السبت، 28 فبراير 2009

من همس؟

بسم الله الرحمن الرحيم


أشك بأن أحد ممن يعرفون مدونتي السابقة قد اطلع على هذه، ولكن، لا يهم كثيراً بالحقيقة حينما أفكر بالأمر.


اليوم هو الاثنين، وقد قمت بأول عمل منذ بداية الاسبوع في قسمي الجديد. حيث أن لا زلت في انتظار عودة مديري الدكتور من السفر، ليرى ماذا سيصنع بأمري. كان عمل بسيط وتافه. ولكن لا بأس. احبطت في البداية لما لم أجد ما أقوم به. لكن قالت أختي بأن أعتبر هذا الاسبوع راحة بعد ضغوط الشهرين الفائتين.


رغم أن العكس مع الناس هو الصحيح، إلا أنه بدأ يخيل إلي أني كلما كبرت، كلما فقدت قدراتي الفلسفية، كلما أصبحت أكثر سطحية، وصرت أضعف من ناحية التعبير عن خبراتي. كان يمكنني أن أفلسف الكثير من الأمور بطريقة أفضل، ولكن لا يهم، فلم يعد هناك من يستمع، هل هذا هو السبب؟


قبل اسبوعين، تعرضت لألم فضيع في ضرسي. لم أستطع النوم في تلك الليلة أبداً، رغم أني ذهبت إلى مستوصف وأخذت ابرة مسكنة، وهو أمر أفعله لأول مرة، وأنا أكره أن آخذ أي ابرة من المستوصفات الأهلية ودائما أرفض، رغم ذلك لم أستفد. كنت أتألم بشكل غير طبيعي، لا أستطيع أن أبقى على وضع واحد، أود أن أصيح بأعلى صوتي من الألم. وضعت القرنفل وتناولت المسكنات بلا فائدة. صرت أقرأ القرآن في الماء ثم أشرب، يسكن الضرس قليلاً ثم يعود الألم. كان أمر معذب. في النهاية ذهبت إلى حيث تنام أختي وأمي المريضة. طالباً نوع من الدواء لديهن. لم ينفع الدواء، بيد أني استطعت أن أغفو لنصف ساعة تقريباً لديهن بعد الفجر. لم أذهب إلى العمل في ذلك اليوم، فقد ذهبت إلى طبيبة أسنان اتصلت بها اختي الأخرى بطلب مني وحجزت موعد لديها. ذهبت إليها وساعدني ذلك كثيراً ولله الحمد. لم أنم سوا الساعة الواحدة والنصف في الظهر. صدق من قال أن لا وجع إلا وجع الضرس ولا هم إلا هم العرس، مع أني لا أدري عن الجزء الأخير من المثل. لكني أعتقد أن ابن آدم ضعيف، يؤرقه أي ألم. الحمد لله على الصحة والعافية، كثيراً ما يخطر في بالي الناس الذين يعانون طوال الوقت من الآلام والعذابات، حتى يتمنوا الموت. كنت أتمنى أن اخلع ضرسي في ذلك اليوم وأرتاح منه. لم يكن لدى الأولين أطباء أسنان، ومن يعالج الأسنان لا حل لديه سوا الخلع. وبعض الأولين يخلعون جميع أضراسهم مرة واحدة ليرتاحوا من الآلام. لو كنت أعيش في ذلك الزمان لفعلت مثلهم بلا تردد، وإن عنى هذا ما عنى، من احتمال تجوف خداي، وصعوبة الأكل، فأي شيء أفضل من ألم الأسنان. كان ألم الأضراس حينما لا يوجد من يعرف كيف يخلعها يقعد الناس في بيوتهم عن طلب الرزق في الأوقات القديمة، ويجعلهم طرحاء الفراش لفترات طويلة. رأيت صورة للرياض قبل عقود طويلة. حينما كان معالجي الأسنان يجلسون في رصيف شارع واسع والناس يجلسون أمامهم طلباً للعلاج، تحت شمس ساطعة. حينما كنت صغيراً سببت أسناني اللبنية مشكلة في فترة معينة وصرت كثير التردد على طبيب الأسنان. اقترحت أمي ذات يوم أن تخلع كل أسناني، قلت بهلع ولكن كيف سآكل؟؟ قالت أمي: نعطيك مرقوق! وهو أكلة لا تحتاج إلى مضغ. لاحقاً، كانت اسناني اللبنية مصدر قلق لبعض الوقت لأنها تأخرت بالسقوط.


راجعت الطبيبة عدة مرات، وهي مصرية متمكنة حسب تجربة أهلي، يبدو أنها نصرانية. الطبيبة عصبية، ولكنها مضحكة جداً. وطماعة كذلك... وضعت لفافة تحت لساني، ولكني حركت لساني فخرجت اللفافة، فشرحت لي بأن أحاول ابقاءها تحت لساني كما أخبئ اللبان حينما يدخل المدرس! ثم أعقبت: بس انت بتشتغل! ثم قالت بتفكر: بس شكلك صغير. لا يبدو شكلي صغيراً، وليس إلى درجة وجود مدرسين في حياتي على أي حال. كان لساني يسبب لها أزمة. قالت فجئة بعصبية وهي تعامل لساني: لسانك ده أنا مش مستحملاه بصراحة! لم أستطع منع نفسي، ضحكت من أسلوبها الطريف. ويبدو أنها معتادة على إضحاك مرضاها. كان الله في عون الممرضة الفلبينية التي معها، فهي دائمة التوبيخ لها. لدى الفلبينيين قدرة كبيرة على التحمل. عموماً من المعروف أن المصريين بالذات يتسلطون بشكل مزعج على الآسيويين خصوصاً، من هنود وغيرهم.

بالأمس، ذهبت مع أمي إلى الطبيب في موعد معتاد لها. يبدو أن بعض الأطباء باتوا يعرفونني. ولكن هذا الطبيب كان قد وجدني بالمستشفى في وقت الدوام حينما كنت أعمل في الجامعة، بينما كانت أمي تخضع لعملية في تلك اللحظة. تعرفني في ذاك اليوم وجاء ليسلم علي ويسأل عن أمي. كان هذا قبل أكثر من سنة ونصف، وكان قد علم بأني موظف في الجامعة. أمس، يبدو أنه نسي، حيث سألني إن كنت قد تخرجت من الجامعة؟ أفهمته الوضع الصحيح وأني متخرج منذ زمن طويل. هو من الأطباء القلة الذين يحسنون التعامل مع مرضاهم، رغم أنه رجل يتعامل برسمية، ولكنه يهتم بصدق، وهذا ما صنع له سمعة قوية.

لن أتمكن من الذهاب مع أمي في موعدها الآخر اليوم، حيث لأول مرة يتصادف أن يكون لدي موعد في نفس اليوم، ولا أستطيع الخروج من العمل مرتين للأسف.

لا أدري هل كل الناس يشعرون مثلي؟ ولو في بعض الأحيان؟ هل يشعرون برغبة بترك كل شيء والبقاء في المنزل للنوم والاسترخاء قدر ما يريدون؟ أتمنى لو كان لدي مصدر رزق ثابت، مثل بعض المحظوظين، وإن كان ما يدره بالشهر أقل من مرتبي الحالي، ولو كان نصفه، ليكون خيار ترك الوظيفة والبحث عن عمل ما أحب، أو حتى الاستراحة من الحياة، أمور لا تبدو مخيفة. إن المرء يتمنى أشياء أحياناً، ويعلم بأنه لن يقوم بها حتى لو أتيحت الفرصة، ليس لفضيلة في نفسه وتعفف عن الراحة، ولكن لخلل. أعلم بأني جربت نفسي من هذه الناحية، إني أطمح للأفضل، وهذه مشكلة لدى بعض الناس الذين يصعب وصولهم للأفضل المرضي لطموحهم بسبب طبيعتهم وظروفهم. جربت نفسي حينما تركت وظيفة الجامعة طمعاً بالأفضل، رغم ارتياحي للعمل هناك، ضحيت براحتي النفسية وأنا لا أدري ما أنا مقبل عليه، وليس الخلل في أنني لا أدري ما أنا مقبل عليه، ولكن، لعلمي بما تركت خلفي، فلو لم أكن مرتاحاً في الجامعة لرأيت الأمر يتحمل المخاطرة. بالواقع، لم أكن أبداً راضياً عن أمور كثيراً حتى حينما كنت بالجامعة أعمل. لا أحد راضٍ في هذه الحياة، ولكن رضاي ممتزج مع إرهاق، استنزاف وشكل من اليأس، لقد وصلت منذ فترة سنوات الآن إلى حالة أن كل شيء تافه صار مغرٍ، وكل حقيقي بقيمته صار تافهاً؛ صار دفء الشمس في مصلى كلية اللغات مغر للاسترخاء فيه ونسيان المحيط، وصارت هبة الهواء مغرية بترك العمل، والبيت والطعام، لتنفسها، والاستلقاء بأمان في طريقها، صارت السجادة على الأرض داعية للنوم لأن ضوء خافت من النافذه يضيئها. صار من الصعب للمهم أن يعني شيئاً، صار من الصعب للدنيا المادية أن تكون مغرية، أن تكون ملهاة. أمور كثيرة صارت تفي بالغرض بعدما كانت كفاف.

لكن لنفرض أني امتلكت الحظ والشجاعة، وبقيت حياً أصرف على نفسي من دخل ثابت وأنا مستريح بالمنزل. هل ستقبل بي فتاة للزواج؟ وبالواقع، لو كان لدي ابنة، هل كنت سأقبل أن أزوجها رجل كهذا؟.يوجد أمر خاطئ بالمعادلة، يبدو أني فاقد لتوازن المقومات في حياتي بشكل ما.

أفكر هكذا عموماً حينما أكون ناعساً ومرهقاً. ولكن هذا لا شيء أمام ما أفكر به كل يوم حينما استلقي للنوم.





قرأت اليوم في جريدة الشرق الأوسط عن رواية لصحافية نرويجية، اسم الرواية: بائع الكتب في كابل. وهي تتحدث عن بائع كتب حقيقي أقامت في ضيافته تلك الصحافية، وسط عائلته لفترة من الزمن. الرواية تنتقد هذا المضيف وتصوره منافق ذو وجهين، متفتح ليبرالي أمام الناس ولكن قاسِ وظالم في بيته. هكذا تتوقع من ضيوفك الغربيين. كانت قد بنت تصورها لأسباب ذكرت في المقال، لأن الرجل تزوج زوجة ثانيه وأتى بها إلى المنزل، بعد زواج دام لسنوات مع زوجته الأولى التي حزنت كثيراً كدأب النساء. إنه أمر لا نراه نقيصة في مجتمعاتنا المسلمة حينما يتزوج الرجل زوجة ثانية، ولا نراه ظالماً لأن زوجته بكت فقط، حيث أن رؤيتنا للظلم تتطلب ظلماً حقيقياً، مع التقدير الكامل لعواطف النساء وتفهم حزنهن. الأفغاني، الذي لا أدري عن حقيقته بالواقع، ولكني أدري أنه ووجه بما هو متوقع من هذا الجنس، غاضب مما جرى، ويحاول ملاحقة هذه المرأة قضائياً. تصر المرأة على موقفها في الرواية، وتدعي أنها رأت الظلم البين بعينيها، بينما يقول بائع الكتب بأنها فقط لا تفهم طبيعة المجتمع المسلم، ولا واجبته وأدوار أفراده، والتغاء الفردية فيه، كما يقول بأنها جائت إلى أفغانستان وهي تملك رؤية مسبقة، لديها إطار محدد، وضعته فيه هو وعائلته. وهذا ما يغلب على ظني أيضاً، حكاية القالب أو الإطار، هذا ما يجري بالعادة من الغرب ومن شابههم. لفت انتباهي خبث المرأة، أو على الأصح، المراوغة المتأصلة بالغرب، وذلك حينما طلب الرجل مقابلتها، قابلته بصحبة والدها، بقصد جعله يحترم وجود شخص مسن وربما يلين موقفه، لمعرفتها، ومعرفة الغرب عموماً بطبيعة رؤيتنا للأمور وتعاملنا مع حقائق الأعمار والظروف، وهذا أمر لم يكن ليخطر على بالها مثلاً لو كانت مشكلتها مع أحد أبناء جنسها، كذلك، لم يخطر في بالها الاحترام حينما كتبت في الرواية تصف أم الرجل العجوز وهي في حمام عمومي. لسنا وحدنا من لديه خصوصية لا يحترمها الغرب، ويقولبها ويجدها مادة للتشويه، وهي مجرد خصوصية. فمثلا، ألف شخص غربي رواية عن العائلة الامبراطورية في اليابان يشكك فيها بأمور كثيرة لا تليق من ناحية الانساب وأمور مشابهة، مع معرفة الجميع بخصوصية تلك العائلة الروحية لدى شعبهم، كما حدث مؤخراً في تايلند حينما كتب استرالي مقيم هناك، في أرضهم، رواية مس فيها بالذات الملكية، التي ينص قانون صريح لديهم بعدم المساس بها، ولكن بما أنه أبيض السحنة، ومن جنسية من عصبة جنسيات، فيحق له حسبما يتخيل أن يفعل ما يسيء للناس وشعورهم، ومع ذلك يخرج من الامر بسهولة، بيد أنه سجن قليلا، إلا أنه عفي عنه للأسف الشديد، على غير العادة مع الأجناس الأخرى. هؤلاء قوم يجري انتقاص الغير في دمائهم، يجري الاستفزاز في دمائهم، وهم مع ذلك من يتظاهر بتقريب وجهات النظر بين الخصوم. عموماً، ليس أقسى مما قامت به النرويجية بذلك الرجل، وخصوصاً من ناحية أمه، فهذه إساءة أكثر خصوصية، لو نظرنا إلى أن إساءتها تجاه ضيافته وأمور ديننا تتوزع علينا جميعاً. سرطان الجنس البشري، كما قالت إحدى مفكراتهم المنصفات.



الآن استهليت اسبوعي الثاني في مكان عملي الجديد. هل ستسير الأمور على ما يرام؟ عسى الله أن يكتب الخير والصالح.



البارحة، ذهبت لزيارة زميل دراسة في منزله. كنت دائما أعترف بأنه رجل طيب، ولكن لم أكن أرى في تواصلنا سهولة وسلاسة بشكل عام لاختلافات جوهرية بالطباع، ولسوء الحظ كذلك. عليه، تركته لفترة طويلة جداً وهو المبادر للتواصل، دون أن أكون فعالاً في الأمر بأي طريقة. وأعجب الآن، كما دائماً، من مثابرته على هذا، وعدم تخليه عني وعن علاقتنا الأشبه بالعابرة، الخالية من الأمور المشتركة سوى في التخصص. في السنوات الأخيرة خاب ظني بالكثير من الناس، حتى بدأت أفقد روح المبادرة شيئاً فشيئاً، وفي مثل هذا الزمن الذي يتقطع فيه حتى الأقارب، فقدت الرغبة حتى في التواصل المجامل مع مجموعة كبيرة من الناس، ولم أعد أكترث لاهتمام أياً كان على الأغلب. ولكن كانت هناك دائما تلك الحالات الاستثنائية، التي بادرت أنا فيها وثابرت وتعلقت ورعيت الأمل، ولكن، دون جدوى، فالمرء يحصد ما يزرع. لم يكن هذا الزميل على أي حال ضمن مبادراتي، كنت أفضل أن أترك الأمور على عاتقه، لأن في كل مرة أحاول أن أساهم بالأمر يحدث أمر لا يعجبني، فتركت الأمور مائعة لا شكل لها من طرفي. هو رجل مختلف، ذكي ولكنه أحمق قليلاً، جلف أحياناً، ولكنه طيب جداً و ودود، ولديه فائض من المقومات الظاهرة التي تجعل من الآخرين يحبونه بسهولة، على أنها ليست مقومات سحرية، فهي أشبه بأمور رياضية يمكنك حسابها. لم أبادر أمس اعتباطاً، بدأ الأمر قبل فترة أكثر من شهر، أو حوالي شهرين. كنت في ذلك الوقت في كوفي شوب، مع أصدقاء تعرفت عليهم في موسم الحج، حينما لمحت رجل يشبه زميلي هذا تمام الشبه، إلى حد لا يصدق، ولكن بالنظر إليه أدركت أنه ليس هو. لكني تذكرت زميلي على أي حال، فأرسلت له رسالة أسأله بها عن حاله، وهذا أمر لم أقم به من قبل. ونظراً لطبيعته السمحة والمحبة للتواصل، توقعت أن يرد علي بسرعة، ولكنه لم يرد أبداً. فكرت بأنه ربما مشغول، مع أنه لا يبدو من النوع الذي قد يشغله شيء لمدة طويلة. بعد فترة ليست بالقصيرة، انتقلت إلى مكاني الجديد في الفرع الرئيسي من الوزارة، والوزارة ملاصقة لمقر عمله، صدفة عجيبة، هذا العمل قربني من شخصين مميزين الآن بشكل غريب. كان يجب أن يعلم بأني انتقلت إلى جواره، فلست أتخيل أن أجده بعد أشهر مصادفة ثم يعلم بأني لم أخبره طوال هذه المدة رغم وصاله، فهو يزورني حتى في مقر عملي بالجامعة حينما يأتي لأمور تخصه. اتصلت فيه مرة أو مرتين ولم يجب. أحسنت الظن مع ذلك، فأنا أثق بطبيعته، وقررت قرار على ضوء ثقتي هذه، الأولى من نوعها، قررت أن أذهب إليه في بيته لأراه. هناك خرج وسلم، ودعاني للدخول ولكني فضلت أن نخرج بالسيارة، لأني أتيت من غير موعد فقد لا يكون مستعداً لاستقبال أحد، لم أقل هذا بالطبع. علمت بأنه انشغل فنسي الرد على الرسالة أو معاودة الاتصال، وهذا حدث مع آخرين كذلك، بسبب دراسته الجديدة بالجامعة. بطبيعة الحال، لست من أولوياته، فقدرت هذا، وكان ظني صحيحاً، أنه مشغول فقط. تحادثنا كثيراً، بأمور مختلفة، لكنها لا تخرج عموماً عن السياق المعتاد في كل مرة. كنت دائماً أشعر بأن هذا الرجل لديه سر يهمني بشكل خاص سماعه، لا أدري لماذا، ولكن يبدو عليه دائما بأنه يخفي عني على وجه الخصوص شيء معين.






يوجد شعور طيب يداهمني في لحظات معدودة من حياتي، في لحظات أكون فيها في ورطة أيا كان نوعها. وأنا لا أتوقعه، وحينما يداهمني أكون ناسياً لإمكانيته من الأساس، وهكذا، يكون مداهمة. آخر مرة شعر بهذا الشعور كان قبل انتقالي للمكان الجديد، في أوج نفسيتي المتعبة وإحباطي. كنت في الليل أحمل كالعادة هم صباح الغد، حيث سأذهب إلى العمل الذي أكره بشدة. شعرت فجئة وكأنما شيء داخل نفسي يقول كل شيء سيصير على ما يرام. كان شعور قصير، بهذا الاقتضاب والمباشرة. تأملت توقيته المباغت، وتفكرت بأني لم أشعر به منذ زمن بعيد جداً. فكرت بأن أنتظر وأرى. في الغد أو اليوم الذي يليه، تيسرت أموري للانتقال من المكان ولله الحمد. لم أجد هذا الشعور كثير في حياتي، وأشعر بأنه يأتي من خارج نفسي، وبالتأكيد من خارج إرادتي. أعلم بأنه شعور يرد بعض الناس أيضاً. ولكن الآن، يجب أن أنساه حتى يداهمني مرة أخرى، أليس كذلك؟ كم سيطول الأمر وكلي أمل...



لست معتاداً بعد على نظام بلوجر في التدوين، ولا على خياراته، كما أن قوالبه المعربة ليست بكثرة قوالب الوردبرس، ولكني كنت دائما أفضل منتجات جوجل وأفضل خدماتها. مع أني أشعر من بعد قراءة بعض الأمور أنها قد تشكل كارثة لبعض الناس المعتمدين عليها، كما حدث حينما حذر تقرير من استخدام متصفحها. ولكن الكل مفتون في هذه الشركة، وكيف لا؟ وهي لا تبيع شيئا للمستخدمين، وتقدم خدمات كثيرة لهم بالمجان، وتفيدهم في أبحاثهم واهتماماتهم بشكل غير مسبوق. فأنا على سبيل المثال أكتب الآن من محرر مستندات جوجل التابع لحسابي، وأنشر على مدونتي عن طريقه مباشرة دون أن أسجل دخولي في بلوجر. أرجو أن أتعلم كيف أعدل بشكل جذري على شكل المدونة، مع أن تعديل الألوان والأشياء المشابهة يسير كشرب الماء. أخطط الآن لشراء اسم خاص لمدونتي، فحتى لو لم أستمر، اعلم بأني في مرحلة ما سأستفيد منه إن شاء الله. ما لا يعجبني، هو عدم قدرتي على تغيير الخط في قمة المدونة الذي يحتوي على خانة للبحث. هذا أكيد ضريبة المجانية.



سعد الحوشان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما رأيك بالقول؟