الايميل، البريد الالكتروني، تجد رسائلك من أينما دخلت أيميلك. يمكنك بالطبع إنزال عملك في الجهاز كنسخة للورد أو البي دي اف، والبي دي اف صيغة مهمة، وغيرها من الصيغ. أحيانا تحميل الصيغ لا يظهر كما يجب ويحتاج إلى بعض التنسيق، أمر راجع إلى اللغة العربية أعتقد وترميزها. والآن، منذ عدة أيام، صارت قوقل تسمح للمستخدم أن يحمل مختلف الأشياء على حسابه، وليس النصوص فقط والأعمال المكتبية كالجدولة.
طبعاً، في الوضع الطبيعي يجب أن يكون لدى المستخدم انترنت حينما يريد العمل على الدوكس، كما قد تكونون قد فهمتوا مما كتبت أعلاه، لكن الوضع مختلف. إذا أردت العمل بدون انترنت فهذا ممكن جداً. يكون الأمر باختيار العمل بدون اتصال، على حاسب معين، حاسبك الشخصي وليس أي حاسب، ثم ستنزل اداة من قوقل، تسمح بالعمل على البرنامج والحفظ دون اتصال، وتنزل كذلك اختصارات لسطح المكتب، تضغطها وتبدأ العمل، مثلما تفعل مع الوورد مثلاُ. حينما تعمل على جهازك بدون اتصال على الانترنت، وتعدل أو تكمل عملك، سيتم حفظ التطورات على الجهاز، وحالما يتوفر اتصال انترنت، سيقوم البرنامج بالموائمة بين ما فعلته دون اتصال وما يوجد مخزناً على حسابك في قوقل، أي عملك القديم الذي عدلته وأنت متصل، فيوحد النسختين وفقاً لآخر التطورات، مثال: أنا أكتب بالعمل، بالاتصال بالانترنت، وأحفظ ما قمت به على الانترنت. حينما أعود إلى المنزل، أشغل حاسبي الشخصي، وألج البرنامج مع توفر الاتصال، حتى يحفظ في داخله آخر النصوص التي أضفتها بالعمل، ويجعلها متاحة للعمل بدون اتصال لاحقاً. حينما يفرغ من الموائمة، أغلق الجهاز، وأخرج لاحقاً من المنزل بالجهاز، وأعمل دون اتصال في المطعم، وأحفظ عملي. حينما أعود، أشغل جهازي للتصفح ورؤية البريد، وبنفس الوقت، ينزل الجهاز آخر إضافاتي إلى النسخة القديمة على الانترنت، فأعود غداً إلى العمل وأجدها. أليس هذا مذهلاً ورائعاً؟ وكذلك، مجاني، أي لن تضطر لدفع الكثير في نسخة مايكروسوفت أوفيس أصلية إن كنت من أصحاب الضمائر، أو المعاناة منها منسوخة، أو استخدام نظام مجاني ولكن بنفس التعقيد، و ربما سوء التوافقية.
بالنسبة للعمل على قوقل دوكس، أو مستندات قوقل بالعربية، في الوضع غير المتصل بالانترنت، فإن نفسه ينطبق على البريد الالكتروني جي ميل، بنفس الأداة، والتقويم، الذي ربما سأتحدث عن فائدته الكبرى لاحقاً.
لا يعني كل هذا بالطبع أن أسلوب  العمل هذا يخلو من المشاكل، تحدث المشاكل. أحياناً لا يتعرف البرنامج بسهولة على توفر اتصال بالانترنت، ولا ينفع تنبيهك له، فتضطر إلى إغلاقه وتشغيله من جديد، إن لم تضطر إلى إعادة تشغيل نظام التشغيل بأكمله حتى. يمكن تجنب هذا بالتقرير مسبقاً بين العمل باتصال أو بدونه. كما أني واجهتبعض المشاكل في تغيير أسماء مستند لدي، بالعادة تتغير الأسماء بسهولة، لكن ليس في ذلك المستند الذي كاد أن يقودني للجنون. وفي التدوينة الفائتة، تأخرت الموائمة بين أحدث ما كتبت وخزنته على حسابي، وبين ما خزنته في وقت سابق على الجهاز، فلما عدلت تعديلاً يسيراً وأعدت نشر المستند على المدونة عاد الاسم المؤقت الذي غيرته في وقت سابق، وتغير بالتالي اسم التدوينة على المدونة، حدث سوء موائمة بين جهازي وحسابي بالانترنت. لكن باستثناء هذه المشاكل، لم يحدث شيء.
أنصحكم بتجربة العمل على هذا البرنامج، واستكشاف مميزاته. ليس من الضروري القيام بأكثر من تجربته، ولكن بجدية، بحيث تخصص عمل تقوم به على هذا البرنامج، وترى كيف ينتهي بك الأمر، كما جرى معي. استكشف أهمية وجود ما تقوم به على الشبكة، تجده متى شئت، وتشاركه بسهولة. مثلاً، عملت على نص كنت أحتاج فيه رأي اختي/مستشارتي باستمرار، وقد أرسلت إليها دعوة للاطلاع على المستند، ومتابعته أولاً بأول، بحيث تدخل متى شائت وترى مدى تطور عملي. كان يمكنني السماح لها بترك تعليقات، وهذه ميزة رائعة، لكن كانت أختي تحتاج  إلى تدريب لم يسمح به ظرف الزمان والمكان.
تخيل مثلاً، القيام بببحث مشترك؟ أو الاشتراك برسالة؟
كما يوجد ميزة ممتازة، وهي مشاركة قوالب العمل. أكثر ما يؤرق أحد أخواتي المعلمات هو وجود قالب ممتاز ومريح للنظر لأسئلة امتحاناتها، فغالباً لا تكون مرتاحة لما تمكنت من القيام به. ماذا لو قام معلم أو معلمة بإنزال قالب عمله، صفحة مسطرة وجاهزة لكتابة الأسئلة، للمشاركة مع الناس الآخرين؟ القوالب  موجودة باعداد مهولة وبمختلف المجالات باللغة الانجليزية في مستندات قوقل، حتى أنه بإمكانك إيجاد عقود قانونية أنزلها متخصصين تنتظرك لتملأها وتستفيد منها، أو تعدلها وفقاً لحاجتك، بينما المحتوى العربي فقير كالعادة.
إني لست مدرساً، ولكني أتوق إلى إيجاد شيء يحتاجونه الناس لأضعه لهم بشكل عملي.
يمكنك بالطبع الاستفادة من هذه المميزات من متصفحك العادي، لكن إن أردت رأيي، وكان لديك بالفعل حساب في قوقل، فأنزل متصفح كروم، لأنه يحتوي على أداة المزامنة تلقائياً، وهذا أمر أفضل، كما أنه من أفضل الموجود. إن لم يكن لديك حساب قوقل، فيكفي فتح بريد على الجيميل، وكن جاداً وافتحه باسم يواجه إن أردت رأيي، وحينما تفتح حساباً، إذهب إلى هذه الصفحة، واختر متصفح كروم، وبرنامج قوقل آبس، أسفله تماماً، وخذ ما تريد من البرامج الأخرى، أو دعها إن لم تكن تعرفها، ثم حمل، لتكون جاهزاً للعمل. هذه هي الصفحة:


هذا ما لدي تقريباً فيما يخص الأمور التقنية، لمستخدمين بمثل مستواي المتوسط، أو لهم نفس همومي التقنية العملية، حيث نريد أن نستفيد من التقنية بما نحتاج وببساطة، لا أن نُبهر بها فقط، نراقب الناس.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هل ولى عصر الفانيلا؟ هذا ما يبدو عليه الحال. لست أتكلم عن الفانيلا التي تؤكل كنكهة، ولكني أتحدث عنها كرائحة. فأنا منذ سنوات طويلة من عشاق رائحة الفانيلا الطبيعية، ومن المتعطرين بها، حصراً. كانت البداية مع عطر فانيلا من بودي شوب، وتخليت عنه لما وجدت بديل أكثر طبيعية، وملائمة لذوقي كفكرة ورائحة، وأرخص. كان هذا في محل جديد اسمه عطور شكس، أشتري منه الفانيلاً كزيت، وأنا أفضل الزيوت التي أدهنها على العطر الذي أرشه بكثير، فلا وجه للمقارنة بالنسبة إلي. استمريت بالشراء منه لفترة طويلة جداً. ولكني توقفت لفترة أيضاً دون أن اشتري، حيث لم أجده حينما سألت، ثم أصبت بنوع من الإحباط واللا مبالاة لفترة طويلة، فلم أعد أضع العطور. مؤخراً، ذهبت إلى بودي شوي، ووجدته صار يبيع العلبة الصغيرة، التي لم تكن تتعدى الخمسين، بسعر الكبيرة في السابق، حوالي الثمانين. سرقة. اشتريت زجاجتي من زيت شكس قبل أيام، واكتشفت في المنزل أنها ليست الرائحة التي تعودت على شرائها، لكنها رائحة مقرفة لا تمت للفانيلا بصلة، أشبه برائحة مانجو كريهة، وفاسدة إلى ذلك، مع شيء آخر لا أدري ما هو. عدت إليهم، ولم يجدو غيرها. استبدلت الزجاجتين بعطر رشاش أقرب للفانيلا، اسمه وارْم. يا للأسف...






يفاجئك الناس أحياناً باتخاذ مواقف لا تتوقعها منهم بالذات،هذا إذا كنت شخصاً لم يخيب الزمن ظنك كثيراً، أما إن كنت أنا، سعد بشحمه ولحمه، فإنك تتوقع كل شيء، صدقاً.
الكثير من الناس الذين قد يبدون إليك المحبة المخلصة، لأنك تخدمهم وتساعدهم بإخلاص، سرعان ما ينسون كل شيء حينما لا تتمكن من خدمتهم لسبب وجيه، تشرحه لهم، سواء أشعرهم السبب بالسوء أو لا، فإنهم سيرون بأنهم يستحقون الخدمة، مهما كانت ظروفك، ورأيك في أخلاقية الأمر. أكثر من لاحظت عليهم هذا الطبع هم الباكستانيون، فهم سرعان ما يرتدون إلى حالة من الطفولة حينما يخيب أملهم في شيء يريدونه ويظنونه سهلاً لأنهم أصدقاؤك ببساطة. لحسن الحظ أني لا أتعامل مع المراجعين العرب كثيراً، أتصور بأن وضعهم سيكون أسوأ، خصوصاً أنهم دكاترة. كنت أكلمهم وأعاملهم أحياناً بحكم أنهم يتعاملون مع زميلي في جانبي، نتجاذب أطراف الحديث. ما اكتشفته هو، أن بعض الجنسيات العربية إن لم يسيئوا بك الظن، فإنهم سيسيئون تجاهك النية. أما الدكاترة السعوديين، فهم إما سيأتونك بافتراض أنك خادم، وهذا الأغلب الأعم، أو سيأتونك بتملق للحصول على أكثر ما يستطيعون، ثم سيتصددون عنك إذا ما صادفوك بعد يوم، ناهيك عن إسداء فائدة لك. يمكن للمرء ملاحظة أن سلام الدكاترة السعوديين على بعضهم دائما أحر، مهما كانت معرفتهم ضعيفة، بينما لن يتنازلوا لسلام حار مع أحد لا يكافئهم بالمؤهل، مهما كان قريب منهم ويعاملهم دائما، أو حتى يحبونه، وهذه ملاحظة أثق بها جداً.





ضاع الخاتم الأسود أخيراً. وهو الخاتم الأثير الذي ألبسه في كل يوم منذ سنوات طويلة. لكني لم أحزن. لماذا؟ لأني صرت أضيع الكثير من الأشياء، باستمرار، حيث أن ذاكرتي لم تعد تسعفني، فصرت أتجاهل ما يضيع، ولا أحزن عليه، كي لا أتلف أعصابي. كنت في السابق أبحث جيداً وأتعب، ثم تعلمت أن الخاتم إذا ما اختفى فسيظهر من تلقاء ذاته لاحقاً بعد يومين، أما هذه المرة، فلا يبدو أنه سيظهر، ولست مهتماً، ليس أني لا أحبه، لكن، تضيع أشياء أهم، وأنا صرت لا أكترث بضياع شيء. صدقاً، إني أشعر أحياناً بأني لا أكترث لو ضعت أنا، يمكنني أن أتوه، لا أشعر بأني أهتم، أشعر بأن كل شيء لا يستحق الاهتمام، حتى أنا. لكن ضياعي هو احتمال بعيد. أما لو ضعت، ووجدني أحد أسعد بضياعي لأنه لقيني، سيكون قَدَري جميل أن ذاكرتي ضعيفة.
يوجد قصيدة أردية بديعة، صوفية على ما يبدو، ترجم لي صديقي جليل مقطع منها، يقول ناظمها بأنه يرجوا أن يظل طريقه في مدينة الرسول، ولا يجد دربه إلى خارجها أبداً.



أحياناً لا يخطئ الناس في حقك مباشرة، لكنهم يخطئون على من تقدر باستمرار. ألا يعتبر هذا بشكل ما خطأ عليك؟. لدي زميل مزعج، وأعتقد بأنه يكرهني حقاً، دون سبب واضح. لأنه يطلب مني الخدمات الشخصية باستمرار وأؤديها، أعامله جيداً وأتبسم له. قال ذات مرة بأني أحصل على ما أريد في القسم، فلو أردت لبن العصفور لأحضروه لي، ولا أدري متى أردت شيئا. لست أحبه من طرفي بسبب أخلاقه، لكني أحافظ على حسن الزمالة، ورقي التعامل لأجل نفسي، أما هو فلا يستحق، لأنه حينما يحتاجه المرء لا يمكن أن يقدم أي شيء مهما كان بسيطاً وتافهاً، فهو شديد الأنانية، وقد جربته. مستوى ذاكؤه يبدو لي منخفضاً، ولكن هذا ليس عذر لرداءة خلقه. يزعجه أن يعطيني زميل آخر انتباهه، وهو يعتبره صديق مقرب منه، وأعتقد أنه حرضه علي ذات مرة، لكن لم يدم موقف الزميل الآخر طويلاً، لأنه لم يجد شيء لا يعجبه. أما هذا الزميل سيء الخلق، فقد افسده الجميع منذ فترة بالتسامح والضحك على وقاحته، التي يأتي بها على شكل مزاح، بلا حد يتوقف عنده، ويسعده وصف الآخرين له بأن لا أحد يسلم من لسانه وشره، معتقداً بأن هذا دليل على خفة ظله، رغم أنه ثقيل ظل جداً بالواقع، وأنا لا ألومه، لأن الآخرين لا يتخذون موقف، ويشجعه من لا يتأذى منه كثيراً، في حين يعاني الآخرين منه. إنه يتجنب استفزازي لأني أتجنب الاحتكاك به أصلاً، ولكنه حاول أكثر من مرة، ولكني لم أرد عليه أو أضحك، وكأنه لم يقل شيئاً. أما ما يجعل كيلي يطفح مؤخراً، هو أنه بدأ بالتحدث على زميلي الطيب، وينتقد أصله جهاراً وكأنه يمزح، ويستفزه بأقصى ما يستطيع معتبراً نفسه مضحكاً، ويقول بأن أمثاله من هذا الأصل منبوذين من السعودية، هكذا بطريقة طفولية، وأن مكانهم هناك وهنا ومن هذا القبيل. أتساءل؛ كيف يتحمل زميلي؟. زميلي هذا يكبر في عيني ويكبر، وهو دليل على نقيض كل ما يفتريه هذا الأبله بحقه وبحق أصله. كنت في السابق أتعاطف مع بطء قدرات هذا الزميل، لكني لم أعد كذلك لما وجدته سيءالتربية مع الأسف. لدينا زميل تغيب لمدة أسبوعين لحصول قطع حاد في رباط ركبته الصليبي، وهو يخضع للعلاج الطبيعي مرتين في اليوم، قبل أن يحين موعد العملية، لهذه الدرجة حاله سيء. جاء فقط هذا الأسبوع، ونحاول بقدر الإمكان أن نكفيه العمل ونبقيه جالساً. صدمت حينما وجدته أمس على الأرض، ثانياً ركبتيه، على نحو خطير، حتى يدخل من تحت الطاولة ليوصل أسلاك خلف الكمبيوتر، بينما الزميل موضع ضيقي يجلس على كرسي إلى جانبه يراقبه ويستخف دمه. صحت به موبخاً لماذا يفعل هذا بنفسه؟ لماذا لم يطلب المساعدة؟ تدخل الزميل الكريه وقال مستخفاً دمه ومتحدياً: "يلله ادخل بداله؟ ليش ما دخلت بداله؟!"...! يا لهذا الغباء، هو من يجلس عنده طوال الوقت ويسألني لماذا لم أدخل؟ وصلت ذروة الغضب من قلة شعوره. وسألته رافعاً صوتي: "وأنت من كلمك؟!" سمعت ضحكات مكتومات في الخلف، وبدا أنه فوجئ بردة فعلي، ولكني لم أكتفي، أضفت: "أنت ما عندك مروءة، وشلون تخليه يدخل تحت الطاولة ويثني ركبه قدامك ولا تسوي شي؟" لم يرد، وتشاغل بالنظر إلى جهازه، زميلنا المسكين، وهو مطوع خجول هادئ، حاول أن يهدئ الوضع، وقال بأنه دخل قبله ولم يجد السلك المطلوب، ولا أتوقع أنه صادق، ولو كان صادقاً كيف يدعه يدخل لاحقاً وهذا حاله؟ مع أني أعلم بأنه لو دخل بنفسه بأي حال من الأحوال لن يصلح الجهاز، لأنه لا يمكن أن يكون مفيداً. أخبرته وأنا أحاول أن أهدئ صوتي أن ينادي الآخرين للقيام بمثل هذه الأمور، فلا بأس بهذا. لا أدري إن كنت قد بالغت بردة فعلي، لكن لعلي فقط مغتاض من اسلوبه منذ زمن طويل، وقد تحملت نذالته معي، لكن حاله استفحل مؤخراً ضد زميلي، بحيث يضطهده كل يوم بذريعة المزاح، بأسلوب واختيار كلمات لا يمكن أبداً أن تعتبر مزاحاً، وستجر علينا جميعاً سوء فهم نحن في غنى عنه، فهو سيكون حجة علينا إذا ما غضب زميلي المضطهد، أو أقاربه.



بشكل غريب، زاد معدل زيارة المدونة، بينما قلت التعليقات. دائما أذكر نفسي بأني كنت أدون لفترة طويلة في مدونتي القديمة دون أن أسمح بالتعليقات، وأذكر نفسي بأني لا أبيع شيئاً. رغم أن البعض قد يفهم العكس، ويحسبني أبيع نفسي بشكل ما، مثل تلك الأخت التي قلّبتني كبضاعة ثم قيمتني.



لماذا يهوى بعض الناس تصعيب الأمور على ذوي الحاجة؟ التقيت ببضعة أشخاص هكذا، وغالباً ما يكونون من الرجال الأكبر سناً، في الأربعينات فما فوق. ترددت كثيراً على المستشفى الجامعي في الفترة الأخيرة، أكثر من المعتاد، أي بمعدل 4 أيام بالاسبوع، لأجل إنهاء بعض الإجراءات والتقارير. في قسم التقارير، يديرهم رجل أعتقد أنه في خمسيناته، ذو  ملامح جامدة، وحركة كثيرة، وأسلوب مستهتر بالناس. هو يستمتع بتصعيب أمور الناس، وأحياناً التدخل فيما لا يعنيه، ناسياً، ككل العاملين في المستشفيات والحقل الطبي، أو غالبهم الأعم، الجانب الإنساني المترتب على وجودهم في المكان،، لا، بل أصبحت المستشفيات لدينا مرادف للقسوة والعذاب، والإهانة، إهانة إنسانية الناس. إنه ينسى أن الناس يأتون إليهم في ظل ظروف صعبة من البداية، ولحاجة إنسانية. كنت أطلب تقرير لابنة أختي، حينما قال بأن والدها يجب أن يأتي بنفسه ويطلبه، أخبرته بأن والدها عسكري، لا يستطيع القدوم، ويمكنه رؤية بطاقتي واسم اختي في دفتر العائلة، إني خال البنت، ولكنه رد ببرود، وتجاهل للحاجة والظروف، بأنه لا يوجد شيء اسمه لا يستطيع، فيجب أن يحظر والدها. حاولت أن أفهمه بيأس ضيق الوقت، وعدم قدرة الوالد أن يحظر، ويعلم الله أني صادق. ولكنه نظرإلي باستمتاع فاجئني، أو أني لاحظته أخيراً وفوجئت، ويعلم الله أنه نظر باستمتاع، وكرر بأنه لا يوجد شيئ اسمه لا يستطيع القدوم. هل كان يستمتع بالنذالة؟. عسى ذلك المدير أن لا يستطيع القدوم إلى عمله، عن مرض لا عن استغناء. كنت قد تركت المنزل أكثر من مرة قبل الظهيرة في إجازتي لأجل هذا الأمر، لأن زوج اختي لا يستطيع القدوم. أحبطت من اسلوبه، ووجهه المُمرض البغيض، ونزلت أروم العودة إلى المنزل. ولكن، ما دام خسيساً، يريد تصعيب الأمور على الناس، فهو لا يستحق الاحترام، أخرجت قلمي ووقعت مكان زوج أختي، وصعدت وسلمت الطلب إلى الموظف الذي لم يعلم عن مسرحية مديره السخيفة، واستلم الطلب دون أن يسأل عن والد البنت، فما عساي أريد من تقرير طبي؟؟؟ ودل هذا على أن المدير أراد فقط أن يصعب الأمور. علم زوج أختي لاحقاً، وخلق هذا المدير لا يخفى عليه، حيث لطالما عقد أمورهم، عقد الله مصيره. يوجد بالمقابل نائبه، رجل طيب، يتحدث إنجليزية ظريفة تفي بالغرض جداً، وهذا يؤهله ليكون منسقاً للتقارير. صحيح أن موضوعي تأخر جداً، لكنه لم يذخر وسعاً لمساعدتي، واتصل بالطبيب يقترح عليه الاستفادة من تقرير قديم، ووعده ذاك الطبيب الآسيوي بمراجعة الأمر، ولكنه لم يفعل. ولكني قدرت مجهود الرجل، وجزاه الله عني خير الجزاء. 

اليوم انتهيت اخيراً من قصة التقارير، التي أصبحت كرواية مملة، كتبتها روائية لم تقرأ غير روايات عبير، وحارت ماذا تصنع ببطولة رجالية، فقررت تعذيب الرجل، لأن الرجال شر. الخسيسة.


التقيت بطارق، صديقي الهندي، الذي أراه أقل، وأحبه أكثر. كانت مصادفة، أخذني بحضنه مطولاً في البهو، بينما وقف جوهر صديقه الكشميري ينظر إلينا باسماً. طارق هذا، لا أريد إكثار الحديث عنه، وعن الارتياح الذي ينفحه في نفسي، أقول فقط: ليتني أراه كل يوم، ليته كان أخي.
قال ملاحظاً بأن وزني ازداد. وافقته، وقلت بأني أفكر بإنقاصه. ولكنه نهاني عن ذلك، وقال بأن وزني هكذا جيد، وشكلي هكذا أحسن، فعلي فقط أن أحافظ على وزني هكذا. طيب، سأحاول، فوزني غالباً ما يعود إلى النقصان سريعاً إذا ما وصل إلى حد معين.


ما أجمل الاربعاء، بعد أسبوع سيء.


هل تعلمون ما أشتهي منذ فترة؟ أشتهي الحبق، أريد أن أشرب كوباً من الحبق.


قررت أن تكون الوليمة، التي سأدعوا لها الناس الأجانب من الجامعة، في نهاية الاسبوع القادم إن شاء الله. ذهبت اليوم إلى منزل أختي، واتفقت معها على التفاصيل، ومع اخواتي الاخريات كذلك. سأتصل بهم باكراً في بداية الأسبوع لدعوتهم إن شاء الله. أنا متحمس للأمر.

سأدعو شخص لم أره كثيراً، لكنه تصرف بودية كبيرة، واجتماعية وذوق عالٍ. يصعب تخمين أن هذا الشخص هو دكتور صيني، لكن هو كذلك. جاء ودوداً إلى مكتبنا، وتبسم ومازح، وأذهلني تعامله معي وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد. في وقت لاحق ناداني بإسمي، ولا أدري هل سمعه من الناس أم أن أحد أخبره عني؟. حينما أخبرني بأنه صيني، قلت له: ني هاو. ذهل وسألني إن كنت أتكلم اللغة الصينية؟ قلت لا، هذا كل ما هنالك، لكن يجب أن يتعلم المرء كيف يقول للناس مرحباً. اتصلت به لاحقاً لأخبره بأن إجرائه انتهى، وسألته إن كان في الكلية؟ فكرت بأنه يمكنني تسهيل الأمر عليه، وتسليمه أوراقه بالاتفاق في مكان بالمنتصف إن أمكن الأمر. قال بأنه في الخارج يتغدى مع زملائه، وأنه سيأتي بعد وقت من نفس اليوم. حينما جاء، كان قد أحضر معه صيني آخر، أصغر سناً، ظريف الملامح، وأخبرني بأنه يتحدث العربية. كلمت الشاب بالعربية، وذهلت بمقدرته على التحدث، ولغته البديعة. أخبرني بأنه هنا منذ أشهر، وأنه درس العربية في الصين لسنوات. قال لي الدكتور الصيني قبل الذهاب: كن على اتصال. وأشار بيديه على أذنه بمثل شكل الهاتف. كان رجلاً محترماً.

لدي الكثير من الأصدقاء المقربون من آسيا، ويكمنني دعوة أي منهم، لكن أسلوبهم مختلف، وسيصعب دعوة طارق مثلاُ وترك سيد، أو دعوة أقونق وترك جنور، يجدر بي جمع من علاقتي بهم متشابه بنفس الوقت. كما أن الآسيويين لهم طبيعة مختلفة في العشرة وإدارة الحديث عموماً.

مشكلة، لم تسر الأمور كما خططت تماماً. اتصلت لأدعو الدكتور الألماني، فاتفقنا على يوم الاربعاء، الذي أجده غير ملائم تماماً، لكن لا بأس طالما يلائمه. الأمر السيء هو، أن الدكتور التركي مدعو بنفس اليوم لدى سفير بلاده كما أخبرني حينما دعوته. أمر مضحك، يا له من حظ يشبه وجهي. لماذا لم أصبر حتى يتمكن الدكتور الألماني من التأكد إن كان يستطيع الحضور يوم الخميس؟ ربما لأني لم أرد أن أخاطر، حيث بالكاد تمكنت من ترتيب الأمر. أخبرت أختي بعد هذه الإشكالات: هذه فائدة الزواج. فعلاً، لو كنت متزوجاً، في منزلي، لأمكنني أن أدعو الناس طوال الوقت. أو لأقل، لو كانت ظروفي حتى بلا زواج مختلفة قليلاً. ماذا بيدي على أي حال...

حسناً، دعوت الألماني الآخر. فوجئت بأنه فرح جداً بالدعوة. لم أتوقع بصراحة، بدا لي وكأنه كان ينتظردعوة من أحد أهل البلد. لكن، قال بأنه يجب أن يستأذن من المشرف، فهو عارض في المعرض الدولي للتعليم العالي هذه الأيام، ويجب أن ينسق معهم ليخرج. قال بأنه سيتصل ليخبرني بالنتيجة. اتصل بعد دقائق، بدا محزوناً، قال بأن المشرف يقول بأنه هو من سيخرج يوم الأربعاء. أخبرته أن يحاول بأي طريقة أن يتدبر الأمر، فقد تعاطفت جداً مع فرحته. اقترحت عليه الخروج باكراً، وليس ترك المعرض تماماً. قال بأنه سيحاول أن يرى. اتصل بي بعد ساعات، وأخبرني بأن لديه خبر جيد، سيتمكن من الخروج باكراً. ممتاز. غداً، إن شاء الله سأحاول أن أدعو الدكتور الصيني. لكن المشكلة هي، أني سأمر لأخذهم جميعاً بالسيارة، وسنتأخر هكذا لأن كل منهم في مكان.


ما أروع هذا الجهاز، لينوفو، صرت أجد إلهامي وأكتب باستمرار في المطعم.

أكملت قصة قصيرة أمس، وهي ليست جيدة، لكنها عودة. فأنا منذ زمن بعيد لم أكتب قصة قصيرة جديدة. مرت بتعديلات، وانتهت على نحو غير متوقع، لكن، أتمنى أن يستمتع بها أحد حينما أضعها قريباً هنا، إن شاء الله.

لقد عضضت لساني اليوم، وأنا أعلك علكاً. لست أستهلك العلوك بالعادة، مع أني في وقت قديم لم اكن استغني عنها. لكني كلما علكت علكاً مؤخراً، صرت أواجه خطر عض لساني. هل افتقدت الخبرة، أم أن تركيبة فمي تغيرت؟.


كتبت لتوي قصيدتين، وحذفتهما. ماذا دهاني؟ أعلم ما دهاني، لم يكن للقصيدتين سبب. أكره الأشياء غير الصادقة، غير المدفوعة بعاطفة أو تعاطف، حتى لو بدت متقنة. أقصد أني أكره أن اقوم بهذا الشيء.




هذا نموذج لأمر يضايقني فعلاً في الأماكن العامة. هناك من يطبع أذكار على أوراق رخيصة، لا يراعى في تصنيعها إمكانية نزعها، ويوزعها او يبيعها بكميات كبيرة، ويترك الباقي لوعي بعض الناس بتشويه الأماكن، وتعريض الأماكن والملصقات أنفسها للتشويه. هذه اللصقة موجودة في مصعد المبنى الذي أعمل فيه، المبنى الأساسي حيث مدير الجامعة، وحيث الضيوف يحضرون باستمرار.ويوجد غيرها في المصعد الآخر، ضخمة جداً، وأكثر تشوهاً، ولا يفهم المرء الغرض من وضعها ما دامت مليئة بالنصوص في حين لن يجد مستعمل المصعد الوقت لقراءتها قبل أن يصل وجهته. أنا ضد، بكل صراحة، وبلا مواربة، هذه الملصقات التي شوهت أماكننا العامة، وامتهنت ذكر الله، وكلمات رسوله على الصلاة والسلام، ولو كان لي يد في الأمر، لمنعتها وغرمت ملصقيها، طبعاً بعدما أتأكد من تغريم من يلقي القمامة بالشارع. تجد هذه الملصقات في كل مكان، على نحو يشعرك بأن كل سكان الرياض يدرسون في ابتدائية كبيرة. ذكر الله أمر حسن، لكن ليس تشويه الأماكن، إن اسم الله وكلمات رسوله عليه الصلاة والسلام ليست ذريعة للصق الملصقات كيفما اتفق ومن أي نوع وشكل في كل مكان. أفكر، هل يلصق هؤلاء الناس هذه الملصقات في بيوتهم لتذكرهم مثلاً؟ يعتقدون أن يحصلون الأجر هكذا، لكن، عدم الإحساس وانعدام المسئولية تجاه البيئة المحيطة لا أتصور بأنها أمر يحث عليه الله. 




هذا نموذج آخر. يمكنكم رؤية محاولة قشع الملصق الفاشلة، حيث شوهت المكان أكثر وشوهت الملصق العنيد. كما يمكنكم رؤية التعليقات على الملصق، والتصحيحات، ووجهات النظر!! كل هذا في ممر رئيسي في المبنى. تطبع الملصقات أحياناً بأخطاء شرعية، أو إملائية، فيتصدى لها ذوي الغيرة، ويكتبون بخطوط قبيحة عليها. وأحياناً لا تحتوي على أخطاء، لكن لدى أحدهم وجهة نظر مغايرة، فتتحول الجدران إلى منتديات، ولوحات إعلانية، ونقاشات، وطلبات للمثوبة والدعاء. ثم ماذا؟. إني لا أدعو لهؤلاء الناس الذين يشوهون الجدران كما يطلبون، مهما صفت نيتهم، لأن بعض الذكاء، قليل منه، كاف لإدراك خطأ الأمر وسخافته. 



أما هذا، فوالله إنه ليجعل دمي يغلي، ويجعلني أود لو صفعت من قام به حتى الموت، نعم، حتى الموت. لماذا تشوه المصحف بكتابتك؟ وبهذا الشكل؟! هل كان سيشوه كتاب أكثر ندرة بهذه الكتابة، حتى لو كان وقفاً؟ وأصلاً، ألا يكفي وجودها في المسجد ليعلم الناس بأنه وقف؟! إن تشويه المصاحف بغباء أمر  منتشر جداً. وهو يبدأ منذ الصغر، حينما لا يُعلّم الاطفال أن الكتاب الذي يحوي كلام الله ليس مثل أي ممتلكات شخصية، لنا الحرية بالكتابة عليها، واللصق أحياناً فوقها، وقد تكون صور. شق من المشكلة تربوي، والشق الآخر في الوعي العام تجاه الأشياء. لكون المصاحف متوفرة ولله الحمد بكثرة هنا، لا يقيم الناس لها وزناً حقيقاً باستثناء بعض المحاذير السطحية!! وكأنما الأمر تقليد، لا يوجد حس وشعور حقيقي بالتقدير. هل يجب أن تختفي المصاحف، وتكون ندرة، حتى نبدأ بتقديرها؟ وهو أمر ليس ببعيد، نظراً لهجرانها. أخذت هذه الصورة، أيضاً، في مصلى الدور الثاني من المبنى الرئيسي في الجامعة.


سعد بهلوي، الشاه. ألم يكن هذا ليكون أفضل لحظي؟ كنت افكر هكذا حينما يمازحني الآخرين بهذه الكلمات وغيرها، وربما يسخر آخرين، ويعلقون بأني أبدو فارسي الشكل، ويصطنعون لي الآسماء، أو يقولون كما كان يقول البعض في الكلية حينما يراني: خوش آمديد. كان يعزز هذا اهتمام دكتور ايراني، ينتقيني للسلام من دون الشيعة، مما عزز الشعور بأنه يحسبني ابن آخ له.
هذا الحديث أثاره تعليق سمعته مؤخراً. قلت لأحدهم ذات مرة، لماذا تضحك؟ إن كون شكلي يشبه الفرس كما تقول لهو مديح، لأنهم شعب جميل. يمكنني أن أرى الجمال في كل شيء على ما أعتقد. يصنف الكثير من الناس قيم الجمال والقبح وفق قوالب لا يعيدون فيها النظر. هناك اناس يتخيلون بأن كل ما هو أفريقي قبيح، وإن كان سيسخر منك، فسيبحث عن صفة شكلية فيك ليشبهها بالأفارقة. قال لي صديق في الجامعة سابقاً وهو يضحك، بأن لي جسد أفريقي، من حيث الأكتاف وتركيبة الجسم، كان مستغرق بالضحك، وكان يجد متعته في انتقاص شكلي دائما بأشياء غير صحيحة. أخبرته بأن هذا لو  كان حقيقياً لكان مديحاً، فأجساد الأفارقة الذين يشبهني بهم على الأغلب؛ الزنوج ذوي الشكل المختلف، هي الأكمل والأجمل، وهذا شيء معروف. وأخبرته أن مصورة عالمية شهيرة، حينما  أرادت أن تصور جمال الجسد الإنساني، على نحو مجرد، ذهبت إلى أفريقيا. يمكنه أن يرى تفصيل أجسامهم، طولهم، واستدارة عظامهم العجيبة والمكتملة، وهذا ملحوظ خصوصاً في أصابعهم الجميلة. عموماً، ما يقوله بخصوصي ليس صحيحاً كأشياء كثيرة قالها، ولو لم أكن راضياً عن نفسي، لتمنيت أن لي بنية أفريقية.




اندلق عدد كبير نسبياً من الموظفين الجدد إلى قسمنا مؤخراً، وجلهم من الشباب. نفحة من الدماء الجديدة على ما أعتقد. أحدهم، الملتزم ذو الرباط الصليبي المقطوع الذي تحدثت عنه، أجده مريحاً وتبدو عليه الطيبة. هو يستغرب من كوني لا أهتم بكرة القدم، ويعتقد أني أفوت على نفسي الكثير، ولا يتخيل ماذا أصنع بوقتي!! سألني، وكلما أردت إخباره أني أكتب وأقرأ، ناداني أحدهم طلباً للمساعدة، أو جاء شخص أجنبي يريدني أن أترجم بينه وبين أحد آخر. تكرر الأمر 3 مرات. سبحان الله، وكأنه لم يكن مقدراً أن أتكلم عن اهتماماتي إليه. ربما كان سيجدني أقل إثارة للاهتمام. بالقابل، سألني أحدهم، الزميل القصيمي الطيب، أحد الزميلين الذين أهذر عنهم مؤخراً كثيراً، سألني إن كان لدي  مدونة. لأول مرة يسألني أحد هذا السؤال المباشر، فكرت للحظة، ثم قلت:لا. كذبت، وشعرت بالندم مباشرة. لا أدري لماذا سألني، لكني شعرت بأن عرض مدونتي عليه لن يخدمني كثيراً في الفترة الحالية، حينما يرى كل هذه الكلمات المتراصة، كنمل على سكر.




لمع النور على شعرك...
بين ثناياه وتجاعيده...
وحلقاته وأمواجه...
حينما أمرت جيوشك بالهجوم...
ووجهك منبسط كريم...
على أعداء مصرين...
يعلو وجوههم الوجوم...
التحمت الجيوش...
وأنا أرقب الامر مصدوم...
إذ انزلقت الأقدام بدماء...
كانت دمائي...
وأثارت غبار...
هو ذكرياتي...
رأيتك تبغي النصر...
في ساحة قلبي...
تدافع عن جنة...
علّي أجدها...
في إيماني..
رأيت المجد في عينيك...
أعلم ذلك... 
 كما أعلم أنك إنعكاسي...
كأنك مرآتي...
حيث أعرف شعري...
واعرف امنياتي...
جاهد في فؤادي...
فإن خفت الخسارة...
فقل علي وعلى أعدائي...
هد أركاني...
ودعني أنام...
أبداً...





لدي صداع وغثيان غير طبيعيين اليوم. لا أعتقد أني سأبقى بالعمل حتى نهاية الدوام.


اختارني مديري ليضمني إلى لجنة، لم أفعل في شأنها شيء حتى الآن. بالواقع، لم يكن معي فرصة غير اليوم، وقد كنت مريضاً فغادرت العمل. قال لي الطبيب بأني أحتاج إلى إجازة، لكن الأمر لا يحتمل الآن. أنا شاكر لمديري على اختياري للجنة، لكني بالواقع لم أعد أفضل المساهمة في أمور لا أشعر بأن لي تصرف حقيقي فيها،وبصمة خاصة، ولا أجدها مجدية مادياً بقدر الهم والمسئولية مع ذلك، ودون أن أشعر بأن ما أقوم فيه يرضي وجهة نظري المهنية. كنت قد سألت مديري قبل فترة، إن كنت أستحق أن يوضع اسمي ضمن من اختارهم لمكافئة عمل شرف العمادة، وكان الآخرين الذين تم اختيارهم لم يقوموا بأي شيء في الموضوع، بتأكيدي وتأكيد غيري، بينما عملت أنا فيه على نحو سمعت إعجاب الآخرين فيه. لم يضم أسمي مع ذلك، وكان من نبهني هو آخرين أغضبهم أن ينال البعض الآخر مكافئة على عمل لم يقم به، بينما أنا لم يكتب أسمي. الآن أسأل نفسي، بعدما رأيت أن مديري يعوضني على ما يبدو بأكثر من طريقة، هل كان يجب أن أتكلم؟ كنت منطلقاً من شعور بالظلم، وليس من حاجة. لكني بالواقع لا أشعر بأن مكافئاتهم مهمة، فهي تخرج بمنة وبعد زمن طويل، ولا تكافئ المجهود، وليست عادلة، كما أنها لا ترقى إلى المستوى الذي قد يغريني. لست طماعاً، لكني أقدر مثابرتي بالأداء، وجهدي، وإن لم يتم تقديره، ولو معنوياً، ما فائدة مبلغ على جانب من التفاهة. أشعر بأني أعمل هنا لأعيش ببساطة، حيث أني لا أبحث عن طموحي لديهم، أو لدى العمل الحكومي بشكل عام.



مؤخراً، لا أدري لماذا صرت أشعر بالنقمة باستمرار. أشعر بغضب مستعر من كل شيء، وعلى كل شيء تقريباً. على أني أبقي هذا في نفسي. لعل هذا ما يضاعف من المشكلة.



ناداني أحد زملائي ليسمعني أغنية على جهازه، وأسمعني أكثر من واحدة. كنت تحت ملاحظة شخص جديد لدينا، ملتزم على ما يبدو، وهو شخص آخر ليس ذو الرباط الصليبي المقطوع. شعرت بالحرج بالبداية، ليس لأني لا أريد أن يعرف بأني أسمع الأغاني، فأنا لا يهمني أن أخبر زميلي الملتزم الكبير، الذي يعلم بالتأكيد، وهو الزميل الأكثر محبة في قلبي في القسم، لكني لم أرد أن أعطيه الانطباع بأن الأغاني هي من أكبر اهتماماتي، خلافاً للواقع. لكن، كان علي أن أختار، إما إحراج أو تخييب ظن زميلي الذي يظهر تقدير كبير تجاهي من زمن بعيد، أو، إعطاء الانطباع الذي أريد أن اعطيه وأعتقد أنه الأصدق لأتجنب سوء الفهم من شخص يبدو مهتماً بمعرفتي أكثر. اخترت الخيار الأول، وتماديت، عطفاً على زميلي القديم، بأن اقترحت عليه سماع أغنية لصوت أحبه.




سعد الحوشان



السبت، 16 يناير 2010

قلب، في ذكرى، في قلب (قصيدة،آراء،أحداث صغيرة)

بسم الله الرحمن الرحيم





أكتب الآن وأنا في منتصف إجازة غير مخطط لها. لكن، ما نسبة ما نخطط له في حياتنا ويقع، وما نسبة وليد الصدفة؟ أشياء أهم حدثت صدفة. أحياناً، يتصادق الناس ويتحابون صدفة، كما قد يلتقون صدفة. ولكن بالواقع، كلها أقدار.
إجازتي هذه لم أكن أخطط لها منذ زمن بعيد، ولم أكن متأكداً بأني سأحصل عليها. أجلتها أسبوع لأجل العمل، حينما كنت أريد أن أرتاح فقط لخمسة أيام. ثم في الأسبوع التالي، في نهايته، قيل لي: لا بأس. أخذت الإجازة، وكان مديري متعاوناً، وقد بدأ منذ فترة يعود إلى سابق عهده معي. فكرت بأن الإجازة على قصرها، لمدة أسبوع واحد، ستساعدني في الاسترخاء والقيام ببعض الأمور، وأيضاً في إنزال تدوينة أسرع من المعتاد.


لم أرد إن يعلم أحد بأمر إجازتي من أهلي، لأني صدقاً أريد أن أرتاح، ولا أريد أن تصيب الآخرين بعض الظروف "فجأة" في أسبوع إجازتي. لكن، يصعب كتمان الأمر في ظل وعي الآخرين بنومي بالمنزل، واتصالاتهم المتواصلة. وبشكل غريب، استلمت الكثير من المكالمات في وقت الصباح والظهيرة، من أرقام أعرفها ولا أعرفها، خمنت أن غالبها من مراجعين بالعمل قيل لهم على الأغلب أني في إجازة. ما أفكر به هو، إن كان لدى أحدهم أمر ضروري فعلاً فسيرسل رسالة. أما الأرقام التي أعرفها، وعلاقتي بهم تمتد إلى خارج العمل، فأجيب أو أتصل لاحقاً. فوجئت باتصال أسعدني من الدكتور الألماني، سألته عن حاله وحال أبناءه، إذ سافر ليحتفل معم بعيدهم، وسألني عن حالي، ثم سألني إن كنت في مكتبي؟ أخبرته أني في إجازة، وهل يحتاج إلى شيء؟ قال بأنه سيعطيني شيء فقط، كتاب عن قلعة ألمانية أخبرته أني أتمنى أن أراها. شكرته وأبديت سعادتي. اتفقنا على اللقاء في الأسبوع القادم، إذ يبدو أنه مشغول في نهاية الأسبوع.
لا أتذكر آخر مرة سعدت باتصال أحدهم بي، ربما سعدت باتصاله حينما كنت على وشك لقاءه. لكن قبل ذلك، لا أتذكر متى أسعدني اتصال أحدهم، حدث، لكن بالتأكيد في زمن غابر لا أتذكره.


ربما سأرحل في إطار خطة عائلية بعد بضعة أشهر، إن كتب الله. أعمل على التنسيق الآن.


كانت الأسابيع الأخيرة من العمل صعبة إلى حد بعيد، حيث طلب مني العمل على ترجمة تقرير طويل بجداوله، خلال يومين، انتهيت بعدها بتقرير من حوالي 75 صفحة. أخبروني