الجمعة، 17 يوليو 2009

الأحقية (أحداث،أفكار)

بسم الله الرحمن الرحيم










من يقرأ ما أكتب في العادة يعرف بأني لا أتكلم كثيراً عن مآسي الشعوب الإسلامية. إن الكلام حولها كثير، وكشأن العديد من الموضوعات، يمكن أن يتحدث المرء ولا يصمت أبداً، ولكن، ما الفائدة؟ هذا ما كان يجعلني لا أتكلم كثيراً، إني يائس، وأشعر بقلة الحيلة في هذه الموضوعات. ولكن إذا انتفى اليأس، فإني لا أجد غضاضة في التحدث في الأمر، وهذا ما أجده في نفسي تجاه قضية مهمة مهملة. إن الأمر يتعلق بالمسلمين الإيغور.
لن يجدي التحدث عن الإضطهاد الذي يتعرضون له مطولاً، وتأجيج المشاعر بتعداد المآسي في كل مكان. إن الأمر يجب أن يكون في رأيي هو بحث ما يجب أن نقوم به، وعلى أي أساس نستند، ومن أي مبدأ ننطلق. من المؤسف أن الدول الإسلامية إتجهت إلى تجاهل المشاكل البعيدة عنها، فمن لا يؤمن بالقومية منها، أو يؤمن بها بشدة، تجده صار يجدها الدرب الأسهل مسلكاً لراحته. ولكن، من قال أننا خلقنا لنرتاح؟. هنا في السعودية، كل العالم الإسلامي يتطلع إلينا وإلى مواقفنا، وينظر إلينا نظرة بنوية، او هكذا كان. ولكن، دعنا مما خسرناه، إن ما نوجهه أهم.
لا خلاف على أن الصين دولة صديقة لنا، برغم اختلاف الكثير من القيم بيننا وبينها، إلا أننا نلتقي في قيم أخرى. وعلاقتنا بها لم تكن أفضل في أي وقت مضى. لقد قدروا مساعدتنا حينما ضربهم الزلزال العام الفائت بشكل فاجئنا بصدق، حيث لم نتعود التقدير على عطاءنا من الدول الإسلامية التي نمنحها بلا حساب، بل ربما انقلب العطاء وبالاً علينا في الوضع المعتاد. وحينما جاء رئيسهم لزيارتنا كانت زيارته شديدة الودية، ومعبرة بقوة عن الرغبة في تعميق الصداقة، حيث أن المصالح المشتركة لا تخفى على عين، على كافة الأصعدة، التجارية والاستراتيجية، وحتى على مستوى قيادية دولتنا الدينية. أحضر معه أطفال العوائل المتضررة من الزلزال، وبين تقدير الشعب الصيني للمساعدة. ولم يجانب الحقيقة في رأيي، فما سمعته وقرأته يوضح بأن الصينيين في تلك الأوقات أظهروا حفاوة غير عادية بالسعوديين، على المستوى الشعبي.
الآن، لا يمكننا أن نجعل الصداقة عائقاً أمام رؤيتنا للأمور على حقيقتها، كما أننا لسنا بمضطرين لخسارتها. أعتقد بأن صداقتنا الخاصة مع الصين هي ميزة يجب أن نستغلها، فلا يمكن أن يتخيل الصينيون تحدث حكومتنا معهم بخصوص المسلمين هناك إملاء لرغبات أو تدخل غير مفهوم، فمن الواضح أننا لسنا بهذا المستوى من التأثير العالمي لنفهم بشكل خاطئ، كما أن الصين تعلم جيداً بزعامتنا الإسلامية، وهذا مبرر، وأتخيل بأن أحد أسباب التقارب هو هذه الزعامة. كما أن تدخلنا، رغم أنه قد يوتر الصينيين، إلا أنه قد ينفعهم في النهاية لمصالحة الأعراق هناك، وسيساعد إخواننا هناك ويجبر معاناتهم إلى حد كبير. وبالمقابل، سيكون السكوت وصمة عار، وتراجع أكبر وتدني في المكانة، كما أنه يلغي الضمير الذي نتمتع به على كافة المستويات، ولكن لعل الشجاعة صارت تنقصنا مؤخراً. رغم أنه لا شيء مخيف في الأمر برأيي.

إن التجاهل والصمت وعدم المحاولة على الأقل ينال من سمعتنا وصورتنا المهزوزة في العالم الإسلامي، وفي الضمير الشعبي المعذب. إن تدخلنا لن يساعد إخواننا فقط، وإنما سيساعدنا امام الناس وأمام أانفسنا، فأمام الناس لا يستحق الأمر عناء شرح الفوائد، ولكن أمام أنفسنا، سنستفيد الثقة بالذات والشعور بالفائدة، وأننا لم نهمل ولم نتخلى عن مسئولياتنا. وأهم الفوائد المجنية بطبيعة الحال، هي مرضاة الله سبحانه وتعالى.

لا يمكننا الاستماع للعالم حينما يقولون بأنه شأن داخلي، فلم يكن الأمر شأناً داخلياً حينما أدبت روسيا جورجيا، أو حينما ثار العالم من أجل جزر الملوك الاندونيسية لأن أهلها نصارى، أو في تدخلهم في هندوراس وهو مجرد إنقلاب لم تفقد فيه أرواح، بينما في أوروميتشي يموت الناس ويتعرضون للمضايقة منذ زمن بعيد. يجب التدخل بطريقة ملائمة، واستغلال العلاقة الطيبة مع الصين. فإن لم نستفد منها الآن، متى سنستفيد؟.

إن خيبة ظن المسلمين هناك بنا لتقطع نياط القلب حقاً. وحتى في أوقات السلم، لا أعتقد بأن مسئوليتنا تتوقف عند استقبال الحجاج، يجب أن نتساءل كذلك، لماذا بعضهم لا يأتي؟ هل المصاعب التي يواجهونها للقدوم طبيعية أم لا؟ في حالة المسلمين الايغور في الصين، المصاعب ليست طبيعية وتحتاج إلى نقاش.

يمكننا أن نسهل الأمور حتى على الحكومة الصينية حينما نتدخل، يمكننا إن ساهمنا بالحوار وإصلاح الأوضاع أن نحيد بعض المعارضين، أو أن نقلل من حدة معارضتهم. وجهت زعيمة الايغور المنفية، ربيعة، نداء باكياً إلى الدول الإسلامية. لا أعتقد أنه يجب أن نتجاهل وجود هذه المرأة لأن الصين تعتبرها عدوة، فهي في النهاية أقرب إلينا. ربما حتى ساهمنا في حوار بين الطرفين.

لا أحب السلبية التي نعيشها. يجب أن لا يكون كل ما نقدمه هو بذل المال، أو المصالحة بين الفلسطينيين، التي تفقد قيمتها حالما يأخذون المال ويعودون إلى ديارهم، يجب أن نتوجه إلى أبعد، وإلى أمور تتطلب شجاعة أكبر، فهي أجدى وأكثر مدعاة للإحترام.








كان هذا الاسبوع كثير الأشغال في العمل. ورغم أني أشعر بالإرهاق في أحيان كثيرة، إلا أن الأمر مرضي وبهيج بشكل عام. قبل يومين صادفت شخصين لم أتوقعهما في يوم واحد. بينما كنت أعمل، شاهدت الدكتور الاستغلالي في الوزارة يمر أمام مكتبنا، اتضح لي أنه رآني، فعاد. كنت أرجو أن لا يعود. وأشعر بأنه هو نفسه لا يتمنى أنه رآني، ولكن حينما رآني فإن له طبيعة وصورة لا يحب أن يغيرها في أذهان الناس. سلم علي وسألني إن كنت انتقلت. وسأل إن كان مديري هو فلان؟ قلت نعم. للمصادفة، كان مديري يستخدم آلة التصوير أمامنا، سألني عن اسم عائلته وناداه. سلم عليه سلام حميم ينم عن سابق معرفة. ثم كلمه عني، يمتدحني وأنا أشعر بأنه لا يرغب حقاً. وأعطى كذبة أغضبتني. قال بأني عملت سكرتيراً له، وكرر الأمر. لم أعمل سكرتيراً له، ويبدو أنه لا يفهم معنى سكرتير، فكل موظف سكرتير بالنسبة له على ما يبدو. عملت مع الدكتور الطيب الآخر سكرتير، لكن ليس معه. حينما ذهب أخبرت مديري بأنه يكذب، وانه من أسباب بغضي لذلك المكان. سألته إن كان يعرفه؟ قال بأنه لا يعرفه، ربما بالشكل فقط ولم يبدو واثقاً. ولكنه يخدم الكثير من الناس في الجامعة مديري، وهو مشهور بالمحيط فالكثيرين يعرفونه. أصابني اكتئاب بعد رؤيته. وأخبرت مديري لاحقاً بذلك، فقال بأن لا أشعر هكذا، فلا يجب أن أحمل كل شيء في نفسي، فهكذا سأتعب كثيراً، فكرت في نفسي: معد يمدي. قال بأن المثاليات تتعبني كثيراً، ولكن يجب أن أتقبل الأمور ولا أشغل نفسي بها. جاء وقتي المفضل من كل يوم،،، وذهبت إلى كلية... الآداب... لقد أصبحت الآداب الآن. ذهبت للصلاة هناك. بعد الصلاة، من رأيت؟ رأيت مديري الطيب في الوزارة. صدفة غريبة أن أرى الاثنين النقيضين في نفس اليوم. سلمت عليه. وكان ودوداً. كانت لديه ورقة تحتاج إلى متابعة في مكان عملي، تكفلت بالأمر. حينما عدت سألت مديري إن كان يعرفه؟ ولكنه لا يعرفه على ما يبدو. خسارة. عموماً، الدكتور حتى للمصادفة لا يعرف مديري. لو التقيا أعتقد بأنهم سيكنون التقدير لبعضهم البعض.







تذكرت شيء وأنا في العمل. في وقت قديم، قبل أن أنتقل من الجامعة وأعود الآن. لاحظت ملاحظة غريبة. غير منطقية، سخيفة، لا معنى لها، ولكنها تحدث. يوجد في المبنى حيث أعمل 4 مصاعد أساسية، متقابلة، اثنين يقابلان اثنين، وفي معظم المرات، في 90% من المرات أو أكثر، حينما أكون أنتظر وصول أحدها لأصعد إلى عملي، يفتح الباب الذي أقف بقربه، وليس أي باب آخر. كنت ألعب هذه اللعبة فأنتقي باباً وأقف أمامه، فيفتح. بدى الأمر مضحكاً. أخبرت صديقي الملتزم الصغير بالأمر، واختبرناه معاً وأريته. هذا كان قبل وقت طويل. حينما غادرت المكان نسيت الأمر. تذكرته مصادفة ونحن ذاهبين إلى حفل سخيف، كل العمادة مدعوة إليه. حينما وقفت وبعض الزملاء، حيث كنت ساهماً أمام باب لوحدي وهم أمام آخر، فتحت الباب أمامي، فتذكرت. حينما دخلنا، أخبرت زميلي بأن يقف دائماً قربي، فالباب الذي أقف عنده سيفتح أولاً. تعجب مما أقول. مضينا إلى المبنى الآخر، حيث يوجد مصعدان، سهمت بالتفكير ونسيت الأمر، فتحت الباب ودخلنا، فجأة قال زميلي: سعد أنت صادق!!. لقد فتح الباب الذي أقف بقربه.






اليوم كان مرهقاً إلى أقصى حد، عملت باتصال من ما قبل العاشرة صباحاً حتى الخامسة عصراً. أمشي وأترجم لشخص مهم. يا للملل والتعب. خصوصاً أن هذا الشخص غير مثير للاهتمام، كما أنه رغم أدبه إلا أنه يبدو مغروراً. ولكن في نهاية اليوم، دخلنا أنا وهو ومديري وشخص آخر إلى القسم النسوي، وهو مكان لم أدخله من قبل. كان خالياً طبعاً، وقد غادرن كل الموظفات قبل ساعات. كان المكان مختلفاً. رغم أن الترتيب متشابه مع مكاتب الرجال الجديدة، ذات نوعية القواطع، إلا أنها حوت لمسة غريبة مفقودة لدى مكاتبنا. كان المكان يعبق برائحة عطرية بديعة، والمكان مشرق بضوء الشمس(عكس الرجال، فهم لا يحبونه في قسمنا، سخفاء) كذلك، كانت الممرات أوسع والتوزيع أفضل بكثير، علمت لاحقاً بأنه تصميم مديري للأمور، حيث لم يتح له تصميم قسمنا كما يشاء لفرض بعض الأمور عليه، بينما بقية الأقسام فكانت مليئة بالاحتجاج والطلبات الخاصة مما أفسد كل شيء. والأمر الآخر كان ترتيب المكاتب الممتاز، والنظافة لكل شيء، والتزيين اللطيف للمكاتب. كتعليق صور الأطفال والورود والأشياء الأنثوية الأخرى، أضحكتني بعض المشاهد، رأيت على مكتب كريم خاص للبشرة، ومعطرات للجو، وشاهدت على أكثر من مكتب معقمات للأيدي(أحب هذه المعقمات) كما وجدت كباسة توست كهربائية، وطاولة مجهزة للماء والشاي، يا للظرف.







كنت أشاهد قبل أيام الحلقات الخاصة من المسلسل الياباني الذي تحدثت عنه سابقاً، ملكة الفصل الدراسي (جرب البحث في جانب المدونة). الحلقات الخاصة كانت طويلة جداً، وأعجبتني الكثير من الأمور فيها.
في جزء من الحلقة الأولى، يروي المسلسل حكاية طالبة ابتدائية فاقدة للثقة بالنفس إلى حد بعيد، أو ربما فقط وحيدة. تعجب كثيراً بالمدرسة بطلة الحلقات الخاصة، وشخصية رئيسية في المسلسل. وتبدأ الطفلة بالتطلب، ومحاولة احتكار حب المعلمة، والحصول على اهتمامها أكثر مما يحصل عليه زملائها. يسوء الوضع في ظل محاولة المعلمة اللطيفة إقناع الطالبة بأن هذا ليس عدلاً بالنسبة للبقية. حاولت عدم جرح الطفلة، ولكن الطفلة عانت من خلل ما، عدم اتزان. تبدأ الطفلة المقهورة بالتجني على مدرستها، وحصارها نفسياً، وتتسبب بمشكلة كبيرة لها، تنهي حياتها المهنية. هذا الشعور ليس حكراً على الأطفال. هذه الرغبة، والشعور بالاستحقاق هي أمر يحدث في كافة مراحل العمر، يحدث لأناس حتى لم يُعرفوا به أحياناً في مراحل معينة. لقد حدث لي. حينما يظن المرء بأنه أجدر من الآخرين بمحبة أو بتفضيل أو بصداقة، أو حتى على المستوى المهني، إنه أمر ينتهي دوماً على نحو مأساوي. يظن المرء نفسه أنه يبذل أكثر من الآخرين، وقد يكون هذا صحيحاً، ويظن الآخرين غير راغبين بما يرغب به حتى، فيظن هذا نوع من الفضل وزيادة في الفرصة. هذا خطأ كبير. يمكنني أن أرى أحياناً في العمل زملاء يعيشون نفس الحالة. في الجانب المهني، رأيت في الوزارة شخص يرغب بشدة في أن يصبح مديراً، وكان يحاول أن يبذل، ولكن بطريقة خاطئة، وثقته بجدارته كانت هي ما يقف في طريقه برأيي، فالثقة الزائدة رديفة للافتعال دائماً. كذلك، رأيت في عملي الحالي من يظن نفسه أجدر مثلاً باهتمام مديره الشخصي، حيث يعنيه هذا الأمر جداً، ويجد في أي معاملة خاصة لأحد زملائه عدم إنصاف، دون أن يفكر ويقارن بين نوعية بذلهم وبذله، إن وجد. كذلك، رأيت على مر السنين أشخاص ظنوا لمجرد رغبتهم أنهم جديرون بمحبة أحدهم، جديرون بصداقة آخر، جديرون بتقدير خاص من آخر، ولم أرى نهاية سعيدة.








لا يجب أن ترتبط الأماكن بأصحابها، وحتى العكس، ذلك إن يكن في أذهانهم، أم في أذهاننا كمراقبين. إذ أن الأماكن كثيراً ما عمرت أكثر من أصحابها بكثير. فكرت بشيء مشابه في عملي السابق. كنت أكتب وحيداً واقفاً أمام مكتب زميلي، وكان مكتب الدكتور المشرف مشرع الباب، بينما هو مسافر إلى الخارج. سمعت صوتاً فنظرت نظرة موجزة وعدت أنظر إلى ورقتي بسرعة، ولكني فطنت، ظننت أني رأيت الدكتور يجلس على مكتبه كالعادة، ويكتب. رفعت رأسي ثانية، ولم أجد أحداً بالمكتب. سهمت أفكر؛ كم من مكاتب ستخلو وتُشغر، وتخلو وتُشغر...






من هذا المطل علي في إنعكاس زجاج المقهى؟ إنه أنا. ولكن، لا عجب أن أتساءل، فأحياناً أشعر بأني أتغير باستمرار، باضطراد غير طبيعي. عموماً، كثيراً ما اعتمدت على الزجاج لمراقبة ما لا أستطيع مشاهدته مباشرة، أو على الأسطح الصقيلة، فأنا شديد الوعي بهذه المواد من حولي. إن بعض ذكرياتي العزيزة، مطبوعة على سطح صقيل، لم يقدر لي أن أحفظها كاملة بأم عيني. لا يفطن الناس عموماً لهذا النوع من التطلع والمتابعة. كان بإمكاني مراقبة أشخاص لا يشعرونني بالراحة، ومتابعة أشخاص مختلفين. يمكنني أن أنظر إلى نفسي ولا أدري من أصدق من الناس، من يقول بأني تغيرت، ومن يقول بأني لم أتغير.








يداهمني شعور قوي أحياناً، بأن هناك خطأ ما بي. هل تعرفون تلك الأجنة التي تولد مشوهة؟ أو تعاني من نقص حيوي لا يعوض؟ هذه الأجنة غالباً لا تعيش طويلاً، إن عاشت بعد الولادة، فهي تموت بعد وقت قصير. أشعر أحياناً بأني ولدت بنقص كهذا، ولا يمكنني أن أعمر طويلاً، وكأني عشت أكثر من اللازم، ليس كما يجب أو يُتوقع. نقص يقلل كفائتي بشكل ما، نقص حقيقي، ولكنه غير منظور. لا أستطيع أن أضع يدي عليه، ولكني أشعر بوجوده، وإن كنت لا أعرف طبيعته. ولكني أتخيل بأني ربما سأتعرف عليه في لحظة تجلي، لا أشعر بأن هناك من يمكنه تشخيصه غيري.





أعطاني صديق من الهند يعمل في الجامعة هدية جميلة، أحضرها لي من هناك، وقد تجشم العناء لأجلي، فهي مصنعة على شكل اسمي. كما ترون في الأعلى. جميلة جداً. شكراً جليل.





لقد دخلت مرحلة تقشفية منذ فترة. إني أخطط لجمع بعض المال لأسافر إن شاء الله بعد رمضان مع أمي، هذا إن وافقت، إن لم توافق، سأتحطم حقاً. لا يوجد الكثير من المغريات في حياتي، فأنا لم أكن مُكلِّفاً فيما أحسب حينما كان يُصرف علي، ولا حتى بعدما بدأت أصرف على نفسي. ولكني أحب أن أقتني من وقت إلى آخر شيء مميز، شيء غير عادي بشكل ما (ساعات الإل إي دي). الآن، وجدت نفسي أريد شراء ساعة، ليس من اليابان هذه المرة، ولكن من أمريكا. وهي تعمل بالحبر الإلكتروني. قبل فترة انتهت البضاعة من الموقع، ولكن عادت مرة أخرى. ستكلفني الكثير، وهذه مشكلة، ولكني حقاً أرغبها. ستكلفني حوالي 750 ريال.





أحلى طقم بالعالم... كنا في زيارة معالج في هذه الصورة، لم أستطع أن أقاوم التصوير. من النادر أن أتمكن من تصويرهما معاً، فدائما ما يفسدان الصورة.
كان هذا الأسبوع طويلاً ومليء بالعمل، والاربعاء والخميس كذلك مليئان بالمشاوير والعمل على أجهزة الأهل. لهذا تأخرت. لدي موضوعات أود التطرق إليها. ولكن، ربما في المرة القادمة.




سعد الحوشان

الخميس، 9 يوليو 2009

قصيمي يبدو من طيبة (أحداث،وأفكار،وفيديو)

بسم الله الرحمن الرحيم














كما في التدوينة السابقة، سيكون الأمر هنا مزيج بين ما كتب في التدوينة الضائعة، والأحداث المستجدة.




يقال بأن حب الاستئثار عريزة إنسانية. ولكن، هل يمكن التذرع بالغريزة حينما يتعدى الأمر حده؟. لو كان الأمر لا حد له، لما اصطلح الناس على وجود الأنانية. للأنانية أشكال كثيرة، وهي أمر لا ينجو منه المرء ما لم يكن واعياً، يناقش نفسه بخياراته وقراراته التي تؤثر على الناس. يوجد على أي حال من هم بطبيعتهم محبين للسيطرة والاستئثار بالأمور، محبين لحاجة الناس إليهم، ليس لنيل ما يريدونه بالمقابل، ولكن لمجرد إشباع غرور معين. هؤلاء غالباً لا تقع أيديهم سوى على احتكار معلومة مثلاً، أو صلاحية، شيء غير ملموس. وربما يردعهم ضميرهم عن احتكار أمور أكثر أهمية وضرورة للناس، وهذا أمر جيد، ولكن، قد لا يردعهم كذلك، فلا يؤمن جانبهم تماماً إذا ما علم عنهم هذا الطبع بإجماله.
واجهت أمثلة عديدة على هذه الصفة. شخصيات هكذا تركيبتها، وغالباً ما رديت هذا إلى أسباب تربوية. واجهت هذه الشخصيات كطفل وكراشد. ولكن التمثيل بالأطفال في هذا الموضوع قد يكون أكثر شفافية لإيضاح المسألة على نحو مجرد. ولكن، ما الذي جاء بالموضوع إلى هنا بالمقام الأول؟ حدث هذا حينما شاهدت فيديو على موقع ساكورا المملكة، وهي مجموعة مهتمة بالتبادل الثقافي مع اليابان. الفيديو يشرح طريقة عمل طائر من ورق، بأسلوب الاوريقامي الياباني، وهو اسلوب مبتكر لتسفيط الورق. هذا الطائر، الذي يرفرف بجناحية حينما تشده من نهايتي جسده، كنت أتمنى صنعه منذ أن كنت في الابتدائية، حينما جاء صديقي بواحد مثله، تعلم كيف يصنعه من قريبه، ورفض أن يخبر أحد كيف يصنعه أو يصنعه أمامهم، بحجة أن قريبه حذره من ذلك حتى "لا تنتشر الطريقة". ولكن، كانت تنشئة صديقي هذا لا تحتاج إلى تحذير من هذا النوع، لقد كان يكتم معلومات أقل أهمية من هذه الصنعة الضرورية لطفولتنا. حدث أن جاء مدرس فلسطيني إلى الفصل ورأى هذا الطائر، وقد كان الفلسطيني دنيء النفس، يطمع بكل شيء، ويريد الحصول من الأطفال على ما يستطيع، مع عدم نسيان تحطيمهم وإفقادهم الثقة في جنسيتهم. طلب المدرس من الطالب صنع اثنين أو ثلاثة لأبناءه. ولكن الطالب طلب بالمقابل توفير بيئة سرية لتنفيذ المهمة في الفصل، أي أن يقف أمامه أحد ويغطيه دون أن ينظر. تبرع العديدين، ولكنه اختارني لسببين، لعلمه بأني لن أنظر إلى ما يفعل، ولأني صديقه الأقرب. غطيته دون أن أنظر، وتم صنع الطيور الجميلة، وأنا أتمنى الحصول على أحدها. هذا الصديق عموماً كانت تربيته تتم على أساس أنه أفضل من الآخرين، ورغم أن أهله متدينين، إلا أني لاحظت أن البيئة المتدينة عالية التعليم هي ما كان يفرز مثل هذه الشخصية للأسف، فلم يكن هو المثال الوحيد أمامي في ذلك السن، وسأذكر المثال الآخر قريباً. كان هذا الصديق غير محبوب تماماً من الآخرين، وربما كنت صديقه الوحيد مع استثناء حالة أو حالتين ليستا بقربي إليه، ولطالما أعدت عدم محبة الناس له عموماً وفرحهم بهفواته إلى شعوره بالتفوق وأنانيته التي يجد لها دائما ذرائع أخلاقية، ولم أكن لأعبر عن الأمر بهذه الطريقة بالطبع، ولكن وجهة نظري ليست مختلفة أبداً عن وجهة نظري في ذلك الحين، كان الأمر واضحاً. كان دائماً الأول على المدرسة، ولم يكن لي مطمع بهذه الوجاهة، ولكني لم أحب أبداً هاجسه بأن ينافسه أحد أو يتفوق عليه. حدث ذات مرة أن ارتفعت درجة أحدهم فصارت كدرجته، فصار مهدداً بمشاركة ذلك الطفل له لقب الأول على المدرسة، أو أن يكون هو الثاني في أسوأ الأحوال. حدث هذا حينما رفع مدرس درجة هذا الطالب نصف درجة أو شيء من هذا القبيل، ولم يكن هناك مجال لرفع درجة صديقي لأنها كاملة على ما أتذكر، فأقام الدنيا على الأمر، وطلب من المدرس أن يلغي زيادة ذلك الطفل بإلحاح، ولم يستجب المدرس، ولا أدري لماذا لم يتفاهم معه المدرس ويشرح له سوء موقفه، ولكن المدرسين لم يكونوا مربين حقاً. لحق بالمدرس يلح عليه والمدرس يرفض بهدوء، ثم عاد لاحقاً وهو سعيد، إذ أقنع المدرس ولا أدري كيف. وكاد الطالب الآخر المسكين يموت غيضاً لهذا اللؤم، وشعرت حينها بأن مصادقة هذا الطفل هي أمر سيء، ولكني لم أكف عن مصادقته في ذلك الوقت. وكان يحب خدمة الناس له، رغم أنه لا يقدم شيء بالحقيقة بالمقابل، يحب الاستفادة مما يستطيعون القيام به ولا يستطيع هو. ربما ضاعف من سوء وضعه كونه شديد البدانة، فربما أشعره هذا بنقص يريد ملئه، فقد كان كثيراً ما يشكو بدانته ويعزوها إلى أسباب خارج إرادته، إلى الغدد بشكل عام، ولكن لا شك بأنه كان طفل أكول جداً. أتذكر حقده على زميل لنا في الصف الرابع الابتدائي، حينما أحضر الاثنين صحف، وكان الاثنين وعائلتيهم موهوبين بحسن الخط. صحيفة الطفل الآخر كانت أجمل بكثير، وأكثر إتقان بلا شك، وأجمل زخرفة. حاول صديقي هذا أن يقنع المدرس بالعكس، ووقف أمام صحيفة زميلنا يشير إلى غلطات فيها، غلطات غير موجودة، رفض المدرس كلامه دون أن يعطيه جديه، وضربه ضربة خفيفة لا مبالية، وربما كانت أول مرة يتعرض فيها إلى هذا الأمر. فكان الأمر كثير عليه، أحدهم أتى بشيء أفضل مما قدم أهله بمراحل، ثم يحرجه المدرس برفض إنتقاصاته لعمل زميله. بعد ذلك أفرحنا المدرس بإقتراح أخذنا إلى مكتبة المدرسة، وكان شيء نحب القيام به، فمن لا يقرأ يرسم أو يتكلم مع الآخرين، أو يتصفح مجموعة من الصبية كتاب واحد ويعلقون على ما به، ويتخلل الأمر نكات ومرح كثير، ولكن رفض صديقي الذهاب إلى المكتبة، وقال للمدرس أنه يفضل البقاء بالفصل، فسمح له المدرس، لاحظت بأنه ليس على ما يرام، فطلبت من المدرس البقاء أيضاً فوافق كذلك. خرج الصف الرابع بأكمله من الفصل ولم يبقى غيرنا، التفت إلي بشدة وسألني بعصبية لماذا بقيت؟ أخبرته بتعاطف بأني أود البقاء معه. طفرت الدموع من عينيه. شعرت بشفقة كبيرة تجاهه. ثم صار يذم صحيفة زميلنا الآخر، وقد كان زميلنا هذا صبي مسالم طيب، ويذم من كتبها وزخرفها، وهي أخته، ويذم المدرس ذماً شديداً. تعاطفت معه لأنه صديقي، واستمعت إليه بصمت، وحاولت أن أبين بأن المدرس لم يقصد إهانته حينما انتهى، فقد كان مدرساً محبوباً جداً، ولكنه رفض أعذاري. مع الوقت أصبحت أقل تحملاً لصفاته، ثم افترقت عنه بلا ندم في بداية المتوسطة. حاول أن يصالحني، وأرسل إلي أصدقاء ليقولوا بأنه فقط يريد إطاعة كلام النبي صلى الله عليه وسلم، أن الأصدقاء لا يفترقون أكثر من ثلاثة أيام، ولكن رفضت مطلقاً، وقد كنت أعلم بأنها كانت مجرد ذريعة، فلم تكن توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم تردعه عن أمور كثيرة فوق احتمالي. علمت لاحقاً بأنه حقد علي لفترة من الوقت، وقيل لي بأنه يقول بأني أنتظر اعتذاره وأنه لن يفعل هذا أبداً، ولكني لم أكن أنتظر اعتذاره، وكنت قد نسيت أمره بسرعة لأني كنت قد مللت منه حقاً، ولم يعد يهمني مطلقاً. فقد كان يلقي بغلطاته على عاتق الناس دائماً، وحينما يقصر يتهم الناس بالإزعاج وقلة الصبر. حيث أتذكر بأنه كان وسيطاً لتبادل أشرطة ألعاب بيني وبين أقاربه بشكل مؤقت، فوزعوا أشرطتي على أناس كثيرين، وهو ما لم يُفترض أن يقوموا به، فصعبت استعادتها، ولكني لم أوافق على ترك أشرطتي، وهي جيدة عكس أشرطتهم التي خدعوني بها، حتى تم جمعها وقد تم تشويه بعضها، وردها صديقي إلي بقلة أدب عجيبة، وقال بأن أهله لاموني(لاموني أنا، صاحب الأشرطة التي أضاعوها أقاربهم) على ما جرى، وأخبروه أن لا يتعامل معي بمثل هذه الأمور مرة أخرى. هكذا هي تربيتهم.
رأيته بعد سنوات، أو، قبل سنوات، ربما سنة، ربما اثنتين، رأيته بما هو جدير به، لقد رأيته بملابس طلاب كلية الطب. يمشي وحيداً، بلحية غير مرتبة، ووجه دهني، وجسد مترهل حيث أنه لم يعد بديناً بشكل مَرَضي كما كان. كان يمشي وحيداً، ساهماً، مبتسماً وكأنما هناك ما يشغل تفكيره. ولم يكن معه أحد. سألتني أختي لماذا لم أسلم عليه؟. لم أشعر برغبة.

لم يكن هو المثال الوحيد. ولكن، ما عساي أن أقول.
الآن حينما أفكر بالأمر، لا يمكنك أن تتوقع من بعض العوائل أفضل من هذا الإنتاج. قد تكون عوائل متعلمة، غنية، مثقفة، ولكن يوجد عقد لا مناص منها، يوجد أخطاء في التربية، قد لا تكون أخطأ في رأي البعض السعيد بها، مثلما أن الطيبة تعتبر غباء لدى البعض، رغم أن الكلمتين لا تمتان لبعضهما بصلة، واعتقادهم هذا في نظر آخرين أكثر تقديراً للطيبة، هو إعتقاد خاطئ. إنهم يعتقدون أن الكبر وتزكية الذات على حساب الآخرين، هي عين الفضيلة.
ماذا جرنا إلى كل هذه التشعبات؟.
هذا فيديو الاوريجامي(صناعة الطائر):


حينما يصنع أحدكم هذا، ربما تذكرني حينما ينظر إليه. غني عن القول أني صنعت واحداً صغيراً من فاتورة ورق حراري، أضعه فوق الرف فوق سريري.
مع الشكر لساكورا المملكة على الفيديو.





العمل في الجامعة مليء بالحيوية، ولكن نظامهم تغير كثيراً منذ أن غادرت، وصارت الأمور بالنسبة لي غير واضحة تماماً. ولكن، سعدت بسعادة الناس برؤيتي، سعدت حقاً، فأنا لم أتوقع هذا التقدير منهم، خصوصاً المراجعين الدائمين. سلم علي العديد من الناس، وأظهروا فرحهم بوجودي. وقيل لي أن العديدين سألوا عني. لم أخبر أعز أصدقائي الأجانب هناك عن مجيئي، أردت أن أفاجئهم، وما أسرع ما التقيتهم، فهذا موسم السفر وبالتأكيد سيأتون إلى قسمنا. سيد اخذني بالأحضان كما هي عادة أهل السند، بينما حال بيننا أنا وطارق مكتب الاستقبال. بينما الاندونيسيين كما كانوا دائما أكثر رغبة في الامتزاج بالمجتمع، حيث أن العديد منهم، وهم كثرة كاثرة حقاً، قد سلم علي بالطريقة السعودية، خد بخد، الفلبينيين كعادتهم، مهما كانت العلاقة بسيطة فإنهم لا ينسون، ويقدرون المعروف بشدة، أما معارفي من الغربيين، فلم ألتقي بهم بعد. أما العرب، فعلاقاتي بهم محدودة، وغالباً ما أحاول تحجيمها، طبعا باستثناء السعوديين.
كان لدى الدكاترة الباكستانيين تعبير كثيراً ما يستخدمونه، غير عابئين بالمحذور الديني، وهو قولهم للمرء أنه ملاك، سمعتها أكثر من مرة في يوم واحد، ربما 3 مرات. سمعت أحدهم وهو يخبر الآخر بأني أساعدهم كثيراً، وأني ملاك "القسم". رد الآخر، الذي يبدو متضايقاً من ضياع أوراق له، بأني أبدو لطيفاً. لم يجدوها الزملاء رغم البحث الطويل، وأعذرهم لكثرة المراجعين وصعوبة عملهم. لحسن الحظ، وجدت أوراقه، فرحت بأنني وجدتها، فقد بدا بائساً حقاً، وهو جديد على المكان، كان هذا أمس. قال لي اليوم بأني مهذب وأنه معجب بي، ثم سأل إن كنت من المدينة المنورة؟ وهكذا هم الأجانب عموماً، لا أدري لماذا يحسبونني من المدينة المنورة، وقد شاعت شائعة ذات مرة بينهم بأني من المدينة أصلاً، واضطررت لتصحيح المعلومة كثيراً، فهم فضوليون ويسألون عن الأمر، إما للسؤال، أو ليخبرونني بأنهم يعلمون. وقد بدأ الأمر لا يعجبني، فأنا على غير اتفاق مع أهل الحجاز في بعض الأمور على وجه العموم. سألته اليوم لماذا يعتقد بأني من أهل المدينة؟ قال لأني طيب ومؤدب وتعاملي حسن، و... لشكلي الذي يشبههم (!!) ولا زلت لا أدري لماذا يرى الأجانب أن شكلي مدني، بينما أتصور بأن كلمة القصيم تكاد أن تطبع على جبهتي. أخبرته بأني لست من هناك، وأنا أتفكر بكلامه الذي سمعت مثله من قبل، من آخرين لا يحتمل بأنه التقاهم، وقد صححت معلوماتهم منذ زمن بعيد. سألني من أين أنا إذاً؟ أخبرته بأني من القصيم. صمت متفكراً. لا أعتقد بأنهم يعرفون عن القصيم سوى شهرته بالتمور، التي يحاصرونني بها رغم قلة خبرتي. تجنب الإهانة بقدر الإمكان، ولكن لم يكن هناك مناص، ولم أعد أستطيع التظاهر بالغضب، فأنا أرى صدقهم في بعض الحالات، إذ قال بأن الآخرين قساة، لهذا يعتقد بأني مختلف. حاولت جعله يعيد النظر، قلت بأن هذا ربما بسبب حاجز اللغة، فهم طيبون بالواقع. قال ربما. وصمت متفكراً، ثم بدا وكأنه لا يستطيع الصبر، ولا يتحمل نكراني، إذ قال بأن هناك مجموعة شديدة القسوة، إنها أقلية، ولكنها موجودة. لم أستطع تكذيبه، بالواقع، إنها ليست أقلية في مكان عملنا، تجاه الأجانب عموما. قلت مرقعاً مرة أخرى، بأنه يمكنه أن يعزو هذا إلى ضعف تعليمهم ربما. أنا نفسي غير مقتنع بأن ضعف التعليم عذر للقسوة والتعامل السيء، ولكنه دكتور، فهذه الأعذار تجدي معه. قال بأنه ربما هذا هو الحال.
وبالحقيقة، الكثير من الناس في العمادة لطفاء بالأصل، ولكنهم غير خبراء بحسن التعامل، خصوصاً مع ثقافات مختلفة، وغير مقدرين لشعورهم. أحياناً يتعاطفون ويتعاونون، ولكن يظل تعاملهم مصبوغ ببلادة في الشعور. مثلاً، قد يتكلم باللغة العربية بطريقة من الواضح أنها غاضبة ومنتقدة، أو قد يرفع صوته قليلاً ويتكلم بجلافة، أو يسحب أوراق بجلافة، أو يخبرهم بعدم مراجعته مرة أخرى. أنا أرى أن توفر العمادة دورات بالتعامل لمنسوبيها، فهذا الذي سيجعلها أقرب لما يصبون إليه، مما قد يحققه وضع مكاتب بقواطع، بارتشنز، هي محل اعتراض الغالبية.

لفت انتباهي دكتور مصري، قال بأنه كان يفكر بي قبل يومين، يفكر في أين ذهبت؟ بدا الأمر لي مألوفاً، ألا نفكر هكذا أحياناً في أناس لا نعرفهم؟ نراهم فقط؟ فأنا لا أعرف اسمه حتى.






بشكل غريب، لاحظت أن زيارات المدونة قفزت فجأة، معدلها ازداد. شعرت بأنه يمكنني أن أعزو هذا إلى أكثر من سبب. ربما ينتظر أحدهم شيئا؟ أو ربما صغر حجم التدوينات بالمقارنة صار أكثر قبولاً؟ أو ربما وجد المدونة أحدهم، وصار يدخل أكثر من مرة يقرأ التدوينات السابقة؟ أو أن أحدهم يريد أن يسعد قلبي شفقة حينما قلت بأن زيادة العداد تسعدني؟.
أما عداد الزوار الحاليين للمدونة، الذي لونه أزرق، فسأحذفه الآن. لا أرى منه فائدة. فنادراً ما أرى أن هناك شخص آخر في المدونة في نفس الوقت. أما أماكن الزوار، فما يكون منها من خارج الخليج يبدو لي وكأنه وصل بالخطأ وسرعان ما سيخرج. فما عسى شخص من أمريكا أو ماليزيا أو أوروبا يريد من مدونتي؟ قد يكون عربي، ولكني لا أتصور، ولا أهتم في هذه المرحلة.





الصورة أعلى الموضوع التقطتها اليوم في بهو الجامعة الحبيبة. يمكنكم رؤية النوافير الجميلة في الخلفية، وهي علامة فارقة داخل البهو. أجريت تعديلات عديدة على الصورة من خلال موقع بكنك، المذكور بوصلة في عمود المدونة على اليمين. أحاول أتفنن.







سعد الحوشان

السبت، 4 يوليو 2009

صك العتق (أحداث من التدوينة المفقودة، وأحداث مستجدة)

بسم الله الرحمن الرحيم













هذه التدوينة ضمن التدوينات لتي تغطي التدوينة الضائعة.
ماذا أيضاً؟...
أحب أن أوضح أني انتقلت بالفعل إلى الجامعة اليوم ولله الحمد كما أوضحت في مدونتي المصغرة. وعليه، هذه الأحداث قبل لانتقال، بينما سأوضح لو تكلمت عن شيء بعد الانتقال.

في الوزارة، حصلت متأخراً على ورقة طلب انتقالي. وهذا بعدما خاطبت الدكتور المشرف أكثر من مرة ليساعدني بالأمر مع مديري الطيب المتعنت. لا أدري لماذا لم يخبرني زملائي على غير العادة بأن سفر الدكتور المشرف قريب، وهو سفر طويل نوعا ما كالعادة. أخبرني أحدهم متأخراً. فذهبت مباشرة إلى مديري، فلم يعد الأمر يستحق التأخير أكثر. حينما دخلت، لا أدري كيف عرف غرضي، قال مبتسماً بأنه يبدو أني لم أعد أطيق الصبر، وسلمني الورقة. ذهبت فرحاً إلى مكتب المشرف، أكاد أن أجري. ولكن، حينما وصلت إلى المكتب، أقصد عند مكتب سكرتاريته، وجدت الأمة كلها هناك، والدكاترة يثرثرون. قيل لي بأن هناك اجتماع مع كل هؤلاء بعد قليل مع الدكتور المشرف. شعرت بالأسف. ولاحظت أني كلما حاولت محادثة أحد وجدت ذلك الدكتور البغيض بوجهه غير المريح أمامي يسبقني أو يحاول صرف الشخص عني لنفسه، وكأنما يقصد هذا، حتى رغبت في صفعه. اعتقدت بأنه يود الظهور أمامي باستمرار لسبب ما، ربما يحاول استفزازي؟. ذهبت إلى الباب، حاولت الدخول، ولكن سبقني المدير العام، لم يدخل، نظر إلى ما أحمل من أوراق وقد كان شخص ساعدني بصياغة الخطاب معي يسألني عنه، وقال المدير العام: عفتنا؟ ما عاد تبينا؟. ثم أعقب: عشانهم ما قدروك، قايل لهم والله. قلت بأن هذا ليس هو السبب. ولكنه قال: "الا السبب ونص، قايلهم يقدرونك، مهوب رح جب خطاب والا اكتب خطاب والا اتصل على الصيانة. قايل لهم..." فكرت بأنهم ربما إذا لا يصدقون أعذاري؟ للأسف. على أي حال، استمر اجتماعهم لفترة طويلة جداً، ولما خرجوا بقي شخص واحد بالداخل مع الدكتور المشرف. لما خرج دخلت وسلمت، قال الدكتور المشرف بعصبية: نعم يا سعد؟ أو وش تبي يا سعد؟ لم أتوقع هذا المزاج، ورأيت أن من الأفضل أن لا أشرح شيئا، فقط قلت وأنا أسير إليه: آآآآآآآآآآآ. وأعطيته الورقة وصمت. وقعها ونظر إليها لوهلة، ثم مدها إلي بقوة، بقوة وحزم وجبين مقطب، أخذتها وشكرته، خرجت من المكتب وأغلقت الباب خلفي، ولكني التفت سريعاً إلى الباب وأخرجت لساني بعصبية، ولكن، سرعان ما أدخلته، إذ خطر في بالي بأنه لم يقصر معي أبداً، لقد كان طيبا جداً معي، ربما لم تسر الأمور على ما يرام في الاجتماع؟ أو ربما أحد الدكاترة الأغبياء رفض أن يفهم شيئا؟ صح! لقد كان آخر من خرج هو ذلك الدكتور الاستغلالي من عنده. لم ألبث دقيقة حتى اتصل ذلك الدكتور الاستغلالي يطلب مني الحضور إلى مكتبه. دخلت، وكان الدكتور البغيض الذي يشاركه المكتب يكلمه بأمر ما، وخطر في بالي مباشرة بأنه أخبره برفضي العمل معه. طلب مني الجلوس، وسألني وهو يخبرني بأنه يعلم بذات الوقت إذا ما كنا انتقلنا أنا ومديري الدكتور إلى الإدارة الأخرى؟ ثم قال بنفس الأسلوب، وبابتسامة وبتشفٍ واضح أنهم سحبوا منه المشروع الذي كنا نعمل عليه؟ رددت بثقة أردته أن يراها بأن مديري الآن يعمل على أمور أكثر أهمية من ذلك المشروع. أتمنى لو كنت باحثاً، أريد أن أقيس العلاقة بين هرمون الاستروجين وشهادة الدكتوراة. ثم أخبرني ما طلبني لأجله، أخبرني بأنه كلم الدكتور المشرف، وأنه أخبره بأني أعمل معه الآن، و"قد" يسمح لي أن أعمل مع"هم" في أوقات الفراغ، يقصد مديري الحقيقي. يا للخسة. لا زال يراني كشيء يستعمله. كذلك، يبدو أن قولي بأن مديري هو مديري لزميله البغيض قد أغاضه كثيراً، وهو يريد أن يريني بأنه مديري رغماً عني. فكرت، لكن الدكتور المشرف يعلم بأني سأنتقل، ويريد أن يوقع ورقتي، لماذا إذا أخبره بأني سأعمل معه؟ أعتقد بأنه يتلاعب به، أو يأخذه بقدر عقله. لم أعارض، فقد كنت أحمل أوراق انتقالي الموقعة بين يدي على أي حال. أشعر بأن الدكتور المشرف لا يكن له إحترام حقيقي. وإن كان كذلك، فهو مصيب.
على أي حال، ها قد خرجت.


اشتريت هدايا لأصدقائي بالعمل في الوزارة كهدية وداع، وبالطبع، لمديري الدكتور، وللدكتور المشرف، وبالطبع، لم أشترِ للدكتور الاستغلالي، ولم أكن لأشتري له حتى لو كنت لا أستحي لأهديهم شيء برخص علوك غندور. اشتريت لهم عطور من محلي المفضل شكس، حيث أشتري زيت الفانيلا الذي ارتبط بي، الذي قاطعته منذ أن جئت للوزارة لسوء نفسيتي. بالطبع، عطري الدكتورين الكبيرين أثمن، وعطور أصدقائي هي من النوع الذي أستخدمه لنفسي وأحبه أيضاً قبل الوزارة Warm وقد عرفته منذ افتتاح المحل واشتريته. اشتريتها الاربعاء، لأهديها اليوم السبت، قبل أن أباشر عملي في الجامعة بنفس اليوم. كان اختيار العطور صعباً. أردت على الأقل أن أعطي لكل دكتور ما أشعر بأنه يمثل شخصيته أكثر. رأيت في شخصية الدكتور المشرف انعكاس غير دقيق لشخصيتي، نحن مختلفين جداً، ولكن نلتقي بنقاط قوية على ما أعتقد، إن الأمر أشبه بأننا لا نتشابه كما في المرآة، ولكن، نقوم ببعض الحركات المتشابهة أحياناً فتحسبنا أمام مرآة، أما الدكتور المدير الطيب، فهو أبوي الشكل والطابع، ورغم أن الجميع تقريباً لا يفهمه ولا يحبه، أو على الأقل يخاف منه، إلا أنه إنسان حنون بالواقع وحساس، ولكنه لا يعرف كيف يعطي الانطباع الصحيح (ليس أنه يستغل الوضع ويخبئ الحقيقة عمداً كبعض الناس). اخترت عطر يحوي لمسة من الفانيلا للدكتور المشرف، فهو ذو شخصية حيوية، وعلى جانب كبير من العصرية والذكاء المثير للاهتمام، بينما اخترت للدكتور مديري عطر جميل وثقيل كشخصيته، يحوي لمسة من العود، وحضور مميز مثله تماماً. كنت أعلم أن الدكتور المشرف في سفر الآن ولن يعود قريباً. دخلت المكتب وأعطيت صديقي المطيري وأبو فهد الرجل الكبير هداياهم، وأخذت هدية مديري الدكتور إليه. دخلت وسلمت عليه، وأخبرته بأني سأباشر اليوم في الجامعة، وأعطيته هديته، سأل ما هذا؟ هكذا يسأل الناس دائما، لا أدري لماذا. طلب مني أن لا أقطعهم، أي أن أكون واصلاً، وطلب مني أن أخبره حال أردت العودة، شكرته وودعته. كان الدكتور اللطيف الآخر في مكتبه، وهو ذو العائلة التي تحدثت عن أنها عائلة شخص آخر أعرفه. وكان يبتسم بقوة، لا أدري لماذا، ولم أسلم عليه لأني لم أنتبه أنه هو، ولكن ودعته حينما خرجت ورد بوِد، فعلمت بأنه لم يغضب لأني لم أسلم عليه. باقي الهدايا، كتبت ورقة لصديقي المطيري ليوزعها عني، بأسماء الأشخاص. وطلبت منه أن يوصل سلامي. ولكن حينما كنت أجلس وأكتب، جاء زميل لا أعرفه جيداً، وهو من الرياض، لم أكلمه إلا مرة أو مرتين على الأكثر، وهو من الناس السود في الرياض، المخلطين بعرق غير قبيلي. وقال بقوة بأنه سمع بأن هناك هداياً توزع، وقد جاء ليأخذ حصته!!! وهو أسلوب لم يعجبني. اقترب بالفعل بلا حياء إلى الكيس، وهم بمد يده!!! فاقتربت من الكيس الذي يقبع على الأرض بجانب كرسيي، وأنا أنظر إلى الرجل. كف يده. وسأل إن كانت الهدايا محسوبة؟ أخبرته بأنها محسوبة بالفعل، فمن الواضح أنها ليست كيس فشفاش(لم أقل العبارة الأخيرة، لست بهذه القسوة) ولكنه أصر في محاولة لإحراجي بأنه لن يتنازل عن هديته، وسأل عن نوع الهدايا؟ وسأل عنها أكثر. ثم سأل بابتسامة وكأنما نفد صبره إن كنت سأعطيه واحدة، لم أشعر بالإحراج، من يستحي من هذه الأشكال بوجوهها مراقة الماء؟ قلت له بابتسامة: ربما في المرة القادمة. فتغير وجهه (أخيراً) وشعر بالخجل على نحو تأخر إلى حد لا يصدق. وقال بأن الأمر لا يحتاج. ثم سألني عن أمور في العمل لا علاقة لي بها ليغطي إحراجه. كان أبو فهد الرجل الكبير ينظر إلى الموقف، ووجه أبو فهد عموماً غير معبر، فلا أدري بماذا شعر بالحقيقة.




كنت قد سلمت ورقة الموافقة منذ الاسبوع الفائت إلى الجامعة، الموافقة على انتقالي. ورغم طيبة أهل القسم الذي عملت فيه بالوزارة، أو أغلبهم، إلا أني شعرت وأنا أحمل الموافقة بالجامعة لأعطيها مديري، بأني أحمل صك عتقي، شعور قوي تملكني، هل كنت أسيراً؟ لقد تم بيعي وشرائي بالكلام بين الدكاترة كثيراً هناك، إلى درجة أنه مهما كان النعيم هناك، إلا أني كنت فيه مجرد مملوك معنوياً، وربما كان سبب شعوري هذا هو مرور فترة طويلة وموضوع نقلي يتأخر لأسباب غير عادية، أحببت بعضها جداً، ولكن كرهت وضعي ككل...





سعد الحوشان

الخميس، 2 يوليو 2009

ود التمثال لو كان من زجاج(أحداث،أفكار،رسالة)

بسم الله الرحمن الرحيم








 ماذا أريد من هذه المدونة؟ سؤال أسأله لنفسي، ليس لأني لا أجد غرضاً، ولكن لأؤكد الأهداف، وأبحث عن مجالات للجدوى. قد يرى البعض أني لا أقدم شيئا مفيداً لأحد، منذ أن بدأت مدونتي القديمة قبل سنوات، رغم أني أحب أن أعرض الأشياء التي أستفيد منها في مجالات كثيرة في الحياة، وتجاربي وأرائي. ولكن كل هذا لا يبدو مجدياً للبعض ممن يريد شيء محدد وواضح كموضوع للمدونة. ولكن موضوع المدونة هو انعكاس لي، فأنا إنسان حر، لذا فالمدونة حرة. ولا يمنع هذا أن لها فائدة على الأقل بالنسبة لي في الوقت الحالي، ألا يكفي أن يستفيد فرد؟. مع أني أهتم للاستفادة من المدونة للوصول للناس، وهؤلاء الناس الذين أصلهم، ربما استفدت منهم لاحقاً وأفدتهم. وأنا عموماً أروج لشيء ما من خلال المدونة، وهو شيء واضح في ذهني. قد تبدو أهدافي غامضة مما ذكرته أعلاه، ولكنها موجودة، مهمة أو تافهة كانت. لا زال موضوع انتقالي من الوزارة يتأخر ويتأخر. ومما يزيد صعوبته، عدم فهم الناس لأسبابه، فهذا يجعلهم أقل حرصاً على المساعدة.





الدكتور المشرف لم يحدث مديري، الذي يدري عن ماذا سيحدثه أصلاً، وقد سافر اليوم. جائني زميل لطيف وسألني إن أردت تسجيلي للذهاب في نشاط خارجي للوزارة؟ أخبرته بأني لا أريد، فأنا سأنتقل إن شاء الله قبل أي نشاط للوزارة، ولن أشغل مكاناً عن غيري. مضى. في وقت لاحق جئت إلى مديري بالمكتب، وعنده شخص مسئول عن الأنشطة. سألني الاثنين لماذا لم أسجل في النشاط؟ وقد أصبح مديري مديراً للنشاط كله الآن. أخبرتهم السبب. ابتسم مديري، وقال ألم نتفق أن لا تفكر في الانتقال؟ وقال الآخر بأن المجال لو انفتح لانتقلت الجامعة كلها لدينا، أخبرتهم بأني أعلم هذا. وهم محقين جداً بالواقع. ولكني شرحت بأن ظروفي مختلفة. لاحقاً حينما فتحت الموضوع مع مديري، قال بأن أبحث عن شخص أعرفه من أي مكان ليحل مكاني حينما أرحل. سأحاول. ولكنه نصحني بأن أبقى، فهو أكبر وأعرف مني. أخبرته بأني حينما خرجت من الجامعة احتاست أمور كثيرة بالنسبة لأهلي، ما كان يجب أن أخرج. سأل إلى أي قسم سأذهب؟ أخبرته بأني سأذهب إلى علاقات الموظفين. سأل عن اسم مديري هناك. بدا السؤال غريباً، ولكني أخبرته. شرحت له أنهم يعرفون ظروفي، ولست أضطر للاستئذان لمدة طويلة طالما هم مجاورين للمستشفى. قال بأنهم لم يمنعوني هنا من الاستئذان. أخبرته بأنهم لم يقصروا معي أبداً، ولكن هناك سيكون الوضع أفضل.








كتبت ما لا يقل عن ثماني صفحات. وفقدها بلوجر... ليس لدي رغبة بالكتابة. يجب أن لا أعتمد عليه بالحفظ مرة أخرى... سبحان الله. كتبت الكثير من الأشياء المهمة، أشياء لأول مرة أكتب عنها، أشياء أعلم بأنها ستهم غيري للإطلاع عليها. ولكن، وكأن الله يشاء العكس، ربما لم يكن وقت التحدث عن تلك الأمور الآن.
هكذا، سأحاول أن أعيد ما كتبت أو بعضه على شكل دفعات، أنشرها كل يوم.





وصلتني رسالة من الأخت أمل الحياة:


السلام عليكم


اعجبتني مدونتك الجديده والقديمه وكنت حابه اعلق ولكن لم تظهر لي ايقونة التعليق فأعذر تطفلي برسالتي هذه خصوصا ان لك نظرة في فتيات الأنترت ولكن اقسم بالله اعجبتني جميع تدويناتك حتى تدوينة فيما يرى المتيقظ(أحداث،أفكار..



دام مداد قلمك وصح فكرك


 أمل الحياة


مدونتها: http://hopelife.ektob.com/


انتهت


 منذ زمن بعيد لم أستلم رسائل رقيقة... حينما أجد من يقدر ما أكتب أو بعضه، أشعر بشيء من الجدوى. لا شيء يشجعني هنا ويدفعني للاستمرار مثل هذه الرسائل، لدي الدافع الذاتي بالطبع، ولكنه مهدد دائما بالشعور بعدم الجدوى، وعدم الجدوى لن يتم بسبب الملل، ولكن ربما بسبب الرضا. وحينما أكون مدفوعاً من غيري بتحسين ما أكتب، فإن هذا يولد دافع آخر للإستمرار، ولا أعود أعتمد على الدافع الذاتي، الذي أثار استغراب أحدهم في وقت سابق، حينما كنت أمنع التعليقات معتمداً على الذات كدافع وحيد للكتابة. إن ما قمتي به أختي العزيزة لم يكن تطفلاً، إنما كان معروفاً. ولأخبرك أمراً، أعتقد بأني أكتب غالباً لأني لا أجد نافذة أخرى، لن يسمع أحد، ولكن، ها أنت تسمعين. بالنسبة للنوع الذي أبغض من الفتيات، فلكل شيء ضده. إن قراءتك لوجهة نظري الغاضبة تلك في التدوينة المذكورة ومع ذلك إحسان الظن بي، وإرسال رسالة كهذه، لهو دليل على وجود هذا الضد، الذي يفهم كما ينبغي، ولا يتعامل وكأنما هو في حرب. إن النوع الذي أقدره وأحترمه كثيراً عرفته ربما قبل أن أعرف النوع السيء، وسأكون خسيساً لو أنكرت وقفات بعض الأخوات معي في الأوقات العصيبة، أزمتي في المنتدى على وجه الخصوص، إلى جانب الأصدقاء.


يوجد عبارة رأيتها في أحد تصاميمك المعبرة في مدونتك:
يوم التفت وشفت ما غايب الا أنت ضاق الوجود وكل هم غزاني
أثرت بي، وجعلتني أتذكر. مع بالغ التقدير







هل يمكن للصفح والمغفرة أن تنتزع من الإنسان ضد إرادته؟ لا أعتقد. ولكن، يمكن خداع المرء ليمنح صفحاً، باستغلال حالته، ضعفه وهشاشته في ظروف معينة. حدث لي هذا. إن الشخص الذي يلجأ إلى هذا المسلك قد يكون معطوب الأخلاق إلى درجة أنه قد لا يعلم بأن سبب المشكلة كان الاستغلال، فيعود ليستخدمه لينال الصفح كذلك. إنه لا يهتم لأمرك حقاً، إن كل ما يهمه هو صحيفته، فهو أناني، ولكنه لا يتساءل هل الإستغلال ذنب كذلك؟ وهل الأنانية ذنب؟ تتساءل أحياناً، هل سيصفح الله عنه؟ تتمنى أن لا يفعل.






كنت أتمنى لو أحد آخر ينطق...
كنت أتمنى لو خلقتُ من زجاج...
لرأيت قلبي يتردد قبل أن يخفق...
ولشهدت الدمع يتكون كالبحر الأجاج...
في صغري رأيت باب الأمل وهو يصفق...
وتركت الحزن يتلبسني دون احتجاج...
وأمنياتي البائسات إلى احتراق...
ولا يبدو أن الفجر إلى إنبلاج...
تعيشنى حياة لا تود لي انعتاق...
ولم يعد للأمل بين حناياي اختلاج...







نصيحة:




هذا أفضل شوكولاته يمكن للمرء تذوقها هنا. عبارة عن حليب حلو مع حبيبات أرز محمصة(مثل الكورنفليكس) مغطاة بالشوكولاته. بعضهم يبيعونه بريالين ونصف، ولكنه بريالين بالحقيقة. صناعة ألمانية.
يجب أن تتذوقوه، ولا تنسوا من نصحكم به. قريباً جداً إن شاء الله، ربما غداً، سكتب وأنشر شيء قصير مثل اليوم.






سعد الحوشان

الثلاثاء، 23 يونيو 2009

التمثال الحي(أحداث،أفكار)

بسم الله الرحمن الرحيم










في مواجهة أناس لا يرون غير أنفسهم في وجودك، حيث يلغي إرادتك، واستقلاليتك، لا يسعك سوا التفكير بموقف، والتمسك به، وكأنما لا يوجد في عقلك وقلبك غيره، وكأنك أصبحت أصماً فجئة، لأن من امامك لا يسعى للمفاهمة والنقاش أصلاً. هذا ما جرى معي اليوم. مع الدكتور الذي تحدثت عنه في التدوينة السابقة، الذي يريد استغلال جهودي بوقاحة. قيل لي حينما أتيت اليوم السبت بأنه جاء يوم الاربعاء حوالي 4 مرات، وكان متوتراً، يبحث عني ليناقش سبب رفضي القيام بـ"عمله". سعدت حينما حضرت في الصباح لما وجدت عمله أزيل من على طاولتي، يبدو أنه أخذه. ولكني حملت هم بحثه عن المشاكل، حيث يبدو أن هذا من طبيعته، وكان الأمر عند ظني. جاء بوجهه غير المريح إلي وأنا أشرح لزميلي أمر بخصوص الحاسب، وسألني إن كنت رددت عليه عمله؟ لم أرده فعلياً، يبدو أنه هو أخذه، ولكني قلت نعم. سألني لماذا؟ اخبرته بأني تشاورت مع مديري، وخيرني بين الرفض والقبول، فرفضت. لماذا؟ هكذا، لا أريد أن أقوم بالعمل هذا. كان متوتراً جداً وعصبياً. سأل من مديري؟ قلت بأنه فلان. قال لا، هذا ليس مديرك، ألست هنا للقيام بأعمال المستشارين؟!. لاحظ، القيام بأعمالهم. أخبرته لا، ليس هذا عملي. تسائل لماذا إذا أقوم بعمل زميله بالمكتب الدكتور الآخر؟ أخبرته بأنه حالة استثنائية متفق عليها مع المشرف. قال بأن هذا خاطئ، وأن فهمي خاطئ، حيث يجب أن أقوم بما يطلب مني. رفضت. كان متوتراً جداً، ينتفض، ويقترب مني بشكل مخيف، حتى خيل إلي أنه قد يرفع يده. لم أتوقع أن يصل به الحال إلى هذا الحد، ولكن، نظراً إلى أنه دكتور منذ زمن طويل على ما يبدو، لم يتعود أن يقول له موظف أو طالب لا، وهذا يشبه احتجاج الأطفال المدللين، ولكن بشكل عنيف. نشف ريقي وأنا أرفض القيام بعمله وأحاوره بكلمات قصيرة. بالنهاية قاطعني وسأل أين مديري؟ أخبرته بأنه بالداخل. كان زملائي واجمون. خرج لاحقاً بعصبية وقال بأني فاهم غلط، وطلب مني الدخول على مديري، وغادر المكان. دخلت على مديري ووجدته، كيف أعبر؟ وجدته ربما كالمذهول بعد صفعة، ولكن ليس بقدر الذهول من صفعة حقيقية طبعاً، ولكن من نفس النوعية من الذهول ولكن على نحو أقل. يبدو أن هذا الدكتور لم يكلمه بأسلوب جيد، ولم يحترم فارق العمر الكبير. كان مديري قد نسي أمور كثيرة، حتى أنه لم يستطع أن يجادل وأن يثبت أنه مديري حقاً كما أخبرني. ذكرته بأن الدكتور المشرف قد قال لي أمامه أني سأعمل معه، وذكرته بالمشكلة والأخذ والرد حول من مديري بالواقع مع الدكتور الآخر الانتهازي، تلك المشكلة التي انتهت بأن اتفقوا مع المشرف أنه هو مديري وأني أعمل معه بالأساس. كان قد نسي هذا كله. وفكرت، هل صار يتساءل إن كان التمسك بي يستحق كل هذا العناء؟ إني لا ألومه، إني أجلب الحظ العاثر على ما يبدو. لا أشكك بتقديره لي، ولكن، لا ألومه إن كان يتساءل عن فائدتي مقارنة بمشاكل هؤلاء الأشرار معه. مع ذلك، قال بأنه سيكلم المشرف في الأمر ويرى ما الحكاية. أخبرته بأني لا أريد أن أخيب ظن أحد هنا، خصوصاً الدكتور المشرف، ولكن يجب أن يعلم بأنه مهما حصل، لو كان في الأمر موتي، لن أقوم بعمل هذا الدكتور. وبذكر الدكتور المشرف، كان قد سافر للخارج مع وفد وزاري كبير. وداوم في نفس اليوم الذي جاء فيه هذا المجنون وروعني. كنا ننتظره في الصباح أن يأتي، أقصد الدكتور المشرف، لنسلم عليه بعد الرحلة، وهو بروتوكول لا أفهم أهميته، وإن كنت أحب الدكتور المشرف، لكن لا أدري لماذا يكون الأمر فادحاً لو لم يسلم عليه الموظفين، ليس من طرفه ربما، ولكن الموظفين يجعلون الأمر يبدو هكذا. حينما جاء خرجت من مكتبي ووجدته قد صافح الجميع. مد يده لمصافحتي، وشد على يدي، واعطى نظرة لم تريحني أبداً، خفت من أمر مجهول، حيث أني أنا من أعد كتاب الرحلة، الذي يحتوي كل التفاصيل المهمة للرحلة، وهو ليس أول كتاب أعده لهم، مع ذلك، توجست من نظرته التي لم أفهمها، ومصافتحه المختلفة، وشعرت بقلق كبير، من أن أكون قد خيبت ظنه بشكل ما. كنت أفكر بالدخول عليه، ليس لأخبره عن ذلك الدكتور البغيض، ولكن لأناقشه بموضوع انتقالي. ولكن تلك النظرة أقلقتني كثيراً، بالإضافة إلى أنه أول يوم بعد سفره. آثرت استشارة نفس الشخص الحكيم الذي أشار علي مؤخراً بالانتقال، والتخطيط لمحادثة المشرف على نحو أقل رخاوة وتخاذل مما كنت عليه في ذلك اليوم المخيف قبل أن أدخل عليه. في اليوم اللاحق دخلت عليه، وكان منشرح النفس على ما يبدو. طلب مني الجلوس، فكرت بأن لديه وقت إذاً. أطلعني على الكتاب الذي أعديته لهم، وأخبرني بأنه أعجب بجهودي وقرأه أكثر من مرة، وأعجبه عملي. تصفحت الكتاب، الذي لست أحب صدقاً رؤيته، كما حصل مع الكتاب السابق الذي لم أهتم به بعد انتهاء مهمته، حيث لا أشعر بالراحة تجاه ما قمت به. أغلقت الكتاب لأحدثه بما جئت لأجله. وهو موضوع البديل المطلوب لتركي أغادر العمل. أخبرته بأني لم أفهم الشرط تماماً. قال بأنه لا داعي لبديل. شعرت بأن فكرة البديل لم تكن فكرته، وإن حضيت بموافقته، شعرت بأنها فكرة جديرة بمديري أكثر، رغم أنه طيب، ولكنه قد يكون بيروقراطي ربما. فوجئت بتساهله المفاجئ. قال بأنه يعتقد أن الموظف الذي لا يريد البقاء، فلا يجب أن يرغم على ذلك، فإذا كان قلبي معلق بمكان آخر(تعبير صادق في حالتي، إن قلبي معلق) فلن يقفوا بوجهي. وأضاف بأني موظف جيد أو شيء من هذا القبيل، ودعا لي بالتوفيق، ثم أضاف ما لم أكن أحلم به، قال بأنهم يعرفون مستواي ومنجزاتي، ولهذا، إن رغبت بالعودة لاحقاً فأنا مرحب بي. ليس أني أفكر بالعودة، ولكن هذا التقدير لم أتعوده. بالصدق، كنت أتمنى أن أسمع مثل هذه الكلمة، وكنت أفكر بها، ولكني ظننت أنها أمنية ساذجة، أن أكون مرغوباً بمكان ما إلى هذا الحد، أو على الأقل، فكرة عودتي مرغوبة، وليس الأمر ينتهي بالسماح لي بالمغادرة. وعدني أن يكلم مديري. لا أعتقد بأنه فعل. ولكن سأنتظر حتى السبت القادم على الأقل. خرجت سعيداً. كان هادئاً وودوداً. رغم أني اعتقد منذ البداية أنه مميز ومختلف، إلا أني لم أتخيل بأن هذا سيؤثر بي، وإن كان تأثيراً صغيراً، لأني أحسب بأني بمعزل عن الحظ الجيد منذ سنوات.



 إذا، جو، أو شركة عذيب لا تغطي حينا حتى الآن. هذا سيعمر بالاتصالات قليلاً لدي للأسف. كم اكره هذه الشركة الخسيسة.





يوجد مدير ودود في الوزارة. عمره كبير إلى درجة أني أتخيل حينما أراه أنه يعمل بعد سن التقاعد، رغم صحته الطيبة ما شاء الله. وهو كبير كذلك بالحجم، مما يورث لديه مشاكل بالركبتين على ما يبدو، بالإضافة إلى العمر طبعاً. هو مدير صيانة الحاسب. وحينما كنت أراه جالس في مكان كنت أحسبه مراسل ما، رغم أن خبرته بالحاسب أذهلتني ذات مرة. هو يبدي اهتماماً بما أقول منذ البداية، وهذا يسهل الأمور كثيراً علي، رغم أني لم أعلم عن تأثيره إلا مؤخراً. دخلت قبل أيام لأجل غرض من موظفيه، لصيانة شيء لمديري الدكتور. فرح بي مديرهم، علمت هذا من حركاته وكلامه. الكثير من الناس حينما يريدون إبداء إهتمامهم، أو جذب انتباه الآخرين لديهم، يبدؤون بالقيام بتصرفات جلفة، لا يدرون عاقبتها، اعتماداً على تقديرهم السابق الذي يتصورون بأنه سيحميهم من ردات فعل الآخرين. المضحك هو أنه بدأ يضرب أحد الموظفين على رأسه حينما أخطأ، ضربات قوية، بالنظر إلى بنيته القوية أصلاً ما شاء الله، ولكن لا يخفى على العين حسن نية الضربات وأنها بقصد المزاح، رغم ما صحبها من توبيخ. ثم التفت يخبرني وسط ضحك بعض الموظفين بأنه ليس لديه إلا الضرب لتأديب من لا يفهم! من يعملون معه كلهم شباب صغار. خصني بمعاملة متعاونة جداً. وكثيراً ما أسمعني سلامه. أعتقد بأنه وجدني مثيراً للاهتمام لسبب ما. لا أستطيع أن أضع يدي على السبب، حيث أني يمكن أن أحسب بأني أثرت اهتمام أحدهم لموقف حصل أمامه أو ردة فعل. يحدث هذا، وحينما يحدث ألاحظ. ولكن هذا، لا أدري. قال وأنا أنتظر أمراً لديهم موجها كلامه لموظفيه: اللي يعجبني بهالرجال أنه راعي صلاة ما شاء الله عليه، مهوب زي بعض الناس اذا خلصوا الناس جو. وأشار برأسه إلى مجموعة لاهية بينهم وبينه حاجز قصير. ثم أعقب: بس ليش تروح دايماً لآخر أيمن الصف أول ما تدخل وانت جاي من اليسار؟ بعدين اذا سلمت تطلع بسرعة وتقطع المسافة لليسار؟ ليش ما تصلي يسار الصف؟ فوجئت بمراقبته لي. ضحكت وعلقت بأنه لاحظ إذا. قال بأنه لاحظ ولكن لماذا؟ قلت ربما هي العادة. قال بأن أيمن الصف أفضل، وخير الصفوف أولها. أعتقد بأنه توقع مني إجابة غير "العادة". فعلاً، ربما لم أصلي بالجهة اليسرى إلا مرة أو مرتين منذ أن جئت للعمل. مع أني بالمسجد في الحي أختار الطرف الذي يحتوي عدد أقل من المصلين لأساهم بتسوية طول الصف وتنسيقه.





رأيت الدكتور المشرف وهو خارج من الصلاة، وأنا أمر في السيب. نظر إلي وابتسم. حدث أن رأيته في السابق ولم يبتسم أو يرد السلام. همممممممممم. اعتقد أن الموضوع هو ختامها مسك. لا يجب أن يبتسم ليكون ختامها مسك، أعرف أنه طيب بالأساس. كنت أخرج لآخذ أمي إلى المستشفى. هي منومة الآن هناك، وقد خضعت أمس لعملية. الله يعين. طال أمر هذه العملية بسبب سوء تنسيق المستشفى السخيف. أعطونا موعد للدخول قبل شهر، وحينما أتينا ردونا بحجة عدم وجود سرير. وأعطانا الطبيب بعد جهد جهيد موعد بعد شهر. حينما جئت بأمي قبل أمس. مكثنا ننتنظر وطال الانتظار. بينما كنت أنتظر، مر دكتور الجلدية، السعودي الملتزم المغرور، نظر إلي، لم يسلم على الوجود، وعاد أدراجه، إذ يبدو أنه قد نسي شيئاً. عاد بعد قليل تتبعه طالبة على ما يظهر، نظر إلى كذلك مرة أخرى، بتمعن أكثر. يعلم بأني زرته منذ وقت قريب، ربما لا يتذكر مشكلتي بالضبط. نظر إلى الأمام وألقى السلام حينما حاذاني.




خرجت أمي من المستشفى أمس، وصحتها جيدة والحمد لله.




قصصت شعري أخيراً،،، يا الله، منذ متى لم أقصه؟ منذ أن حجيت في الموسم الفائت!! لم أسرف بقصه بالواقع كما أفعل كل مرة، حيث أجعله قصيراً حقاً. ولكن ارتداء الغترة أصبح أريح الآن، والتسريح كذلك، ولبس الكاب، حيث يظهر الشعر بالسابق يمين ويسار بلا سابق إنذار.




قرأت رواية اسمها زئبق. وهي لكاتبة فرنسية شهيرة على ما يبدو. الرواية جيدة إلى حد بعيد. ليست من أفضل ما قرأت، ولكنها ممتعة. رغم أني أجدها غير عميقة جداً، بشكل يشبه نوعاً ما الأعمال الأمريكية السطحية والرخيصة، إلا أنها تحتوي الجودة الفرنسية بوضوح. فحواراتها ذكية، وعميقة في أحيان كثيرة. وربما أمتع جانب فيها هو الحوارات، أما الحبكة، فغير مؤثرة تماماً. المثير للاهتمام هو تضمين الكاتبة لنهاية أخرى في الكتاب، نهاية استثنائية تشرح الكاتبة سبب تضمينها لها قبل أن يقرأها القارئ، بعد النهاية الأولى الرسمية. النهاية الثانية على جانب كبير من السخافة والاعتباطية، ومن الجيد أن لم تخترها كنهاية رسمية كما هو جدير بالاوروبيين أحياناً، حينما يفاجئونك بفكرة غريبة وخارجة عن النسق، بذريعة الفن.




 إذاً غداً إختبارات المدارس؟ رغم أن اختبارات الجامعة بدأت قبل ذلك. شعرت باشتياق كبير للدراسة. أحمد الله مع ذلك أن الفترات القديمة انقضت، ولكني أتطلع إلى تجربة مختلفة بالمستقبل إن شاء الله.




اقترب الصيف الموعود لشراء جوال جديد، رغم أنه بداية فترة السماح فقط، حيث أني أشتري جهاز جديد بعدما يكمل الجهاز الذي معي من سنتين ونصف إلى 3 سنوات، هكذا جرت عادتي، لأشعر بأني على الأقل استهلكت الجهاز. لكني هذه المرة غير واثق برغبتي بدفع ثمن جوال جديد بديل لجوالي السامسونج الحالي. حيث أنه لا زال يعمل جيداً، ويبدو مميزاً. كما أن وجود بطاريتين له بنفس الوقت، واحدة العادية بالجهاز نفسه والأخرى في حافظة الجوال، يجعلني أتردد باستبداله. لكني بالواقع لم أعد أستطيع الاستفادة منه كثيراً فيما يخص الانترنت. حيث أن متصفحه غير جيد، أما متصفح الأوبرا فلا يدعم العربية عليه. كما أن التصوير لم يعد يفي بالغرض كثيراً. الكاميرا 2 ميجا بيكسل. يمكنني شراء كاميرا ممتازة ورخيصة من سامسونج، لكني لا أحب التبذير خصوصاً أني لن أحملها في كل مكان. مع ذلك، صرت أبحث في أمر الجوالات كثيراً. لست أحب الآي فون أبداً. ولا أحب شكله أو مميزاته، ومشكلة سامسونج هي أنها افتتنت به فصارت موديلاتها تقليد له على مستوى الشكل وإن كان بمواصفات أفضل من ناحية الكاميرا والتوصيل، وبأسعار معقولة أكثر من لصوصية أبل. ولكن الشكل لا يعجبني مع ذلك، ولا يعجبني عدم تضمين الواي فاي في جوالاتها عموماً إلا فيما ندر مما يحد من الخيارات. والنقطة المهمة هي، أني لست من عشاق الاعتماد على شاشة اللمس كلياً، ولست من محبي لوحة الأرقام العادية كذلك، ما أحبه هو لوحة مفاتيح صغيرة بكل الحروف مثل البلاكبيري. لكن البلاكبيري أمره متعب من ناحية الاشتراكات والالتزام مع شركة الاتصالات او موبايلي. ولم أجد جهاز يوفر لوحة مفاتيح مقبولة بالنسبة إلي. أتمنى السايدكيك، ولكنه لا يباع هنا، في أمريكا. هذا الجهاز الحلم بالنسبة إلي. لفتت انتباهي مؤخراً شركة إل جي. بأجهزتها المتنوعة والتي يوجد بها أشكال مختلفة عن الآي فون رغم أنها تعمل باللمس. أسعارها ممتازة جداً. أعتقد أن الخيار المتوفر هو جهاز يعمل باللمس من إل جي. يقال بأن دعم أجهزتها للعربية ممتاز، على أني يجب أن أتأكد. لديهم جهاز بكاميرا 8 ميجا بيكسل، وهذا أمر جيد. رغم أني لا أخالف على 6 ميجابيكسل كالحد الأدنى. حيث ينصح الخبراء بأن يشتري الهواة أمثالي كاميرات رخيصة، بحيث يكفيهم 6 ميجا بيكسل. 5 جيدة، ولكني أخاف أن لا تبدو مقنعة بعد فترة، وهذا ما يحيرني في الموديل الذي اخترته، واسمه أرينا، فهو جميل ومواصفاته عالية جدا ما شاء الله. ولكنه سعره أيضاً لا يعجبني، فأنا لا أشتري جوال بأكثر من 1400 ريال، وأعتبرها كثيرة جداً كذلك، بينما هو بـ1950 على الأقل... ربما يرخص في نهاية الصيف، هذا إن أخذته. كذلك، توجد مشكلة الحجم... كبير. لكن إن كان يدعم الانترنت جيداً، فهذا سيعوض النقائص.




انتقلت مع مديري الدكتور إلى قسم مجاور ضمن نفس الإدارة. لا زال الدكتور المشرف هو مديرنا الأكبر. لا زلت أوقع الحضور في مكتب المشرف. وخفت أن يتم نقل توقيعي إلى القسم الجديد. حيث تعودت على المسئول عن الحضور من حيث التفاهم حول مواعيد أمي. بسبب خوفي كلمت مديري أخبره بأني أود لو لم ينتقل توقيعي من هناك. لفت انتباهه دون أن أدري، فهو لم يكن يهتم. قال بأن من الأفضل أن ينقل توقيعي إلى هنا، حتى لا يكون للآخرين ذريعة حينما أوقع هناك فيأخذونني (!!) كان يتكلم عن المستشارين الآخرين. ليتني صمت، لست أريد أن أترك مديري بالطبع، ولكني أحب أن أوقع هناك. ثم يبدو أن إرادة الموظف فعلاً ملغاة هنا، بحيث يخاف أن يأخذني أحد تحت إدارته كيفما أراد، وكأني قطعة أثاث، والأسوأ، ما قالته أمي: وانت نعجة ياخذونك بكيفهم؟!.




 لاحظت أن عدد زيارات المدونة يتباين بين الأيام. يزداد العدد في اليوم الذي نشرت فيه آخر تدويناتي أو في اليوم الذي يليه. وحينما أتأخر، يقل العدد،،، حتى يزداد فجأة بعد يومين!! أعتقد بأن هناك أحد ينتظر نشري لتدويناتي. أو أتمنى ذلك. يوجد أكثر من طريقة لمعرفة نشري لتدوينة جديدة. أفضلها هو التسجيل بخدمة RSS . على أني أحب أكثر أن يأتي زائري لمدونتي رأساً، ليزيد العداد! لا فائدة من هذا حينما لا أنشر جديداً، ولكني أسعد حينما أجد العداد ازداد.



 الجو في المكاتب الجديدة لا يطاق، حار بشكل مستحيل...



سبحان الله. أعتقد أن هناك علة ما. منذ عدة أيام لدي أشياء أود الكتابة عنها، وأتذكرها حتى أفتح بلوجر، ثم، لا شيء، لا أتذكر أي شيء... استدعاني الدكتور الآخر، الذي أقوم بأعماله عموما، إلى مكتبه في الاسبوع الفائت. كان لتوه تقريبا جاء من البلد الذي ذهب إليه في وفد، وهي الرحلة التي نظمت الكثير بشأنها بنفسي. أعلم بأنه صار لا يطيقني أبداً، خصوصاً من بعد موقف بدا فيه أني لا أشعر باحترام كبير تجاهه، وهو شيء مبرر، لهذا لم يستطع الاعتراض على الأمر. أشعر بالأسف لأنه وضع نفسه في موقف كهذا، لست أحب أن أكون طرفاً في موضوع كهذا، حتى لو لم أتلقى الملامة. صرت أشعر بأنه يتضايق مني بالمثل، ولكنه لا يستطيع الاستغناء عني، لأني، كخيار، أفضل من أن يتعب نفسه . كان قد نصحني حينما كان غافلاً عن ما يسببه لي من أذى وإحراج بأمور كثيرة تخص تكثير المال. وقد بدا مهتماً جداً لأجلي، وهو أمر شعرت بالامتنان تجاهه. ولكن، لا يكفر عن شعوري بأني مستغل، ولو كان الاستغلال يتم بلسان معسول، ومن جهة أخرى، الأرواح جنود مجندة كما أقول دائما، وروحي لا تألف روحه مهما كان. ناداني في المرة الأخيرة، وسألني عن أخباري، وسألني إذا ما كنت استفدت من توصيته بي أمام المشرف، الذي استدعاني بحضوره وشكرني على جهدي، وعرض علي أشياء كثيرة، أشكرها، ولكن لن أستفيد منها،،، كان يجب أن يكون أحد آخر في مكاني. ومما زاد من استغرابي، أن هذا الدكتور المستشار حثني على الاستفادة من الفرص في جلستنا الأخيرة هذه، وأخبرني من أكلم وماذا أفعل، ولكن الأغرب هو أنه حاول أن يوحي لي أكثر من مرة أن أذكر بأنه أوصى بذلك بنفسه، وأنه أخبر الدكتور المشرف عن عملي. كرر هذا الإيحاء حتى صار كالمطرقة على رأسي، رغم أنه حاول أن يجعل الأمر خفياً، وبدت نفسيته على غير ما يرام وهو يوحي بهذا الأمر، وكأنما هناك خطة مرسومة وغير مأمونه أو غير مضمونة الجدوى. لماذا؟ أقدر حرصه على استفادتي، ولكن، لماذا الحرص على إقحام نفسه؟ أعني أن المشرف يعلم بتوصيته طالما عرض علي المكافئات أمامه، إذا لماذا يريدني أن آتي على ذكر الأمر مرة أخرى؟ أشعر بأن هناك شيء خفي بالأمر. أمر حدث، ولم أعلم عنه. كذلك، لم تبدو نفسيته على ما يرام، لم يبدو مُثار الحماسة. وهو عموما يتحمس ولكن ليحث الآخرين على العمل. ومثل أمامي حواره مع الدكتور المشرف حينما حثه على مكافئتي نظير عملي، حيث قال بأن الدكتور المشرف اقترح بالبداية إعطائي رسالة شكر، ولكنه المستشار هذا أصر أن يكون الأمر واقعي أكثر، وأن أمنح مكافئة حقيقية كما اقترح. حز في نفسي أن الدكتور المشرف لم يلاحظ من تلقاء نفسه، لم يقرر من تلقاء نفسه مكافئتي وتشجيعي، رغم أنه يرى عملي ويناديني بخصوصه أحياناً، شعرت بالأسى أن هذا المستشار، هو من ذكر الدكتور بخصوصي، ولم يتذكر من تلقاء ذاته رغم أنه كان يجدر به ذلك، أو هكذا أتصور، أو هكذا كنت أتمنى. وأخبرني بأن لديه أعمال بسيطة، وعليه، سيقوم بها بنفسه، عرفت بأنه يريد أن يشعرني بأن هذا معروف، دون أن يكون واعياً لما يريد تماماً، وكأن هذه طبيعة متأصلة. ثم كلمني عن طرق تكثير المال بالحلال طبعاً، وحرصني على القيام بما نصحني به، إلى درجة أنه قال أنه سيسألني في الأسبوع القادم عن الأمر. كان مجهوده مخلصاً، ولكنه عكس المرة الفائتة، أشبه بالقيام بواجب ثقيل، لا يريد القيام به سوا أنه مفروض من قبل الضمير، ولكن، لماذا يفرض الضمير عليه أي شيء؟ لا أعتقد بأنه يشعر بالذنب تجاهي. هممممممممم، إن في الأمر حكاية، ولكني غير مهتم بمعرفتها. لماذا؟ لأني غير مهم. حقاً، في الأمر، في المكان، أعتقد بأني مجرد تمثال يزحزح من حجرة إلى أخرى، وحتى على المستوى الشخصي. كنت محبوباً في الجامعة حقاً. هنا أموري على ما يرام، ولكني أعني محبوباً جداً وأعامل بميزة بالجامعة. كان مديري السابق يقدرني كثيراً ويحبني حتى على المستوى الشخصي. هنا، أنا مجرد تمثال، غير لافت للإنتباه حتى.

زرت اليوم مديري السابق بالجامعة وبقية الزملاء. تحادثنا عن الدكاترة السعوديون وطبائعهم السيئة. قال زميلاي أن الدكاترة السعوديون لا يتعبون في دراسة الدكتوراة أصلاً، فهم يجدون هناك سوري أو غيره يقوم بالأمور عنهم، ثم إذا نالوا الشهادة وعادوا هنا ساعدوهم ليأتوا للعمل هنا كمتعاقدين. حينما قالوا هذا، داهمتني أفكار وذكريات، شعرت أن قلبي فرغ من الدم فجئة وأني أكاد أن أسقط. تذكرت دكتور أحسن فيه الظن، كان زميل لدكتور سوري ويقال بأنه يدعمه في الكلية، وبالمقابل السوري زميل دراسته في الخارج يتملقه كما سمعت والله أعلم. لم يخطر في بالي أنه جلبه إلى هنا، وإن كان جلبه فبأي دافع؟ لا أعتقد أنه جلبه، ولا أعتقد أنه استعان به. ولكن، فكرة أن العكس قد يكون هو الحقيقة جعلتني أشعر بالألم. وبينما كنت مدافعاً عن هذا الدكتور في آخر سنوات دراستي، شعرت بأني إن لم أقاوم سوء ظني، فسأحتاج إلى من يدافع عنه أمامي. تغلبت على سوء ظني بالنهاية. ولكن، لم أرى فرقاً على أي حال. لا زلت ذلك المدافع حتى أمام نفسه.



فوجئت اليوم بشخص أراه في الوزارة، شاب كنت أحسب أنه في عمري، لشكله، ولأسلوبه ولصوته. هو بالواقع قد يكون أوسم شخص رأيته ما شاء الله. هيئته غريبة مثل وسامته المفرطة. ومثل غالبية حسني الخلقة، يهتم كثيراً بأناقته. يحدث أن نلتقي في الممر، فأراه وأتذكر في وجهه وجه شخص عزيز مضى بحياته، ورغم أنه لا مجال للمقارنة من حيث حسن الشكل، إلا أن هناك ما يشعر المرء أنهم إخوة. تربيعة الوجه، لون البشرة، والوسامة إلى حد معين، حتى لا نظلم صاحبنا، واللحية القصيرة المحددة بعناية، وإن كان الآخر العزيز قد تخلى عن اللحية مؤخراً، وتوجد تلك النقرة الصغيرة في الذقن، المحاطة بجلد رخو، ميزة نادرة تميز الإثنين بتماثل مدهش. الكثيرون لديهم نقرة في الذقن، أنا لدي نقرة في الذقن، ولكن ليس مثلما لديهم، بتلك الاستدارة والوضوح المليح. وهو كذلك يطيل شعره إلى حد عجيب وغير مألوف، إلى خاصرته. رغم أني لم ألحظ شعره سوا مرة من تحت الغترة، إلا أنه بدا فائق النعومة، كامل الاسترسال. وكنت أحسب أنه قص شعره لولا أن زملاء وصفوه لي بأنه ذو الشعر الطويل. رأيته لأول مرة قبل أشهر حينما كنت أعمل في فرع الوزارة الآخر، حينما كانت ظروفي العملية في أتعس أوضاعها. دخل علينا بالمكتب يسأل عن معاملة، وحينما رأيته تذكرت مباشرة ذلك الشخص العزيز، فتأملته. كان ليكون هناك مجال للخطأ لأول وهلة، للاعتقاد بأنهما نفس الشخص لولا اختلاف البنية الجذري. فقط، تخيلت أنهم إخوة. نظر إلي بدوره، ولا يبدو أنه يتعجب من نظرات الناس أو يستنكرها، لماذا يتعجب؟ سيكون غبياً لو لم يلاحظ بأنه ملحوظ جداً. غادر في ذلك اليوم، ثم جاء في اليوم التالي، ونظر إلي مطولاً، ولكني لم أنظر إليه. الآن في المبنى الرئيسي، لم أكن أعلم ماذا يعمل حتى اليوم. وكل ما هنالك هو السلام حين المرور. وبالواقع، لم أشعر بفضول. اليوم، جاء زملاء من قسم الحاسب لإصلاح أمور في قسمنا. وأخبرتهم بأن جهازي يفتقر إلى قارئ ملفات بي دي اف. جاؤوا لإنزال البرنامج لي، وترقية جهازي، فمكثوا طويلاً. أحدهم كان شاب لطيف واجتماعي إلى حد أكبر من الآخر، الذي بدا لطيفاً ولكن خجولاً. تحدثوا لي عن عملهم في الوزارة، وطلب مني الأول أن أخمن أعمارهم. خمنت عمر الخجول بشكل صحيح، بينما الآخر أعطيته بضع سنوات أكثر مما ساءه. تحدثا عن قسمي، وبما أن الآخر قديم نسبياً، حدثني عن قسمي في السابق، حيث كان مديره الفلان، وأخبرني يصفه بذلك الشخص صاحب الأعين الكحيلة، ذلك الشخص ذو الشعر الطويل واللحية المميزة!!! استعلمت أكثر، حيث لم أصدق، سألت إذا ما كان الشخص المجاور لمقرهم الجديد في نفس طابقنا؟ قال بأنه هو، وقد كان مديراً صارماً هنا، ثم بعدما تزوج طلب الانتقال للذهاب إلى هناك، وصار الآن مديراً للمساكين جيرانهم! إذا، هو أكبر مما تصورت بكثير؟ يا سبحان الله... أكبر بكثير على ما يبدو، حيث يمكن لمن هم بمثل عمري أن يكونوا مدراء في القطاع الخاص فقط، أما في القطاع الحكومي، فيجب أن تكون بالاربعينات، وإن أصبحت مديراً في نهاية الثلاثينات، فأنت نونو بين المدراء. وهو قطعاً مدير منذ فترة طويلة، ولكن، أين الصوت الخليق بعمره، أين الشكل الخليق بعمره؟ ما شاء الله.



استلمت اليوم أخيراً بطاقة أحوالي، الهوية. بعد شهور من تقدمي بطلبها. كانوا يخبرونني عند قدومي للاستلام أنهم وزعوا جميع الأرقام منذ السادسة والنصف صباحاً. استيقظت اليوم الساعة الخامسة والثلث صباحاً. ووصلت إلى هناك في السادسة والثلث تقريباً. ولم يفتح لنا الباب قبل الساعة الثامنة و بضع أو عشر دقائق. كيف يقولون إذا أنهم فرغوا من توزيع الأرقام في الصباح الباكر؟ دخلت وكان الناس يجرون وكأنما حياتهم مهددة، ليتسابقون على الأرقام في الإدارات المختلفة كل حسب حاجته. كان هناك الكثير من الشيوخ الذين يستخفون دمهم بإزعاج. حينما وصلت إلى الجهة التي سآخذ رقمي منها اصطف الناس من تلقاء ذاتهم بتحضر أمام النافذة قبل حضور الموظف. لما حضر الموظف وشرع يوزع أوراق الدور، جاء رجل ضخم، وجهه يجمع بين البلاهة والوقاحة السافرة وفوق هذا التصميم، أسوأ خلطة وأكثرها إيذاء للآخرين. خرب المشهد الحضاري النادر حينما دخل قبل الأول بالقوة ليحصل على ورقة دوره. وحينما نبهه البعض أن يصطف كالبقية، كشر ونفض يده في وجوههم وكأنما يبعد ذباباً. أخذ ورقة بجلافة من الموظف وطالب بأخرى. حينما أخذت ورقتي وابتعدت عن النافذة، لم أجد على ورقتي رقماً، كانت خالية!!! ذعرت جريت أسأل أحد الذين أخذوا أوراقهم وهو جالس باطمئنان، هل ورقتك عليها رقم؟ قال لا!! يا الله، والذين حوله مثله، كلهم صدموا بالأمر، ولا أدري كيف جلسوا ينتظرون الدور وليس لديهم أرقام توضح دورهم!! يا للبلادة التي يعجز العقل عن توصيفها. جائني موظف مسرع وسألني ما الأمر (موقف نادر حقاً) أطلعته على ورقتي فأخذها ولحقته. دخلنا من خلف النافذة، ووجدنا الموظف يوزع بلا مبالاة اوراق بلا أرقام، وهو الذي أصلاً أعطى ذلك الهمجي ورقتين وهو يعلم بأنه ليس دوره. حينما نبهه صاحبه ضحك وقال بأنه لم يفحصها، ولابد أن المكينة لم تطبع. فتش فوجد الأوراق المرقمة بالمنتصف، فأعطى من أمامه بالنافذة الورقة ذات الرقم واحد، وسحب لي الموظف الذي معي الورقة رقم اثنين. يا لسعادة الحظ. عدت ووجدت البعض يجلسون بالصالة، بأرقام خالية، شعرت بالغيض، وأخبرتهم بأن يقوموا ليأخذوا أرقاماً حقيقية من النافذة. هب إلي بعضهم يحسب الأرقام معي، ولكني شرحت بأنها هناك، أسرعوا!!. امتلأت الصالة. وجاء الجلف الغبي وهو يكلم صاحبه ويخبره بأنه أخذ ورقتين لهما ولكنها كانت خالية. اطليت على رقمه، فكان 79. شعرت برغبة عارمة بالضحك، وتمنيت لو أن رقمه كان مئة، أو حتى ألف. خطر في بالي كلمة لا أتذكر بأني قلتها أبداً، ولكن حينما أسمع والدي يقولها لأحد، أشعر بأنها مهينة جداً، فكرت بأن هذا الجلف إنما هو جحش حقيقي. جاء رقمي سريعاً (طبعاً). كنت قد قلت في مدونتي السابقة، أن الحظ يحالفني على نحو غريب في مثل هذه المواقف أحياناً، للأسف أنه لا يحالفني في مواقف أخرى.

بعد بعد... كاتبين بنفس "مستوى الخدمة" و"الجودة" من زين الطبايع... صحيح إن لم تستحي فافعل ما شئت.



 


مر أكثر من أسبوع بكثير منذ أن حادثت المشرف على قسمنا بخصوص نقلي ووعدني خيراً. لم يحدث شيء. فقررت الدخول عليه وسؤاله إن كان قد كلم مديري كما قال؟... حينما دخلت، ابتسم لي ابتسامة جميلة، وسألني عن حالي. أعتقد بأنه صار يبتسم مؤخراً فقط. سألته إذا كان قد قال لمديري؟ قال بأنه أخبره بالفعل. استغربت، لماذا لم يقل لي مديري أي شيء؟ سألته هل أحضر الورقة ليوقعها إذاً؟ وافق. ذهبت إلى مديري وسألته إن كان الدكتور المشرف قد أخبره عن أمر انتقالي؟ استغرب مديري، ولم يعجبه ذكر الأمر على ما يبدو. ولكنه قال بأنه لم يخبره بشيء. عجيب حقاً. قال بأنه سيرى المشرف اليوم، وسيناقشه بالأمر. طال بقاءه عند المشرف حتى انتهى دوامي وذهبت...



سعد الحوشان