الخميس، 19 نوفمبر 2009

غارق في ساعة مائية(أحداث،أفكار،ساعة جديدة،قصائد)

بسم الله الرحمن الرحيم
 


اشتركت في دورة قبل أيام، وللأسف، لم يكن قراراً صائباً. مع كل الهذر الذي تجدونه هنا، يمكنكم رؤية أني لا أعاني من مشكلة في الكتابة، ومع تأليفي كذلك لرواية، وقصص، وقصائد،، مع ذلك، المقرود مقرود، إذ سجلت في دورة اسمها: الكتابة السريعة. فكرتي كانت: طيب، أستزيد، وأتعلم الطريقة التي تكتب بها البحوث العلمية والتقارير الرسمية، كما في الإعلان. لم أكن أثق أبداً بأمور التطوير الذاتي الدارجة، لكني ظنيت أن هذه الدورة أكاديمية. ورغم أنها تشغل ثلاثة أيام، إلا أنها بـ1100 ريال. في اليوم الأول، ضاع الكثير من الوقت على التمطيط السخيف، والتوعّد بالفائدة وتغير الحياة بعد الدورة!(المدرب سوري أو أردني، على الأغلب سوري) شعرت بتفاهة الأمر، وندمت على المبلغ المدفوع. لكني تعرفت عموماً على شخصين أو ثلاثة رائعين في ذلك اليوم. كان المدرب يناقض نفسه، وهو على ما أعتقد مدرب على جانب من الشهرة، كذلك له كتب مطبوعة، اسمه أشرف غريب. ووجدت أنه يعطي معلومات مغلوطة حسب رأيي. كان الحضور على مستوى جيد من حيث المؤهلات والأعمار. غالبيتهم رجال ونساء كبار (يوجد حاجز، لا نرى النساء ولا يريننا) وقلة قليلة هم طلاب الجامعة والشباب الصغار، كان معنا دكاترة، وأخصائيات تربويات، وموظفين مهمين، ودارسين، ومقبلين على أبحاث، وهؤلاء الأخيرون على الأغلب جاؤوا لنفس السبب الذي جاء بي، وخرجوا خائبي الظن على الأغلب. بدى أن الأمر لعب على الذقون، ولكني استمتعت بصحبة من معي. وبدأ المدرب يعطي مسابقات، وجلسات استرخاء أشعرتني برخص الأمر تماماً، ولا أدري كيف شعرت حينما رأيت البعض يغمضون أعينهم بانسجام مع تعليماته وعباراته المضحكة. إن التطوير الذاتي، هنا على الأقل، ليس لي بكل تأكيد. أخبرت زملائي، الذين كانوا متحمسين للتطوير الذاتي ودوراته، مثل طرق التفكير والخرابيط السبعة، أخبرته بأني أعتقد بأن كل هذه الأشياء عبارة عن نصب. صدموا لقولي، ولكنهم قالوا بأنها وجهة نظري بالنهاية. طلب منا المدرب أن نكتب نصاً من خمسة أسطر على الأقل. لم أجد ما أكتبه، خصوصاً بمزاجي خائب الظن، غير الجاد تجاه الأمر. كتبت قصيدة:
خمول...
وعمر يطول...
وحلم بتول...
يصول في قلبي ويجول...
لكن الأمل خجول...
لكن...
ماذا بعد؟. 

ثم فوجئت بالمدرب يطلب منا تبادل نصوصنا مع شركائنا على الطاولة، يا الله!! تمنيت لو أنه تكلم مسبقاً. أعجبت القصيدة زملائي، وكانت كتابة قصيدة تشكل مفاجئة بالنسبة لهم. اختارني زملائي لاحقاً لدور معين، حيث يختار كل أهل طاولة أحدهم ليرى صورة ويصفها لهم، وهم يرسمونها. وصفتها، ونجح احدهم تماماً برسمها. ولكن المدرب قال بأنها كلها خاطئة. كان الوقت يبدأ بالرابعة والنصف إلى التاسعة والنصف. وضاع الكثير منه على أحاديث جانبية سخيفة، مثل وضع الأجانب بالسعودية ( في دورة كتابة!!) ومعاملة الناس مع الفروق الاجتماعية(!!). ما أشكل معي، هو أن الأمر لا يتعلق بأكثر من 3 أيام، لو كان فصل دراسي من بضعة أشهر

لكان نقاش مثل هذه الأمور في أوقات الفراغ مقبولاً في بعض الظروف النادرة. خرجنا مرتين للصلاة، وفي المرة الثانية، في صلاة العشاء، كنت قد تركت الورقة الفارغة التي تدل على أني مرشح طاولتي، ولما عدت، وجدت أحدهم قد كتب عليها رقم جوال (!!) ثم غير رأيه وحذفه (!!!) بدا الأمر غير منطقي، صبياني إلى حد بعيد. دارت لاحقاً علينا ورقة، فيها أسماؤنا، وأرقام جوالاتنا، لنوقع عليها. بحثت عن الرقم، ولكني لم أتمكن من التعرف عليه، لشطب بعض الأرقام منه بشدة.
قبل ذلك اليوم، كانت ابنة اختي ذات الخمس سنوات قد آذت عينها بسكين على نحو غير بسيط، وكنا قلقين حقاً عليها. أعطاهم مستشفى العيون التخصصي موعداً في يوم الاثنين، اليوم الموافق لليوم الثاني من دورتي، وما أشكل عليهم أن أختي لديها موعد بالمستشفى بنفس الوقت، فتكفلت بأخذ ابنة أختي للموعد. استأذنت من العمل، وأخذت الفتاة، وطمأنتنا الطبيبة ولله الحمد على عينها، أخبرتني بأن القطع التأم، ولا خطر على بصرها. قالت بأن لا حاجة لموعد آخر، ولكن أمام أسئلتي وقلقي أعطتنا موعد يوم الاربعاء لأطمئن. بعد الموعد كان الوقت يسمح بالذهاب إلى الدورة، ولكني كنت مرهقاً إلى حد غير عادي، فلم أنم منذ يومين بشكل جيد، فتركت الدورة لذلك اليوم. اتصل بي المنظمون، يطمئنون، ويسألون عن صحة إملاء اسمي بالانقليزية لأجل الشهادة.
حينما جئت أمس، سأل عني بعض زملاء الدورة، كانوا لطفاء حقاً.
كان اليوم الأخير سخيفاً من جهة المدرب، لكني استفدت كثيراً من الزملاء. أحدهم ذو تجربة في النشر، والآخر على اطلاع على بعض الأمور الخاصة بإعداد الكتاب للطبع. بينما آخرين كانوا على جانب جيد من المعرفة بأمور أخرى مثيرة للإهتمام. وزعوا علينا بالنهاية نموذج لتقييم الدورة. كتبت معلوماتي، ثم كتبت انتقاداتي، وأني لم أستفد أبداً من اليومين التي حضرت من الدورة، وأن المدرب متناقض ويخرج من الموضوع كثيراً. كنت في قمة ندمي وشعوري بالمرارة، فكتبت أخيراً: تمنيت لو اشتريت ساعة بثمن الدورة. شعرت بأن الأمر تعدى حده في القسوة، ولكن كان هذا الشعور بعد تسليم النموذج للأسف.




قرأت اليوم في جريدة الرياض رد لسفير بريطانيا لدينا، وهو يتكلم عن افتتاحية الجريدة قبل اسبوع، حيث لم ترقهم تلك الافتتاحية التي تتكلم عن رغبة الدول الغربية، ومن بينها بريطانيا، بتوريث فلسطين لإسرائيل، وازدراء الإسلام ورموزه فيها. هو يتحدث عن دور المسلمين هناك والمزايا الممنوحة لهم في بريطانيا، ويقول بأن لديهم مساجد ومصليات يفوق عددها ما يوجد في بعض الدول الإسلامية ربما، وأتصور بأنه يتكلم عن تونس على الأغلب، حيث التعصب العلماني، أو ربما تركيا، وهي حالة مماثلة. وهو يقول بأنه مثلما لا ترضى السعودية بسحب تهمة الإرهاب على كل المسلمين، فإن بريطانيا لا ترضى بسحب تهمة إزدراء الأديان عليهم. حسناً، نحن نعاقب الإرهابيين، نقبض عليهم بإسم مبدأنا الإسلامي، هل هم يقومون بالمثل، يوقفون الوقحين الذين يتعدون على معتقداتنا؟ إذا كانت الحكومة البريطانية لا تقوم بذلك، وتصمت إزائهم، فلماذا تتكلم الآن وتعترض؟ حينما يقومون بمثل ما نقوم به، عندئذ، يحق لهم الإعتراض. وبالواقع، أنا أتهم الحكومة البريطانية بنفس التهم التي تتهمها بها جريدة الرياض، ولست أتهم كل الشعب البريطاني، وبالتأكيد لا تقصد جريدة الرياض هذا، وأساساً، هذه فكرة غير واردة لدى كل الناس هنا، بينما في بريطانيا والغرب بعمومه، يسحب الإرهاب على كل المسلمين، هذا فرق حضاري شاسع بيننا وبينهم. إننا كذلك في السعودية، ننافح عن الإسلام، عن مبدأ وطريقة حياة لكل الناس المسلمين، وليس عن حكومتنا وشعبنا فقط، بينما البريطانيين يتحدثون عن حكومتهم، ولا يريدون أن يمسها شيء، ولو كان الأمر يخص حكومة غربية أخرى لها نفس مبادئها لما تكلمت، رغم أن الخلل بالمبدأ نفسه، وعليه، إن مقاصدهم ودروبهم غير نبيلة من الأساس، عكسنا.
كما أنهم يقارنون أشياء مختلفة عن بعضها، وهم وقحون بهذا.
يتهم البعض جريدة الرياض بأنها تغريبية ولها مقاصد سيئة. قد يكون لوجود بعض العينات فيها دور، كما أنها في بعض الفترات تبدو متحيزة حقاً، ولكن، هذا لا يجعلها ذات مقاصد سيئة على الدوام. 



أضفت في اليومين الأخيرين ميزات جديدة إلى المدونة، أو ربما ميزة، وميزة أخرى مترتبة عليها. الآن، يمكن الاشتراك في مدونتي، رغم أنه لا توجد مميزات كبيرة للأمر، فلا زال القارئ يمكنه التعليق حتى لو لم يسجل، إلا أن الأمر لن يخلو من ميزات إن شاء الله. عند الإشتراك، سيكون التواصل أسهل بين المشتركين الآخرين من المهتمين بالمدونة وبين بعضهم، ومعي كذلك. كما ستظهر روابط لمواقعهم ومدوناتهم، مع صورهم الرمزية. بالإضافة إلى الاشتراك في نشرة أنوي إعدادها وإرسالها دورياً إلى المشتركين إن شاء الله.
لا يوجد غير متشرك واحد حتى الآن، ولكني آمل أن يشترك المزيد من الناس، فأنا أعلم بأن هناك بضعة أشخاص، من بين "البضعة" الذين يعلمون عن المدونة ويقرأونها، لا يعلقون. كذلك، وضعت خانة يمكن أن يسجل المرء عبرها بريده، لتصله تحديثات مدونتي أولاً بأول.






إن تكاليف السيارة تتضاعف. لقد انتهى أمر الحادث ولله الحمد، لكني تكلفت الكثير في أمر الصيانة العادية، حيث أردت أن أصلح كل شيء في سيارتي التي أقدرها كثيراً. لست من النوع الذي يجد صعوبة أو غضاضة في الصرف جيداً على سيارته، فهي بالنهاية أشبه باستثمار بالنسبة لي، هي وسيلة حيوية لأي شيء أود إنجازه، أو أكثر الأشياء، فإن لم تكن على ما يرام، ستتعطل الكثير من الأمور. لكن مشكلتي مع الوكيل السيئ، وكالة عبداللطيف جميل. إنهم ليسو لصوص فقط، ولكنهم لا يوفرون القطع المطلوبة في الوقت المطلوب. هو يتعامل مع ماركة ديهاتسو بلا اهتمام مقارنة بتويوتا، ولا أدري لماذا أخذ الوكالة وهو سيكون مهملاً هكذا. أحب سيارتي إلى أقصى حد، فهي جميلة ومتطورة وجودتها لا توصف، استهلاكها للوقود قليل إلى درجة مضحكة، خصوصاً بالمقارنة بالسيارة التي استخدم حالياً، سيارة أخي الأخرى، النترا، التي تشرب البنزين كما يشرب أحد أخوالي القهوة (ما شاء الله، لقد كنت أحمل هم تقديم القهوة حينما يكون في بيتنا، حيث يصبح الأمر متعباً). كما أن التأخير أحرجني مع الميكانيكي، يبدو أنه يعتقد بأني مهمل، يا الله.
ذهبت أمس، ووجدت أن الوكيل لا زال لم يوفر لي جميع القطع. كان الميكانيكي اتصل بي أمس يحثني على الاستعجال، مما احرجني. فقررت أخذ المتوفر، حتى لا يتصور بأني أهملت الأمر. إن الوكالة بائسة، والموظفين باردين، وقد ترك أحدهم بقية القطع بلا طلب حتى يحضر موظف آخر في اليوم التالي ليطلبها، مع العلم أن المدير وجهه ليطلبها بالبريد. مع ذلك، اكتشف هذا الموظف أمس، وهو سوداني، أنهم قد أخذوا مني مبلغ زائد مقابل القطع، وأعطاني فاتورة لأستعيد بقية المبلغ. ماذا لو كنت قد استلمت كل القطع في أول يوم، لو كان الوكيل جيداً، هل كنت سأذهب وأخسر حوالي 360 ريال؟ عموماً، أخذت ما توفر من القطع، وذهبت إلى ورشة الميكانيكي السوري. وهناك حينما توقفت، خرج من ورشة مجاورة رجل يجري، والنار تشتعل ببنطلونه، بينما يلحق به الناس ليطفئوه. كان منظر مروع، وقد هب الكثير من العاملين الأجانب في الورش الأخرى للإنقاذ، ورأيت شاب سعودي يحمل سطلاً من الماء ويسكبه على الرجل. رأيت الرجل يتخلص من بنطاله الذي اشتعل بشكل غريب بعد إطفائه على ما يبدو، ثم اشتعلت الورشة نفسها. هرب بعض الموجودين بسياراتهم من الورش المجاورة خوفاً من انتقال النار. خرج فجئة من الورشة التي أتعامل معها الميكانيكي السوري الذي أثق فيه، يجري بكل جلافته وضخامته نحو النار ببطولة مذهلة، وهو يحمل طفاية الحريق، ودخل إلى الورشة التي هرب منها الناس. فكرت بأنه رجل بطل يستحق الإعجاب والتقدير. تبعه بالطفايات عدة أشخاص من ورشته، أتصور بأن ورشته فقط هي المستعدة لمثل هذه المواقف على نحو يثير الإعجاب. تم إطفاء النار، وعاد يسعل. صافحته، ودخلت في الموضوع سريعاً. وأخرجت القطع المتوفرة وأنا أشرح له الظرف. انحنى ليطل بالكيس ويفتح العلب. في تلك اللحظة، نظرت إلى رأسه الغريب، الذي يغطيه شعر أشقر ملتف في حليقات، بدا رأسه طرياً، وكما أشعر دائما حينما أرى رأسه من الخلف خصوصاً، شعرت برغبة عارمة بالإمساك به وضغطه لأتأكد، أو لمجرد الاستكشاف، لا أدري، ربما أحب هذا فقط، وهو شعوري يخامرني لدى رؤيتي لبعض الأنواع من الرؤوس المميزة. أتذكر بأنه كان في الكلية دكتور ياباني، له شعر غير معتاد بالنسبة لليابانيين، أو بالواقع كان شكله مختلف ككل، وقد قرأت لاحقاً عن عرقية اضطهدت تدعى الاينو في اليابان، ولها نفس أوصافه من بشرة حمراء وشعر أشقر مجعد. أتمنى لو لمست رأسه وتفحصته، فقد كان فريداً.
أخبرني بأنه لم يكن يوبخني أو متضايقاً حينما اتصل، لكنه اتصل بدافع الحرص، حيث أن وجود السيارة في الصناعية لمدة طويلة أمر خطير، وهو يخاف أن تسرق اللوحة مثلاً، أو تتلف الصبغة الجديدة. أخبرته بأني أعلم بأنه ليس غاضباً، ولكني محرج منه. سألني إن كنت قد رأيت السيارة؟ لم أرها. فطلب من أحد عماله إحضارها، وبدت رائعة جداً كالجديدة من الخارج. وقد ضحت وبانت سعادته بفرحتي ورضاي بما تم إنجازه. بالواقع، بدت حتى أفضل مما كانت عليه. قبل أن تأتي السيارة عرض أن يشتري لي شايا أو قهوة من بائع جاء، ولكني أخبرته بأني لا أشرب. تكلمنا عن بعض الأمور، منذ متى وهو هنا؟ وأشياء من هذا القبيل. إنه شخص جيد على ما يبدو لي. ربما أحياناً أجده جلفاً، ولكن، هذه هي طبيعته، ولا ضير إن كان أميناً وطيباً.





قررت قراراً، كنت متردداً حياله منذ فترة طويلة. يتعلق الأمر بساعة غريبة من ماركة كارديال. سبب حسمي الأمر أخيراً؟ نكاية بنفسي الأمارة بالسوء، قررت هذا بعد الدورة السخيفة التي حضرتها. لم يكن لدي خلاف أن أشترك في دورة دون التأكد الكافي منها، وهذه ليست عادتي، ولكني خالفت مبادئي، واشتريت دورة لا تستحق ريالاً. سأشتري الساعة لأني أريدها، ولن يهمني ما تقوله نفسي مثل: لديك ساعتين تبدل بينهما باستمرار، أو، السعر مرتفع على ماركة غير معروفة. هي ماركة سعودية، تشتري التصاميم وتصنع في الخارج. قيل لي أن مكينة الساعة سويسرية، وهي أصلاً مكينة مختلفة عن أي شيء موجود في الساعات كما سترون إن شاء الله، وهي مجمعة في كوريا. ومضمونة مدى الحياة.




إذاً، وصلت إلى الجزء الذي وعدت، دون أن يطلب مني، أن أتحدث عنه. يمكنكم الرجوع إلى نقاشي والأخت آلاء في التدوينة السابقة. يدور الأمر حول حقيقة أني حساس تجاه النظرات والأقوال. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتصور أحدهم هذا الشيء عني، بالواقع، لا أستطيع حتى عد من تصوروا هذا الشيء عني، وأنا أتفق معهم بكوني حساس تجاه بعض الأمور، لكن، أختلف معهم بتعريف الحساسية، والإنطباع المتأتي عن كوني حساساً، عن حقيقة حساسيتي وما تصنع بي وبمن حولي. لم يتح لي شرح رؤيتي للأمر سوا مرة واحدة على ما أتذكر، وشرح الأمر مرة أخرى هنا قد لا يعني الناس بما أنهم لا يعرفونني، وليسوا أصدقاء حقيقيون، وأنا نفسي لست مهماً حقاً. ليكن الأمر توضيح وجهة نظر مغايرة عن المعتاد فيما يخص الحساسية ومعناها.
قبل فترة، كنت أتكلم مع شخص مميز، سألني إن كنت حساساً؟ وقد كانت هذه ملاحظة أكثر منها سؤالاً. رددت بأني حساس بالفعل، ولكن ليس بالمعنى الدارج الذي يخطر مباشرة على بال الناس، أنا حساس، ولكني لست بغضوب. أنا حساس من حيث الدقة والشعور بالتفاصيل. أتصور بأني حساس تجاه نظرات الناس وأقولهم، وتجاه الأشياء التي أراها وأسمعها وأقرأها، من حيث النظر، قدر الإمكان، إلى خلفية الأمور، دوافعها، معانيها الحقيقية، وكل ما يتصل بها من معلومات، لأتوصل إلى أفضل فهم ممكن للأمور، حتى تكون ردة فعلي محسوبة، وفهمي صحيحاً. قد أرد ردة فعل خاطئة، حدث من قبل، لكن لا أتذكر بأن قرائتي للأمور كانت خاطئة، ربما لندرة خطأها، إنما الخطأ يكون لعدم الخبرة بالتصرف الصحيح. ولكن الحساسية هذه تسمح لي بتحسين ردود فعلي مع الوقت، وتحسين فرصي، والتفاعل مع الناس بالطريقة الصحيحة، وأن لا أكرر الأخطاء بقدر الإمكان. كنت أقرأ نصاً مع صديق لي بالسابق، وكنت أشرح ما يعنيه كاتب النص، وما دافعه كما يبدو لي، وما شعوره الذي دفعه للكتابة هكذا، أخبرني ذلك الشخص بأني دقيق جداً، بشكل يفوق الحد المطلوب، فوجئت برؤيته لي هكذا، فأنا أعتقد بأن عدم فهم الأمور بشكل كامل يجعلها بلا فائدة غالباً. نعم، أنا حساس، وواعٍ أكثر من المعتاد تجاه محيطي والناس، ولكني أحب هذا، وأعتبره موهبة أتمنى أن لا أخسرها. أحب حقيقة أني حساس حسب فهمي للحساسية، أحب ذهابي إلى أبعد حد ممكن من معاني الأمور، ثم تقييمها والشعور بها. هذا من الأمور التي أخبرت فيها ذلك الشخص، صاحب الملاحظة السؤال حول حساسيتي، وأخبرته كذلك بأن كوني حساساً يسمح لي بفهم حاجات الناس الحقيقية، والتعاطف معهم على نحو أفضل، ويسمح لي بعدم جرحهم، والتأدب معهم، وتحسين أمورهم. أحب أن أفهم الأمور أكثر، وأشعر بها.
إن حساسيتي لا تعني معاناتي، وأخذ كل شيء بالحسبان، ولكنها تعني الدقة وتحسين الأمور قدر الإمكان.
في الدورة، أعطى المدرب أمثلة عن مجالات الكتابة، وقد شعرت بفشل الموقف وسخافته، حينما ادعى بأن ألف ليلة وليلة "نصب" (!!!!!111!!1!!1!!1) يا للسطحية الموجعة. إنه لا يتحلى بأقل قدر من الحساسية، وهذه هي الحساسية التي أتحدث عنها يا أخت آلاء، ولكن على نحو أعمق وأكثر تماشيا مع كل مجالات الحياة.
أن يكون المرء حساساً حسب فهمي، يعني أن يلاحظ جمالاً لا يلاحظه الناس بالعادة، والأمر مثله في غير الجمال، ولكن، ألا يهم الجمال والخير بالدرجة الأولى؟ 
أرجو أني أوضح الأمر، فأنا لست بواثق رغم كل الهذر أعلاه، ولكن، أرجو أن تكون الأخت آلاء قد فهمتني على الأقل. 
 فأنا حساس، وسعيد بذلك وإن حوى سلبيات كأي شيء آخر، ولا أساوم على موهبة إحساسي بأي شيء.


تذوقت قبل قليل أطعم برقر أتذكر أني تذوقته. هو محل جديد قرب المنزل، اسمه برقر هاوس. كنت أود تجربته منذ أن أفتتح، ولكن بعد العمل أجده مغلق دائماً، وفي الأوقات الأخرى تختلف المشاريع. هو يوجد على طريق الملك فهد في جهة حي الصحافة، قبل مكدانلدز. أسعاره ليست رخيصة كما قد يتصور البعض من مطعم برقر سعودي، ولكن ليست غالية كذلك. كان أفضل برقر بالنسبة إلى هو تربل سفن، أو ثلاث سبعات، وهو سعودي كذلك، لم آكل فيه كثيراً. ولكن هذا، الجديد، أفضل منه بمراحل.  يجب أن تجربوه للضرورة القصوى.




أخذت سيارتي اليوم الأربعاء، الحمد لله. كانت مسألة محرجة ومزعجة من جهات كثيرة، ومريحة من جهات أخرى. مريحة لاطمئناني على سيارتي مع الميكانيكي الطيب الذي أثق فيه، وكذلك لوجود سيارة بديلة، ومقلقة بسبب الوكالة السيئة عبداللطيف جميل، الذين أخروني اسبوع بأكمله لأحصل على قطعتي غيار. بدا الجميع هناك متذمراً، والموظفين غير محترفين، وباردين، وأغلبهم لا يتقن فن التعامل. تسببوا بإحراجي مع الورشة بسبب التأخير. أعلم بأن سيارتي هذه هي آخر سيارة أشتريها من هذا الوكيل. كذلك، وجدت نفسي أعتذر منهم لأني لم أحضر الفاتورة لآخذ آخر القطع التي تأخرت أسبوعاً، مما جعلني أشعر بأن رأسي عبارة عن قدر مطازيز يبقبق من الأعلى، من فرط القهر.
ذهبت بالبداية لأعطي الميكانيكي المبلغ وبقية القطع، التي سيركبها خلال ساعتين ثم آخذ السيارة. في مكتبه في بطن الورشة، تكلم بالجوال مع عميل مخادع على ما يبدو، وعصب الميكانيكي كثيراً، والسوريين عموماً إذا عصبوا يصبح وجودهم مزعجاً ومقلقاً، ولكن، سرعان ما هدأت الأمور لحسن الحظ، وانتهت المكالمة على خير، ليشرح لي الميكانيكي الطيب العصبي، حقيقة القصة. بعد نقاش حولها، حسب المطلوب مني دفعه، وأعطيته إياه، ولم أفاصل. كنت قد فاصلت في البداية مع الباكستاني السمكري، وكنت محرجاً من التأخير الحاصل، والقلق الذي سببته وسيارتي لهم طوال حوالي اسبوعين كان من الممكن أن تختصر، لو لم يكن الوكيل عبداللطيف جميل. خرجت على أمل اللقاء في الساعة التاسعة. كالعادة، وجدت العمة (أختي) تنتظر بالمنزل من يأخذها إلى... مكان ما، أي مكان، قد يكون هذا المستشفى، قد يكون محل تجاري، قد يكون منزلها لأنها نسيت شيء كالعادة، قد يكون مجلس الوزراء، ولكن، كان المستوصف هذه المرة، واتصلت بابن أختي الأخرى الذي كان سيحضر لأخذها، مبشرة بحضوري وانتفاء الحاجة إليه. شرحت لها بأني يجب أن أذهب في التاسعة إلى الورشة لإحضار سيارتي، انطلقت تعابير التخفيف من الأمر وتقزيمه منها ومن أمي، حيث كن واثقات من العودة من المستوصف باكراً. لم نعد إلا بعد التاسعة بكثير. وهناك رأينا إعلان مضحك في المستوصف:
 على حد علمي، إدارة المستوصف مصرية.

بعدما عدنا، انتظرت سائق أخي، وأخي بجانبي(!!)، ليوصلني إلى الورشة. وتأخر السائق مما وتر أعصابي، وقلتها صريحة أخيراً، وهي من المحرمات في عرف إخواني:"ياخي وصلن أنت!!!!" كانت صدمة بالنسبة إليه، يمكنهم طلب هذا مني، لكن أنا أطلب هذا؟!؟!؟! عسى الله ألا يخسف بنا. كان الطلب مفاجئاً، ولم يستطع أخي الإجابة عليه بسرعة لعظم الذنب على ما يبدو، ولكن، الله غفور رحيم، وما دخل الرفق في شيء إلا زانه، فأجاب متردداً بأن السائق سيأتي الآن، وأنه مشغول و... طيب، سيوصلني إن لم يحضر السائق. المشكلة هي أن الورشة ستغلق أبوابها قريباً. يسري لدينا قانون يطلبق بحذافيره، صغير القوم، ليس إلا خادمهم. قد يوجد إخواني مثلاً بالمنزل، بينما أنا بالخارج أقوم بأمر ما، وحينما يطلب والدي شيئاً، سيتصلون بي لأعود وأفعله، حدث هذا كثيراً. جاء السائق أخيراً، وكم وددت لو انقضضت عليه وخنقته لفرط قهري من تجاهله(هل تتخيلون أنه حينما يسألونه لماذا تأخر أو أين هو يقول بأنه يسوي قرقر مع صديق؟! هكذا:قرقر) ركبت صامتاً، وتحركنا، فجأة، سلك طريق أبعد، سألته: ليش رحت من هنا يا زبير؟! قال: هذا أحسن، أسرع. صمت، وأنا أود لو أكلت نفسي من التوتر، والأحراج من الميكانيكي الذي أبدو في عينه الآن مجرد شخص مهمل وبائخ. وصلنا وصرفت السائق، الذي للأمانة شخص طيب بقدر ما أعرف عنه ولطيف وخدوم، سوا أنه مهمل أحياناً، ووجدت الميكانيكي قد طلب من أحدهم أن يغسل سيارتي...هل أستحقُ هذا؟. تكلمنا، واستأذن حينما جاء أحدهم وأخذه إلى مكتبه ليعطيه فواتير. حينما فرغ العامل من غسل سيارتي، ذهبت إليه مودعاً، ولم يكن يكفي أن أقول شكراً، الكل يقول شكراً، حتى فقدت قيمتها، شعرت بأنه يجب أن أخبره بشيء يعبر عن تقديري الحقيقي، حتى لو كان بلا قيمة حقيقية، إلا أنه أمر قيم لدي، أخبرته بأني كتبت عنه في موقعي على الانترنت(لا أعتقد بأنه سيفهم لو قلت مدونة)، شكرني جيداً. أنصح بورشته كثيراً، ولكني أتصور بأن أكثر المطلعين على المدونة فتيات، لسوء حظه. على أني مستعد أن أصفها لمن يريد أن يذهب إليها.



عاقبت نفسي، أو كافئتها، لا أدري، لكني أعلم بأني سعيد بالأمر. اشتريت الساعة أخيراً. وقد لا يجدها البعض جميلة، ولكنها غريبة بكل تأكيد، وجميلة في رأيي وحسب ذوقي. هذه صور عموماً، رغم أنها لن تظهر كما هي بالواقع لسوء الكاميرا.



اشتريتها من كارديال، وهي ماركة سعودية. قالوا لي بأن مكينة الساعة سويسرية، والتجميع كوري. وساعات كارديال مضمونة مدى الحياة. يجب أن أعتاد على طريقة قراءة الوقت، فهي محيرة قليلاً، ولكن في البداية حسب تجربتي مع الساعات المختلفة.





في الأسبوع الفائت، طلب مني ترجمة إعلان للعمادة ليراه المراجعين. حينما ترجمته اكتشفت بأن أحدهم أعطى المترجم الآخر نفس الورقة لترجمتها. وقد أزعجني الأمر، تضييع الوقت بهذه الازدواجية. طلب مني أن أختار أي الترجمتين ستعرض للناس. لماذا أكذب؟ لقد رأيت أن ترجمتي هي الأفضل والأنسب، لكن، كانت الترجمة الأخرى تفي بالغرض أيضاً، رفضت أن أختار، وعرضت أن أترجم الصياغة لهم فقط. كانوا يخيلون بأن ما يوجد باللغة العربية نفسه تماماً يجب أن يظهر بالانجليزية، متجاهلين اختلاف ثقافة اللغتين. وقد أملت الكفة كذلك إلى ترجمة زميلي، وهو مترجم كفؤ على ما يبدو. وضعنا ترجمة زميلي. جاء اليوم، في الاسبوع التالي، دكتور سعودي، متفلسف مثل كل أقرانه، واعترض على ترجمة زميلي، وطلبوا منه أن يضع ترجمة من عنده. حينما تعترض على شيء لا يعني هذا أنك تستطيع أن تأتي بأحسن منه، إن الأمرين مختلفين، وليته اكتفى بالاعتراض. كتب ترجمة تبدو كرسالة شخصية أكثر منها رسمية، مليئة بالزخرفة والمجاملات رغم أنها رسالة عامة لا تحتمل. زميلي لم يعلم بالأمر، وجيء إلي مرة أخرى بالترجمة لأقيمها. بدت لي ترجمة الدكتور سيئة، استعراضية على نحو سخيف. وهذا الأسلوب تقرأه كثيراً في كتابات الهنود، حيث يميلون إلى المجاملة والتملق في كتاباتهم، واستعراض المفردات ذات العلاقة بهذا الطبع. قرأت لمديري ترجمة لما قام به الدكتور، وقد أعجبت مديري المجاملة الزائدة، وكنت قد شرحت له أن بعض الأمور لا معنى لإضافتها في المرة الأولى حينما ترجمت ولفت المدير نظري إلى نصي المباشر والمختصر. شرحت له أن الناس لا ينتظرون مجاملة، إنهم ينتظرون معلومة. أوضحت له للمرة الثانية أن المجاملة زائدة عن الحد، وصمت، فالقرار له بالنهاية، ولم يكن لرأيي تأثير كبير في المرة الفائتة. يبدو أنه فكر قليلاً، وعدنا إلى ترجمتي القديمة. سألني إن كان بالإمكان تلطيفها وإضفاء بعض المجاملة عليها؟ لطفتها بشكل بسيط جداً، ولكنها ظلت مختصرة جداً ومباشرة، واعتمدت. بدا لي أن المترجم الآخر ظلم في العملية، إذ رفضوا العودة إليه وعرض وجهة نظر الدكتور، وقد أعطى عنه الدكتور صورة لا يستحقها حقاً. وهذه مشكلة الكثير من الناس، إنهم يبنون ثقتهم بأنفسهم بانتقاص الآخرين. إذ لا زلت أعتقد بأمرين، أن ترجمة زميلي لم تخرج عما أرادوه منذ البداية، حيث أن ترجمتي لم تخضع لشروطهم إذ فرضت رأيي بالمباشرة بالنهاية، والأمر الآخر أن الدكتور لم يأتي بشيء مختلف، ولا جيد حتى للغرض المطلوب.
أكره مثل هذه المواقف، وأرجو أن لا يجرح زميلي رغم أنه قام بما عليه.






أعطاني أحدهم قبل قليل هدية جميلة، وثمينة على ما يبدو، بعدما دعاني وأحدهم للعشاء. الهدية عبارة عن دهن عطري، من محل أصغر علي (أعتقد بأني سأتعرض لمساومات لإعطاءه أحدهم). لم أرد أن يتكلف هكذا، ولكني إن شاء الله أنوي رد الهدية، في خطتي المقبلة، الدورية، في الإهداء. بالواقع، كنت دائماً أشعر بالملل من الهدايا العطرية التي تأتيني، حيث أجدها ملاذ المتورط، ومكلفة إلى حد مزعج. أفضل هدية بسيطة ومعبرة، أما العطور بأنا بطبيعتي لا أحب إلا ما أشتري غالباً، وبالأساس، أنا لا أستخدم غير الفانيلاً أبداً تقريباً (أسمع دائماً من يريد أن يأكلني، أو يقضم مني قضمة حينما يشم الفانيلا، يبدو أنهم لا يعرفون أن الرائحة في عبير زهرة أصلاً). هذا العطر الذي أخذته اليوم صدمني حينما فتحته وشممته، فهو ليس من النوع الذي أحب بالعادة، وليس ما أبحث عنه، ولكني وجدت رائحته،،، يا الله، سحرية. تكشف هذا الرجل عن كرم كبير، وهو دكتور هندي سينتقل من عندنا. لاحظت أن عاداته مختلفة وطريقته بالتعامل والتعبير مختلفة عن غالبية الهنود الذين أعرف، عرفت أن السبب هو كونه ينتمي إلى مدينة مختلفة عن الأغلبية، مومبي، بينما غالبية الآخرين من حيدرأباد، ذات الأغلبية المسلمة، أو مناطق أخرى كتشيناي. هو محب للنكته، كثير المزاح، وخفيف ظله، وهذا يصدمه ببعض الناس الجافين هنا مع الأسف، خصوصاً من كبار السن، والذين يعانون من عقدة العنصرية.



لم أعاني في حياتي من مشكلة إرتفاع الوزن ولله الحمد. من الجيد أن تبدو الصحة الطيبة على الشاب. منذ أن عدت للجامعة، تحسنت صحتي، وقال لي بعض المراجعين بأن وزني ارتفع، وامتلأت خدودي! أخبرتهم بأن هذا لأني صرت سعيداً الآن. بالواقع، زال قلق العمل الأول فقط، وهذا سبب كاف ليشعر المرء بالراحة. أمشي كثيراً، وأحافظ على جسمي مشدوداً على نحو معقول، وأسمح لنفسي بإعطاء النصائح في الأمر في سياقها، وحينما تعطي النصائح، مهما كانت قليلة، فإنك يجب أن تكون مثالاً. أحضرت شكولاته صنع أختي، وقد أعجبت الناس بالعمل، وأنا أحضر أشياء من وقت إلى آخر إلى العمل وأوزعها وآكل. لكن أحد كبار السن هنا قال لي: طالما أمك وخواتك يطبخون لك و"يبلعونك" وراك ما سمنت مثلنا؟. تدخل أبو محمد، الذي حكيت عنه سابقاً، ليشرح بأن هذا لا يعني بأني آكل كثيراً، بدا انه خشي علي من العين، ولكني قلت للرجل بأن إعداد أهلي لما أشتهي لا يعني أن آكله كله، إنما المسألة تتعلق بالتذوق، قلت هذا وأنا لا أدري إن كان يفهم بأني أقصد أن العبرة بالطعم والتلذذ لا بالكم. ولكنه أصر على وجهة نظره، التي لم أهتم بها كثيراً، حيث أن هذا هو طبعه. حينما قال هذا الرجل بأني لم أسمن، فإنه يقصد الكرش بالتأكيد، ليس لدي كرش، ولكن وزني جيد ولله الحمد، فلست نحيفاً ولا سميناً. أجد نفسي أخضع لمراقبة بعض الناس بالعمل على نحو خاص، فلم يكن هذا الموقف الوحيد، رغم أنه الأكثر فجاجة.



عفوك،،،
حسبتك تهتم...
ظننتك تقدّر...
ما في قلبي من هم...
أنا ظننت فقط أن حظي تغير...
أو أن بعض الأمل المتناثر قد التم...
حسبتك مختلفاً...
أو أن اليقين على قلبي تعذر...
هل أنت إنسان؟...
أم قسوة تتنكر؟...
مثل غيرك... 
ولكن لا تتكدر...
فلم يكن فهمي الخاطئ ذنبك...
واحتجاجي ليس أكثر من نكران...
ليس وكأني لم أعلم...
ليس وكأني لم أقرأ الأيام...
ولكني أملت فقط أن تشعر...
إذ حسبتك تهتم...





يوجد معرض في بهو الجامعة عن العصر الذهبي للعلوم العربية. 
المعرض جميل، رغم أنه صغير إلا أنه غني. للأسف يوجد أشياء كثيرة مستعارة من الأجانب اللصوص. لم أتصور بأن المسلمين كانوا متقدمين إلى هذا الحد، أعلم بأنهم كانوا متقدمين جداً، ولكن، إلى هذا الحد؟ شيء لا يصدق. إني أحب الميكانيكا كثيرا، ووجدت أمور رائعة لديهم، وغير متوقعة، كما أذهلني حساب الوقت لديهم وساعاتهم المائية البديعة. أما الموسيقى فأمرها أمر، لم أتصور أن للرياضيات علاقة بالموسيقى. جميل جداً ولا يمكنني الإلمام بكل شيء فيه. المعرض معد جيداً، وبشكل أنيق، حيث أن جدرانه المركبة وقواطعه مبتكرة جداً وبديعة، تتخللها اللوحات المطبوعة القابلة للطي للأعلى، بينما أشكال الجدران مزخرفة ومختلفة.
فكرة الساعة المائية،، كأي شيء يكون فيه الماء عنصر واضح، أجد نفسي مفتون بها. أن تحسب الوقت بمساعدة الماء، يا لها من طريقة تدعو للتفكر. يمكنني أن أضع ذكرياتي مكان الماء في تلك الساعة، وأراها فعلياً تعيد نفسها باستمرار، لتحسب الوقت من عمري، أعلم بأني هكذا أعيش الآن. يمكنني أن أغرق في الساعة ليأخذها أحدهم، فأصبح جزء من وقته. 







اتصل بي الزميلين الذين حكيت عنهم بالتدوينة السابقة. كنت قد أخبرتهم عن مطعم برقر هاوس، وقد جاءا فجئة إليه، رغم أني توهمت أننا سنلتقي فيه في يوم لاحق. تكلمنا هناك كثيراً، وحدثني زميلي الذي من القصيم عن طباعه، وهي طباع غير معتادة إلى حد ما. حكى لي عن بروده، وهذا أمر لا يحتاج إلى توضيح، ولكن البرود رغم أنه بالعادة يوتر الآخرين، إلا أنه يضفي على زميلي هذا مسحة لطف ظاهره. كان زميلنا الآخر، الأصغر سناً، يمازحه ويعلق على طباعه، ويخبرني عن مواقفه في بدايات عملهم في الجامعة. شرح لي الاثنين أنه هادئ جداً منذ البداية، ولكنه بالبداية كان لا يتعامل مع أحد، وطال الوقت قبل أن يبدأ بالتحدث مع زملائه والمزاح معهم، وشرح لي صاحب الشأن بأنه متحفظ جداً بطبيعته، ولا يتعرف على الناس بسهولة أو يسمح لهم بالتقرب. تعجبت، قلت له بأني لم ألحظ هذا عليه، ولكنه أجاب مبتسماً بأنه أعطاني الضوء الأخضر منذ البداية. استغربت، ولم أستوعب بالبداية. خطر في بالي أن أسأل: لماذا؟ ولكني وجدت أنه من الأفضل أن أقول بأن هذا لحسن حظي، حيث كنت سأموت من التوتر بسبب بروده. ولكن الآن، أنا أتساءل، هل لأن كلينا من القصيم؟ هل يضع إعتبار لهذا؟ بعض الناس يضعون هذا الإعتبار نصب أعينهم، ليس للعصبية بالضرورة، ولكن للإطمئنان على الطباع والتجانس. إنهم لطيفين، هؤلاء الاثنين. لست أدرك سبب الإهتمام القوي منذ البداية، ولكني شاكر.







 كنت أقف أمام المكتب الصغير الخاص بزميلي الملتزم الكبير. كان يعمل على بعض الأمور، وأنا أتابع أبو محمد يتحرك بالمكان، زميلنا الأكبر بالسن، فهو جد، وقد احتفل اليوم بترقيته. كان حيوياً كعادته، إنما أكثر تألقاً، ربما لسعادته بالترقية. قلت لزميلي الملتزم الكبير، بأن أبو محمد شخص جميل. حقاً، إن له وجه مميز ما شاء الله، فرغم كبر سنه، ورغم أن إحدى عينيه تالفة، إلا أن شكله محبب وجميل، يدعو للإرتياح. رد على قولي بأن أبو محمد جميل بالموافقه، زميلي الملتزم الكبير، وشرح بأن القلوب التي لا تحمل الأحقاد والكراهية، يظهر هذا على وجوه أصحابها على شكل جمال. هو ينتظر مني النقاش دائما، ولكن لم أكن أشعر برغبة، كنت كئيباً بالواقع. قلت بأن هذا محتمل، ولكن، ليس دائما. أجاب ليقنعني بأن هذا حقيقي، وقال بأن هذا هو حالي أيضاً فيما يحسب، وحسيبي الله. كنت أشعر في هذا اليوم بأني واضح، متجلي، أكثر معرفة بنفسي، والصدق ومعرفة الذات والعالم، يجلبان الكآبة. أجبته بأني أعتقد أحياناً بأن قلبي ليس هكذا. نظر إلي مبتسماً، وحاول إقناعي بأن قلبي كقلب أبو محمد. ابتسمت تجاهه، وأخبرته بأني أعلم بأنه يريدني أن أناقشه بالأمر فقط. ضحك.





وردني تعليق في منتدى أشارك فيه، وأضع في توقيعي وصلة لآخر ما دونت بالعادة. هذا المنتدى لا يحتوي بطبيعته على أناس من النوع الذي قد يجد لمدونتي قيمة، فهم لهم ميول وطباع ومبادئ شديدة الإختلاف عموماً عني، وما يجمعني معهم فيه هو متابعتي لأخبار الألعاب فقط، والرد أحياناً في بعض المواضيع العامة. ليس أول تعليق يصلني هذا التعليق. كان أحدهم قد قال بأنه رأى مدونتي طويلة فهرب، بينما الآخر قال بأن تقصير التدوينات سيجلب أناس أكثر، شرحت له أن جذب كل القراء ليس أول أولوياتي. أنا بالحقيقة أضع الوصلة لأني أتصور بأن من لا يهتم، غالباً ما يعرف شخص يهتم، فيقترح مدونتي عليه. فوجئت بواحد من الأعضاء المعروفين، اسمه DONY يقول لي:"يعطيك العافية على المداومة بتحديث مدونتك , أنا دائماً أتطلع عليها .. وصراحة يعجبني أسلوب كتاباتك .. بالتوفيق ."
وجدت ما قاله مشجع جداً، خصوصاً أني لست بذلك الشخص المتماشي تماماً مع المنتدى. في خيالي، أرى الأعضاء لو اطلعوا على بعض ما أكتب، سيقولون: ما هذه السخافة؟ فهذا ليس أسلوبهم في الحياة، ذلك الأسلوب الذي أسير عليه وأكتب عنه. بالواقع، كان قد وصلني تعليق سخيف باللغة الانجليزية لم أنشره، يسخر من طول مدونتي. خطر في بالي مباشرة بأنه من المنتدى، حيث يوجد الكثير من المتأمركين، الذين لا يحبونني. عرفت أنه ليس من شخص غربي أو أجنبي، لأن المدونات الطويلة، والنصوص الطويلة بشكل عام، أمر مألوف جداً لدى الأجانب المتقدمين، عكس مدونات العرب التي تتميز بالقصر الشديد والتشابه.
شعرت بالامتنان لهذا العضو، لأنه رغم عدم معرفته بي بشكل مباشر، وربما يكون لا يرتاح إلي كثيراً بسبب ما قد يقال عن مواقفي، إلا أنه حينما أعجبه شيء من عندي لم يسكت، شجعني، وهذا يجعل لتشجيعه أثر مضاعف عن تشجيع عادي.






 كتبت قبل فترة، أن فتاة أرسلت إلي في منتدى كنت أشارك فيه بشغف قبل سنوات، قبل أن أتركه بسبب أعمالها، أقول أرسلت إلي تعتذر، بعد أربع سنوات. لم أرد على الرسالة، ولم أسامحها كما قلت، حتى الآن. تكلمتُ سابقاً عن سوء تدبيرها في كتابة الرسالة، التي أطل منها غرورها ورغبتها المعتادة بالاستعراض وكسب الإعجاب، ربما بلا قصد، ولكنها الطبيعة. ما حدث بعد رسالتها السيئة، التي قلبت المواجع، هو أني أطل عليها من وقت إلى آخر، أقرأها حتى نهايتها، ثم أبتسم بمرارة، وأقول: حسبي الله عليك. هذه الرسالة:
السلام عليكم ورحمة الله ..
بعد حوالي 4 سنوات جئت لأقول لك "اعذرني" على تصرفي معك.. أنت الشخص الوحيد اللي أخطأت بحقه بدرجة خلت ضميري الآن يأنبني .. كنت فعلاً "صغيرة" وتصرفت تصرّف عاطفي وكنت أظن انك أخطأت ونلت ماتستحق وقتها .. لكن الآن تبين لي اني اخطيت بحقك ولا يهنالي بال الا لما أكتب لك هالرساله .. حتى لو ماسامحتي يكفي اني أريح ضميري قدام ربي ,
ماراح أسوق مبررات .. الله عارف بكل شي .. بس أنت تستحق اعتذاري ويمكن مايكفيك بس هذا اللي أقدر عليه, و"املكه!" . 

انتهت.

كانت قد انجرفت كثيراً بفعلتها، وجرفت معها آخرين. تبين لي وجود أناس رائعين في تلك الفترة، وقفوا معي بكل ما يستطيعون، لكن، حينما يكون خصمك فتاة، في الانترنت، في مجتمع غريب، لا يمكنك فعل شيء حقيقي، حتى لو وصلت الأمور مداها، حتى لو انحدرت الأمور إلى أقل حد من الانسانية، كما حدث معي. المشكلة هي ان المشكلة لم تكن معها، بل كنت أدعوها، صادقاً والله يعلم، كنت أدعوها: أختي! وأخبرتها أكثر من مرة أني أعتبرها كأخت حقيقية. إنه مجرد منتدى، ولكن، حينما نرتبط بأمر ما ونهتم له كثيراً، تصبح الأمور جدية، وحقيقية، وهو ما لا يجب أن يحدث مع منتدى. من بعد تلك المرة، لم آخذ أي منتدى على محمل الجد، وأعتقد أن لا أحد عليه أن يفعل ذلك. إن كان منتجاً، فيجب أن يجير إنتاجه له مهما كان، في مدونته أو موقعه. 


سعد الحوشان

هناك 14 تعليقًا:

  1. مرحباً أخي الكريم،

    أحمد الله على سلامة ابنة أختك.

    ***
    أعجبني تعريفك للحساسيةأتفق معك تماماً فيما قلت: "بأن كوني حساساً يسمح لي بفهم حاجات الناس الحقيقية، والتعاطف معهم على نحو أفضل، ويسمح لي بعدم جرحهم، والتأدب معهم، وتحسين أمورهم."
    ***
    بالنسبة إلى (نصب) وكالة عبد اللطيف جميل،قبل شهرين تعطلت (لمبة) السيارة ،فذهبت إلى فرعهم الكائن في طريق (خريص)، سألت عن السعر فقالوا
    125 ريا ل ! تركتهم وذهبت إلى الصناعية القديمة
    واشتريتها من هناك ب 15 ريا ل!(صناعة ألمانية)

    قد يقول قائل أن الجودة تختلف والأصلي أفضل ووو
    الآن في سيارتي (اللمبة) التي ب15 ريا ل أقوى في
    الإنارة من أختها.
    ***
    أعجبت بمطعم يقع في مخرج 9 اسمه (برجر مشوي) 777
    لا أدري لم وضعوا السبعات الثلاث!
    تركته ليس لأنه لم يعجبني بل على النقيض كان ذا طعم
    ومذاق رائعين، تركته لبعده عن منزلي فقط!
    ***
    أصغر علي،كلما ذهبت لهذا المحل أجده مزدحماً
    متخصص في العطور البحرينية، لدي عطر منه
    ولكنه لايعجبني!
    ***
    الأبيات التي كتبتها رائعة، إن كنت مهتماً بالشعر
    فأنصحك أخي الكريم بقراءة ديوان طرفة بن العبد
    وهو من الشعراء الجاهليين
    أما من شعراء العصر الحديث فقد أعجبت بأبو القاسم
    الشابي من شعراء تونس الخضراء وهو القائل:

    إذا الشعب يوماً أراد الحيـاة
    فلا بدّ أن يستجيب القدر

    ولا بدّ للـيل أن ينجلي
    ولا بدّ للقيد أن ينكسـر

    الغريب أن كليهما مات وهما دون الثلاثين عاماً
    ***
    أبو كرم

    ردحذف
  2. الأخ الكريم سعد..

    تبهرني جدا(ماشاء الله تبارك الله)مقدرتك على صياغة نصوص طويلة..وانا أراها نعمة.. خاصة لرجل سعودي- قصيمي بالتحديد..

    أولا: الحمد لله على سلامة ابنة اختك.. وماتشوف شر.

    ثانيا: لن يعيب مدونتك إذا كان متابعيها من الفتيات.. واحتفظ باسم الورشة قد نحتاجها نحن في يوم من الأيام.. أو نذكرها لذكورنا..

    ثالثا: ساعتك جدا غريبة.. لم استطع استيعابها.. وأرى أنك أجدت الاختيار.. لأنها غريبة.

    رابعا: ماذا كنا كعرب؟؟ نحن قوم أعزنا الله بالإسلام.. فلا أرى غير الإسلام فخرا وانتماء..

    خامسا: ألا ترى أنه شيء مجهد أن تكون حساسا لما يدور حولك؟؟ هل دائما يجب أن أراعي الجميع؟؟
    افهم كون حساسيتك ليست ردة فعل تعبيرية قد تولد زعلا أو غضبا.. ولكنها قراءة دقيقة للمواقف والحركات والسكنات.. ارى أنها مجهدة..

    وصفك الدقيق للأحداث اليومية يجعلني استوعب وجها آخر.. شكرا أخ سعد..

    ردحذف
  3. عزيزي أبو كرم.

    أشكرك على علو إحساسك. وسلمك الله من كل شر.

    من الجيد أن تعريفي للحساسية قد وجد صدى إيجابياً لديك. حيث يبدو أن صورة الحساسية المترسخة لدى الناس عموماً هي أنها شيء سلبي بالضرورة.

    هل تدري؟ لقد حدث معي نفس موقفك منذ وقت طويل فيما يخص السيارة، واشتريت نفس الشمعة التي اشتريت بنفس السعر. لست أصدق الآن أنها ألمانية بالفعل، ولكن، من المستحيل أن أشتري شمعة عبداللطيف جميل بهذا السعر ولو كانت ستعمل مدى الحياة، فحادث واحد (الحادث شيء وارد في حياتي جداً) سيجعلك تخسر هذا الشيء الهش الثمين.


    بالنسبة للمطعم، اعتقد بأنه نفس الذي أتيت على ذكره أنا، ثلاث سبعات، ربما فرع آخر له. الفرع الذي اشتريت منه أنا يقع في حي المصيف، طريق الملك عبدالعزيز. جيدة بعض وجباته، لكن الغريب أن الوجبات الأغلى ليست لذيذة إطلاقاً، أفسدتها المبالغة بالتبهير ولا أدري أيضاً.


    بالنسبة لأصغر علي، أعرف بأنه محل يحبه الكثير من الناس ويعتبرونه أفضل من العربية وغيرها، لكن، ما رأيك أن تجرب محل شكس؟ هذا هو محلي المفضل منذ سنوات، حيث أشتري زيت الفانيلا. تجده في مجمع التميمي على طريق الملك فهد، مقابل الفيصلية مباشرة. جرب عطر warm لديهم.


    أشكرك على مجاملتك فيما يخص قصائدي، الأبيات التي ذكرت للشابي رائعة جداً، سأبحث في أمره أكثر إن شاء الله. لست من النوع الذي يطلع كثيراً على الشعر باستثناء القليل من الخواطر، وقصائد أمي، وهي مختلفة عن المعتاد من الشعراء النبطيين.
    ماتا دون الثلاثين؟ قد يكون المرء محظوظاً حينما يموت هكذا، دون الثلاثين.

    شكراً أبو كرم على تعليقك الوافي، لا حرمك الله أجره!!
    أنت أبو كرم فعلاً.

    الأخت الكريمة بتول.

    طيب. أعرف بأنه لا يتجرأ على القصيميين هكذا سوا القصيميين أنفسهم. وأنا متعود على جلد القصيميين لأنفسهم، رغم أنه شيء لا أمارسه، وقد تضاعف الأمر لديك لكوني رجلاً، إن سلمنا أصلاً أن ما أقوم به هو شيء مميز ويستحق الانبهار، وبالتالي يستحق الجلد لأنه بدر عن قصيمي. لست أقوم بشيء يستحق الإنبهار ولكن شكراً جزيلاً لك على هذه الدفعة المعنوية المصحوبة بالقبصة القصيمية. أنا شاكر لك من قلبي، وإن اختلفنا في الرؤية.
    عموماً، أعدك، وها أنا أعد مرة أخرى دون أن يطلب مني، أيضاً لشخص آخر من القصيم، أني سأتحدث إن شاء الله في التدوينة المقبلة عن ما جرى هنا، بتوسع، ورؤيتي لما يصنع بالمرء كونه قصيمياً.
    بصراحة، هذا التحديد الصريح جعلني أبتسم، فشكر مضاعف لك.

    بالنسبة للمتابعين للمدونة، أخشى أنك فهمت بشكل خاطئ، أنا لا أرى أن متابعة الفتيات سوء حظ، ولكني أرى أنه سوء حظ للميكانيكي. عموماً، من يدري فعلاً.

    بالنسبة للساعة، هي بالواقع أبسط مما تبدو عليه، وأبسط من ساعاتي الأخرى بكثير، وهي لا تحتاج إلى تعلم، إنما تحتاج إلى تعود. يوجد منها موديل مزين بالكريستال بلون أبيض وفضي، وألوان أخرى. أنا أحبها وأرى أنها جميلة، لكن، الآخرين قد يرون خلاف ذلك، ليس أنها قبيحة بالضرورة، قد يرى آخرين أنها كلعبة، أو امبير جهاز. أنا تسحرني ميكانيكيتها بشدة.

    بالنسبة للعروبة والإسلام، لا يرى الكثيرين ما ترينه، وجزء من الخطأ يقع على من يعتقدون مثلي ومثلك، لأن الإسلام للأسف تمت قولبته على ما أتصور، ولو بدون قصد.

    بالنسبة للحساسية، لا يعني شعور المرء بأقصى ما يستطيع أن يكلف نفسه فوق وسعها. سددوا وقاربوا. بالإضافة، إن الحساسية التي أتحدث عنها لا تتعلق بالتفاعل مع الناس فقط بجانبها الأكبر، إن التفاعل مع الناس مجرد جزء وإن كان أساسياً، ولكن الحساسية بمعناها الشامل لدي أمر مستمر بعد تلك اللحظات، يمكن للمرء أن يكون حساساً تجاه كتاب، تجاه منظر، تجاه الماره، تجاه ما يسمع وما يرى وما يقرأ وما يشم، كل شيء، وهذا أمر مثري بنظري وامتداد لإحساسه بالناس والتفاعل معهم، لا ينفصل الأمر، بل يثري بعضه وأنت، حلقة الوصل. إنه ليس شيء متعب، قد تظهر سلبيات، ولكن الجميل بالحساسية الواعية هي أنها تصحح نفسها مع الوقت. هذا ما أتصوره.
    بالإضافة، أنا لا أشعر بأن لدي الخيار من الأساس، ربما كان يمكنني تجاهل الأمر، وتحجيمه، لو لم أدرك أهميته وماذا يصنع مني وكيف يرضيني، أما وقد وعيت هذا، فأنا لا أستغني عن الأمر ولو أعطيت الخيار.

    وسلمك الله وأطفالك من كل شر، ابنة أختي على ما يرام الآن الحمد لله.

    سعيد جداً بتعليقك كله، خصوصاً حكاية القصيمي. وأقدر جداً تشجيعك الكريم.
    أسعديني بآرائك مرة أخرى.

    ردحذف
  4. للأسف، يبدو أن بلوجر يعاني من مشكلة، حيث انحذفت بعض التعليقات من بعض المدونات، ويبدو أن ردي على تعليق الأخت بتول والأخ أبو كرم، تعليقي الطويل، الممل، والسامج، قد فقد.
    أرجو أن تصلح جوجل المشكلة، أو، سأعلق من جديد قريباً إن شاء الله. وحمداً لله أن ما فقد هو تعليقي، حيث أن تعليقات الآخرين لا أستطيع أن أعيدها.

    ردحذف
  5. أحياناً حين أقرأ نصوصك،أسأل نفسي هل حياتي فقيرة من الأحداث؟أنا لا أتذكر شيئاًالآن
    لكن وحين أدون مثلك ! أجزم أني سأستطيع تذكر كل مايحدث لي..

    بالتوفيق

    ردحذف
  6. يعجبني حديثك ويجذبني اسلوبك وخصوصا الصور التي تعرض

    ردحذف
  7. آلاء.
    شكراً. حياتي فقيرة، لكني أتكلم.

    الأخت أم ملك.
    شكراً على تعليقك، وأنا أجد مدونتك مثيرة للاهتمام.


    عاد ردي الطويل على الأخ أبو كرم والأخت بتول، أو عاد معظمه على الأقل. أرجو أن يعود كله في وقت لاحق، لكني لن أنتظر كثيراً حتى أكمله لو لم يعد. كما أني رددت رد آخر على آخر تعليقين، لكن، يبدو أنه انحذف. من الجيد أن ردودي هي ما انحذف فعلاً.

    ردحذف
  8. :(
    قمت بالرد قبل ما يقارب الأسبوع ولا أعلم أين اختفى..لكن ربما..هي المشكلة التي ذكرتها ..
    ~
    الدورات التطويرية..أنا لست ضدها..ولا أتخذ منها موقف كموقفك لكن..يجب على كل من يذهب أن يعلم..أنها ممكن تصيب وممكن تخيب..
    أي أنه لا شيء يضمن لك الاستفادة.كل ذلك يعود إلى المدرب نفسه..
    >ضاع الكثير من الوقت على التمطيط السخيف، والتوعّد بالفائدة وتغير الحياة بعد الدورة!<

    تذكرت بعض الكتب التطويرية..التي تقرأ في فصولها الأولى بانك ستنتهي من الكتاب بكذا وكذا..وستتقن في الفصل الفلاني مهارة كذا..وقد تصل إلى الفصل المذكور..لتجد بانه تم قراءة ذلك في فصول سابقة !
    >وضاع الكثير منه على أحاديث جانبية سخيفة، مثل وضع الأجانب بالسعودية ( في دورة كتابة!!) <

    إحدى الدورات التي حضرتها..أذكر بأني عدت إلى المنزل..محملة بمشاغل زوج تلك المدربة
    ..وعملها..وكيف تعالج مشاكل أبنائها.. وعنوان الدورة كان "الشخصية القيادية"

    ~
    >وأخبرته كذلك بأن كوني حساساً يسمح لي بفهم حاجات الناس الحقيقية، والتعاطف معهم على نحو أفضل، ويسمح لي بعدم جرحهم، والتأدب معهم، وتحسين أمورهم. أحب أن أفهم الأمور أكثر، وأشعر بها<

    تحدثت عنها من جانب إنساني..وأرى هذا جميل جداً.. فلطالما كانت الحساسية بالنسبة للكثير أمر يتوجب التخلص منه..وإن لم يكن التخلص فالتقليل..

    ~

    :)
    موقفك مع أخيك أضحكني..لا اعلم..لكن شعرت بانه يبالغ..
    ~
    الساعة عجيبة..تفضل الأشياء الغريبة..هكذا يبدو
    مبارك عليك شراؤها..
    ربما أن الدورة عادت عليك بشيء جميل..شراؤك للساعة:)
    ~

    سألت في ردي الذي لم يصل..عن المعرض ...حاليا أعتقد أن الوقت تأخر..لكن إن كان ما يزال موجود أتمنى أن تخبرني..والأهم إن كان مسموح للنساء بالزيارة..
    ~
    >بأن القلوب التي لا تحمل الأحقاد والكراهية، يظهر هذا على وجوه أصحابها على شكل جمال<

    أرى بأنه ليس بالضرورة أن يكون على شكل جمال.. لكن عندما تقابل أناس قلوبهم بيضاء..لا تحمل الغل.. تشعر بالراحة عند رؤيتهم..والطمانينة.. وبأن في قسماتهم شيء محبب.. بغض النظر عن الجمال.. لأنك حينها باعتقادي ستكتفي بصفاتهم المحببة..دونما منح الشكل أهمية أكبر..
    ~
    >إنه مجرد منتدى، ولكن، حينما نرتبط بأمر ما ونهتم له كثيراً، تصبح الأمور جدية، وحقيقية، وهو ما لا يجب أن يحدث مع منتدى<
    صحيح.كلامك..فقبل ما يقارب الشهر قررت الابتعاد عن منتدى تعلقت فيه كثيرا لسنتين..لكن اعتقد بانه الحل الأفضل..فكما قلت أنت ..لا يجب أن تصبح جدية وحقيقية..
    ~
    حمدلله على سلامة ابنة أختك..
    ~
    موفق

    شذا العتيبي

    ردحذف
  9. إذا لا رجاء في اكتمال الرد.

    االأخت شذا.
    لاحظت بأنك لم تحدثي مدونتك مدونتك منذ فترة طويلة، ولم تردي هنا، مما أقلقني بصدق، ولآن، لا أجد مدونتك، هل ألغيتيها؟ إذا كان، هل هذا قرار دائم؟
    بالنسبة لردك الأول، أعتقد بأنه حالة مختلفة عما يجري هنا، فلم يصلني إبلاغ عنه كما تعرفين حتى اوافق على نشره، يبدو أنه ضاع منذ البداية، أتصور أن هذا حدث معي أيضاً. أعتقد بأن هناك مشكلة في بلوجر، حيث أني وجدت هذه التدوينة لا تعرض البارحة.

    أضحكتني حكاية المدربة التي تعاني من مشاكل بالمنزل وتناقشها بالدورة، على نحو يناقض الدورة بشكل ما، وذكرتني بدورة مجانية حضرتها بالجامعة، كانت حول إدارة الوقت، وضاعت المحاضرة والمدرب يناقش "أحد" الحضور في مسألة رياضية!!!
    لكن أتصور بأنه كان يمكنني تفادي الدورة لو كنت أكثر جدية بالسؤال، حيث كان ما أبحث عنه تحديد هو الكتابة الأكاديمية، وكتابة البحوث، كما أوحى لي إعلانهم، بالنهاية، كان الأمر فقيراً وبعيداً كل البعد عن هذا الموضوع بقدر ما علمت.

    بالنسبة للحساسية، قراءتك لرأيي بهذه الطريقة أسعدتني

    لم يكن يبالغ، ولكنه كان حسن النية، ويقوم بما تعود عليه فقط.

    بالنسبة للساعة، لا زلت سعيداً بها، لا أقول بأني أحب الأشياء الغريبة، مع أن هذا ما قد يقوله الناس تجاه موقفي من الأمور، ولكني أعتقد أني أحب الأشياء المختلفة، والتي تحتوي على أشياء أحبها بطبيعتي، مثل الميكانيكا الغريبة في الساعة.
    جربي شراء شيء مختلف عن المعتاد؟

    بالنسبة للمعرض، أتمنى أن يستمر حتى بعد الإجازة. سأطلعك على الأمر هنا إن شاء الله حينما أعود للعمل.

    بالنسبة لحكاية الأشكال والشعور تجاهها، اوافقك تماماً.

    من الجيد أنك ابتعدت عن منتدى تعلقت به على نحو شخصي، مع أنه يحزنني أني لم أعد أجد مدونتك بالمقابلة، ولا أقصد تكرار الأمر، ولكني أرجو أن لا يكون دائماً. بالنسبة للمنتديات، فهي مفيدة وجيدة لأجل شيء خاص فقط، مثل أن يشترك المرء في منتدى لمتابعة هوايته، ويحصر الأمر على هذا بقدر الإمكان.

    وسلمك الله من كل شر فيما يخص ابنة أختي، ولكن هل تصدقين أن الأمر انتقل إلى عين ابن أختي الأخرى؟ مع أنه تحسن بدوره الحمد لله. لا أدري ما حكاية العيون هذه الأيام، تمرد جماعي.

    ردحذف
  10. الآن إلى الأخت بتول، لإكمال باقي الرد المفقود

    بالنسبة للساعة، فكما قلت، ليست أصعب قراءة من ساعاتي الأخرى، لكنها تحتاج إلى قليل من التعود. هي منطقية، الأسطوانة الأعلى تشير للساعات، والسفلى للدقائق، وتضبط كل على حدة.

    بالنسبة لرأيك بالإنتماء للإسلام قبل العرق،أرى أن هذا صحيح... هممممممممم، كنت قد قلت كلام أكثر، ولكني نسيت ما هو.

    إن الأمر يتعلق بالمقدرة، فلم يكلف الله نفس إلا وسعها، كما أن الأمر ليس عبئاً بالواقع، وهو خضع دائماً للتقييم. لم أقل هذا في ردي السابق، ولكن، الحساسية قد تجنبك المجهود أيضاً، حيث تصبح أحياناً ضرب من الاستشراف، فيرى المرء أن بعض الناس لا يستحقون المراعاة الكبيرة. بالإضافة، هي لا تتعلق بالناس فقط، إنها تتعلق بكل شيء، يمكن للمرء أن يكون حساساً تجاه ما يرى ويسمع ويقرأ ويتذوق، يمكن أن يلاحظ جمالاً وخيراً أكثر من المفروض، ويوجد مقابل للجمال والخير، لكن، ألا يستحق الجمال والخير الإحساس بهما بشكل كامل بقدر الإمكان؟

    شكراً على تعليقك أخت بتول، وشكراً على اشتراكك بالمدونة، شكراً جزيلاً.

    وسلمك الله وأبنائك وكل من يعز عليك من كل شر.

    ردحذف
  11. نسيت أن أضيف.

    أخت شذا، المعرض لن يقفل قبل يوم 20 من هذا الشهر. لكني لم أجد مسئولاً لأسألة عن وقت النساء إن وجد. سأحاول أن أعرف إن شاء الله.

    ردحذف
  12. :( حمدلله على سلامة ابن أختك.. ربما يكون في الأمر شيء من تقليد إن كان قد شاهد الطفلة قبلـَه..لا أعلم !!
    ~
    المدونة صحيح قمت بإلغائها قبل أيام.. وبإذن الله سيكون ذلك مؤقت
    ~
    المعرض..جيد هناك متسع من الوقت حتى 20 من الشهر الحالي..وأتمنى أن يكون هناك وقت للنساء.. شكرا لك..
    ~
    موفق

    شذا العتيبي

    ردحذف
  13. .
    مرحبا سعد

    شخبارك ؟

    قريت التدوينه


    لم أجد ما يتنافى مع مافهمته فيك
    لكن ربما أنا لم أجيد أيصال مفهومي لك ..


    للمعلوميه :
    أتمتع بموهبة فهم الأشخاص بصورة دقيقة
    ونادرا ما اخطئ
    فلا تقلق من مسألة "فهم خاطئ" ..




    في حفظه ..

    .

    ردحذف
  14. الأخت المقام الأسمى.

    أشكرك على قراءة ما دليتك عليه.

    ربما بالفعل لم أفهم جيداً رأيك. لكن، الآن أنت متأكدة بأنك تفهمينني بشكل صحيح، وأنا سعيد بهذا.

    هذه موهبة جيدة، ولكن نصيحتي لك أن تستعينين بها، مع إعادة النظر في مخرجاتها، لكن لا تعتمدي عليها مباشرة في كافة الأحوال.
    هذه الموهبة لو أحسن إستخدامها، فهي ستعين المرء حقاً على حياته، وراحة قلبه.

    أشكر كثيراً.

    ردحذف

ما رأيك بالقول؟