سِجل المدونة

الخميس، 27 أغسطس 2009

هل أنا إلا أمر طارئ.(أحداث،أفكار،ماء)

بسم الله الرحمن الرحيم













ماذا يحتاج المرء ليكون سعيداً؟ أعني، لو قلت تخيل نفسك سعيداً، ماذا ستتخيل مباشرة؟. في أبسط الخيالات، ستتخيل أنك تضحك فقط، وغالباً ستكون طفلاً إذا كانت هذ هي حدود خيالك. ولكن، ما دامنا كلنا راشدين على الأغلب، سيكون ما تتخيله هو ما تتطلع إليه بشكل نهائي، أو ربما صورة مبسطة عنه، أو مبالغ فيها. تخيل الآن أنك وصلت إلى سعادتك النهائية والدائمة، ماذا تتخيل؟ أجد الأمر مثيراً للاهتمام، ربما أحياناً مريح للقلب، حينما أعلم بأن هناك ما أتطلع إليه كثيراً، دون أن أفهم ماهيته تماماً. ماذا أتخيل؟ لا أدري لماذا، أتخيل نفسي دائماً جالس في مكان معزول جداً، شديد الخضرة، بارد إلى حد ما ورطب، والماء وفير ونقي، يجري وفي آبار، والجبال محيطة، والبيت قريب وكافي، وأمي معي، والأحباب على مقربة. يشبه هذا الجنة كثيراً في نظري.
 










إذاً اليوم أول أيام رمضان؟ جاء بسرعة، مرت السنة بسرعة. لقد كان رمضان مقياس بالنسبة لي، رمضان والعيد. تبدو لي الفترة قصيرة، هذه السنة التي مرت، وكأنما خُدعت بشكل ما. هكذا، مرت سنة كاملة، سنة كاملة من الراحة من جهات معينة. حيث أنه في رمضان الفائت انتهت صداقة طويلة بيني وبين أحدهم. كانت تطول وتطول ليس لأنها جيدة وقوية وتستحق، ولكن لأني تنازلت كثيراً على ما أعتقد، و تغاضيت عن الاستنزاف كثيراً. أشعر بأني بدأت أتعافى منها في هذه السنة الأخيرة، وأتغير للأفضل، وأنزع التأثيرات غير الضرورية، والسلبية من فكري وحياتي. يفترض أن أشعر بالغضب حينما تنتهي صداقة طويلة ويفترض أنها حميمة، أن أشعر بالحزن، ولكني صرت واقعي أكثر، يوجد أشياء حينما ننظر إليها بتجرد، لا تستحق الحزن من أجلها. حزنت لأجل فقد صداقات أقصر عمراً من هذه الصداقة، ولكنها كانت أصدق.








هنأت أحدهم بقدوم رمضان، ولأول مرة على حد علمي أهنئ أحد عن طريق رسالة، سواء بالجوال أو البريد. كنت قد تكلمت في التدوينة السابقة عن الأمر، وهذا الأمر بالغ الأهمية على فكرة، من أهم الأمور الموجودة. لقد وصلني رد، وسعدت به جداً، جداً.








تكلمت عن دكتور تركي فقد محفظته بكل ما فيها في التدوينة الفائتة. لقد استعاد محفظته، وجدها شخص واتصل فيه. لاحظت أن الأتراك عموماً يميلون إلى سوء الظن، قال لي حينما جاء بأنه يعتقد بأن من أعطاه إياها هو من سرقها لما لم يجد مالاً. على أي حال، قد يكون هذا فعل دارج لديهم. سألني إن كنت من المدينة؟... لا حول... قلت لا، لماذا؟ قال لأنه سمع أن أهل المدينة هم الأكثر تعاوناً ومن هذا الكلام. هل أهل المدينة حقاً هكذا؟. سأل من أين فأخبرته بأني من القصيم. لاحقاً، خلط بين الخبر والقصيم. شخص آخر، آسيوي جديد، أخبرني بأنه حينما رآني شعر بانجذاب تجاهي، وارتياح، وشعر بأني بريء، ومتدين!! يا للمشاعر اللطيفة دفعة واحدة. شكرته على مشاعره الجميلة، ثم طلب أن نكون أصدقاء، وأن أسمح له بزيارتي بالعمل حينما يستطيع، قبلت وشكرته. بشكل عام، الآسيويين حساسين وسريعي التأثر، ومعبرين، هذه ليست المرة الأولى أو حتى الثانية التي أصادف فيها مثل هذا الموقف. سأل بعدها بقليل إن كنت أنا سعودياً؟! يا للسؤال الغريب، سمعته كذلك كثيراً من الأجانب بشكل عام، وسمعته مرة من سعودي في محل يبيع الحلويات والتسالي والكاكاوات، وهو البائع هناك، شاب ملتزم. سألني إن كنت سعودياً؟ قلت باسماً بأقصى لطف رغم المفاجئة: مهوب واضح؟. انصدم على ما يبدو بلهجتي، ولا أدري لماذا لم يحاول التأكد قبل أن يسأل، قال بأن الأمر واضح. أفترض بأنه حسبني سائق باكستاني. لا يمكن مثلاً تعبير شكلي بأني هندي، أو سوري، أو مصري. أكثر ما شبهت به من الأعراق هو العرق الفارسي.











أخيراً، تم الانتهاء من إجراءات استلام مستحقاتي من الوزارة التي كنت أعمل فيها قبل شهرين. شهرين لأستلم ثلث راتبي من عندهم. ذهبت إلى مديري العزيز لأخبره بأني خلال هذا الأسبوع سأخرج من العمل لأرافق والدي في موعد بالمستشفى، وفي يوم آخر من نفس الأسبوع لأرافق والدتي، فمتى يقترح أن أذهب لاستلام مستحقاتي؟. أخبرني أن أذهب متى شئت، شرحت له بأني أخاف أن استئذاني لثلاث مرات في نفس الأسبوع سيكون له تأثير سيء، وربما تأخري لو ذهبت بنفس يوم موعد أمي أو أبي سيكون له أثر سيء كذلك، وعليه أريده أن يختار من أجلي. قال بأنه لا مشكلة في الأمر، وأنني حر بالخروج متى أردت إلى الوزارة. شكرته. يا لكرمه معي. أتمنى لو أكون عند حسن ظنه. سأذهب غداً إن شاء الله. بعد استلام الشيك، سأصعد إلى قسمي السابق، وأسلم على الأصدقاء، وأرجو من كل قلبي أن أجد الدكتور المشرف.










أمس في الليل دخلت محل يبيع أنواع الشكولاتات والحلويات الأخرى. بحثت عن كاكاو سنرايز، وقعت عيني بعين البائع مصادفة فتصلبنا معاً. كان مدرسي المفضل في الثانوية، ويبدو أنه رأى أن شكلي مألوف. سلمت عليه، كان وكأنه لم يتغير أبداً رغم السنين الطويلة. ذكرت له اسمي وأني كنت طالب لديه، فسأل عن إخواني، وكان قد درس اثنين منهم، ذكر اسم احدهم بشكل صحيح، ما شاء الله. كنت معجب بهذا المدرس إلى حد بعيد، هو مدرس ملتزم، مطوع، وكان يدرسنا الفقه أساساً، ومواد دينية أخرى أحياناً. كان ذكياً وممتعاً في دروسه، وشديد التهذيب والثقافة. له ملامح طفولية بريئة، وشكل مميز مريح. لا أتذكر بأني رأيته غاضب أبداً، أو يظلم أحد، أو يكرهه أحد. لا زلت أتذكر اسمه كاملاً حتى. ذات مرة، كنت أرفع يدي لأجيب، ولكنه لم يخترني لفترة طويلة، حتى تلفت أعصابي وقلت: استاذ عطني وجه تكفى!! كان صوتي عالياً ومحتجاً. التفت إلي من فوره، وقال بهدوئه المعتاد: سم، آمر، تدلل. كان أمر محرج جداً. ذهبت إليه لاحقاً واعتذرت منه، قبل اعتذاري بلطف ليس له مثيل. سألته ذات مرة عن اسم أخت النبي موسى عليه السلام، حيث رأيت فيلماً سماها مريم. قال بأنه سيبحث ويخبرني. لم أتوقع أن يبحث، ولكنه أخبرني بعد فترة قصيرة بأن اسمها مريم. كان بالمقابل مدرس آخر، ودود ولطيف جداً، ولكنه سطحي. سألته ذات مرة سؤال عن المواريث، ابتكرته، كان أشبه بلغز. قال بأنه سيبحث بالأمر، ولكن لم أسمع عن الأمر شيئاً، هو عموماً لم يكن يبحث عن إجابات، أو يدفعنا للبحث، رغم أن دفع الطلاب للبحث لم يكن تقليدياً، وليس عادة حتى الآن على ما اعتقد. عموماً، سعدت جداً أن رأيت مدرسي هذا، سعدت إلى أقصى حد. كان كل ما هنالك أني سلمت عليه، ولكن مع بعض الناس الطيبين، يكفي هذا ليثير سعادتك، ومع آخرين طيبين، لا يكفي إلا أن تكسب صداقتهم.











رجعت قبل دقائق من الوزارة، حيث استلمت مستحقاتي أخيراً بعد جهد جهيد. سلمت على بعض الزملاء هناك، لم أجد الكثير منهم. ولم أجد مديري الدكتور العزيز، ولا الدكتور المشرف، شعرت بالأسف الشديد لأجل الأخير خصوصاً، حيث أن مديري الدكتور رأيته مرتين منذ أن انتقلت، ويوجد فرصة لرؤيته بالجامعة، أما هذا، الدكتور المشرف، فلم يعد لي فرصة لأراه أبداً. خسارة فوق الوصف. لست أعرف الرجل جيداً، ولكن، أعتقده بأنه من الناس الذين يعتبرون مكسباً على المستوى الإنساني، وكان السلام عليه للمرء الأخيرة لي في الوزارة سيسعدني. قالوا لي بأنه سيأتي بعد وقت طويل، لا أستطيع الانتظار فيه على حساب العمل.










قبل يومين، طلبت سلطة من برجر كنج، ووجدت فيها سرو، دودة! السرو هو الدود الذي يوجد في الطحين القديم، رغم أن السلطة لا تحتوي على طحين. يمكنكم تخيل الصدمة، كنت قد وجدت ملاحظة من قبل على السلطة، ولكن ليس دودة. احترت ماذا أفعل. كنت أعلم أنه لا فائدة من التبليغ، خصوصاً على مطعم ينتمي لشركة ضخمة، ملك لشخصيات نافذة ومؤثرة، كما أني تصورت بأن هذا ربما جاء بسبب المورد، مورد الخضار. المهم أني وبختهم، ورفضت استبدال السلطة طبعاً، أخذت مالي وخرجت. جئت غداً وسألني المدير سؤال فاجئني، إذا كنت أريد سلطة؟ أخبرته بأني لن أشتري أبداً شيء يعدوه بأنفسهم بالمحل، مهما كان، لن أشتري سوا الكولا وفطائر هيرشي، وهي تأتي معلبة من أمريكا. جلست وقرأت الجريدة، وشربت الكولا الجيد، الذي يأتي هو الآخر معلباً من أمريكا قبل أن يوصل بالمكينة. جاء بعد قليل المدير، وأخبرني بأنه خجل مني عما جرى، خصوصاً أني أقول بأنها ليست المرة الأولى، ولأني دائم الحضور لديهم في أوقات وجباتي. اعتذر كثيراً، وشرح بأن هذه الفترة فترة صيف، وهم يأتون بالمواد من مودين محليين خلال الفترة، وتجهز منذ الصباح وتحفظ مبردة، لهذه العوامل ربما وجدت ما وجدت، لكنهم على استعداد لتجهيز السلطة من أجلي متى ما طلبتها، يجهزونها بالوقت الذي أطلبها فيه حتى تكون جيدة، أخبرته بأني لا أريد أن آكل طعاماً جيداً لوحدي، أريد جميع الناس أن يأكلوا طعاماً جيداً، يجب أن يحرصوا على هذا حين اعداد الطعام، ثم سألته لماذا اقترح حالما رآني أن أطلب سلطه؟ هل يعتقد بأني مجنون أو غبي؟ اعتذر وقال بأنه أراد أن يظهر لي بأنهم سيعدونها من أجلي. شكرته على اهتمامه، ولكني لا زلت عند رأيي، لن آكل شيء يعدونه.









 
لا أحتاج إلى الصيام لأتذكر نعمة الماء، حيث أني إنسان شروب للماء إلى حد غير عادي، أحياناً إلى حد مخيف. لكن الصيام يزيد من تأملي للأمر وشكر النعمة. لي مزاج خاص وصعب في شرب الماء، وكثير من أمنياتي تتعلق بالماء. خبرتي ازدادت في الماء بعدما علمني أحدهم عن مقاييس جودته، أقصد الماء المعبأ بقوارير. ومع الأسف، معظم الماء المعبأ لدينا رديء. المقياس هو في نسبة الصوديوم والعسر، مع أني أقترح الانتباه إلى الصوديوم أكثر. كلما كان الصوديوم أقل كلما كان أفضل. معظم المياه المعبأة لدينا تدور في فلك العشرين، وهذا شيء سيء للغاية. من المياه الدارجة، قد تكون أفضل خياراتك هي نوفا وأكوافينا، حيث الصوديوم حوالي 16. لكن إن كنت مثلي، تهتم حقاً بالماء الذي تشرب، تعرف بأن الماء له طعم وإن قال الجميع عكس ذلك، فستشتري أنواع أكثر ندرة، ولكن، يا الله، كم هي مروية، كم هي منعشة. يوجد نوع انتشر قبل سنوات عديدة، ثم انقطع لفترة طويلة. عاد فجئة وهو مصنع بالبحرين، ثم بالسعودية، هذا النوع هو مياه أروى التي تنتجها كوكاكولا، الصوديوم فيها 4.1 أو 5.3 يعتمد، وهذه نسبة قليلة جداً، أقل حتى من الكثير من المياه الأجنبية الجيدة. أكوافينا كما هو معروف تنتجها بيبسي، مع ذلك هي أقل جودة بكثير. مياه أروى مختلفة، ما إن تتذوقها حتى لا ترغب غيرها، إن كان لديك الاستعداد طبعاً لتقييم ما تشرب. يوجد كذلك مياه تنورين اللبنانية، وهي أعلى سعراً، ولكنها ممتازة، بنسبة صوديوم تساوي 4. أشفق حقاً على من يعتقدون بأن المياه تتشابه، وأنها واحدة، أشفق أكثر على من يضحك على من ينتقي الماء الذي يشرب، أشفق على من لا يختلف الأمر لديه. أحب تجريب الماء الجيد، اشتريت أنواع عدة من الخارج، ولكن بصراحة، لا أدري، أروى ليس لها مثيل. طبعاً، يوجد نوع مختلف من المياه، النوع المشبع بالاوكسجين، وغالباً ما يكون مصفى من الصوديوم، رغم أن وجود الصوديوم بنسبة قليلة ضروري على حد علمي. هذا الماء ليس لإرواء العطش بقدر ما هو نوع من الصرعة، يقال بأنه يفيد الجسم والرأس. جربته عدة مرات، من شركات مختلفة. قد يتبادر إلى ذهن المرء أن ما يدعى حول هذا الماء نصب، ولكن أعتقد بأنه صنع بعض الاختلاف بعدما شربته. أفضل نوع جربته هو نوع يعبأ في اندونيسيا، بتقنية حفظ وتعليب مختلفة ومثيرة للاهتمام. خارج العلبة تجد نصيحة الشرب، تقول النصيحة أن تشرب الماء من القارورة مباشرة، لا تسكبه في كأس، وتشربه جميعه دفعة واحدة ما أمكن، أو دفع كبيرة وسريعة ومتقاربة. لهذا الماء نقاء غير عادي، أقصد هذا النوع بالذات المعبأ بإندونيسيا حسب تقنية ألمانية، أقول له نقاء ويعطي شعور غير عادي. بعد شربه، كنت أشعر بأن ذهني صار أصفى بكثير، وأشعر بالنشاط. هل أنا واهم؟ كما يسمونه الأطباء البلاسيبو؟ ربما، ولكني لا أعتقد حقاً. هذه المياه غالية بطبيعة الحال، ولم أجدها منذ زمن بالأسواق، بالواقع، لم أبحث جيداً منذ زمن، بعدما افتقدتها لفترة طويلة.
لست أتحدث عن الماء لأني صائم وعطشان، لا أشعر بعطش كبير حتى الآن على الأقل، لكني منذ فترة طويلة أود التحدث بالأمر، وربما رمضان فرصة جيدة لتقدير نوعية الماء.
عموماً، يجب أن تجربوا مياه أروى. بعضها يأتي بتغليف بلاستيكي شفاف، وبعضها مصمت، والقوارير نفس الشيء لا تختلف تقريباً. كلها جيدة وممتازة، لكني أفضل ذات التغليف المصمت، الصوديوم فيها  4.1.
متى سأشرب من مياه صافية تجري بالطبيعة؟ على الأرض؟ أو في شلال صغير؟.











جالست بعض الأشخاص قبل قليل. زملاء في الجوار. تكلمنا عن أمور كثيرة، وجدت لدى بعضهم منطق غريب عن القراءة، رغم أني أشعر بأنهم أذكياء بالأساس. كانت جلسة ممتعة عموماً. وجدت بعضهم مهتمين جداً بتطوير الذات، وهو مجال لا أثق فيه كثيراً. من الصعب المناقشة والبوح بوجهات النظر أحياناً في جلسات كهذه. أحدهم من القصيم، من الربادى كما نقول. لاسم هذه العائلة ذكرى مميزة، ومضحكة قليلاً في نفسي، ومحببة بنفس الوقت.









ما أبطأ الوقت...









تحدثني أمي كثيراً عن أيامها السالفة، حينما كانت صغيرة، ولا أمل حديثها أبداً. أتمنى أن أعود وأرى ما كانت ترى، وأعرف بعض من كانت تعرف؛ عمها رحمه الله، الذي ليس له مثيل، جدتها، خالاتها، بعض المعارف، رحم الله من توفي منهم. لكن حينما تحدثني، لا يمكنني إلا أن أتخيل بأني مجرد شيء طارئ على حياتها، رغم أني عاصرتها الآن لمدة تفوق مدة طفولتها، إلا أني أشعر حينما تحدثني، وكأني زائر لها في البيت الطيني، وسط المزرعة وقرب البئر الصافي، أمام الباب الذي ينامون عنده في الصيف، وكأني أرى ذلك الزير بمائه البارد الذي لطالما أثار فضولي حديثها عنه، ومخزن التمر. أشعر بأني مجرد حاضر، أكثر من اللازم، ولست جزء من ذكريات جميلة. أود لو شربت من ذات الماء الذي شربت.




سعد الحوشان

هناك 7 تعليقات:

  1. من الأشياء المحددة بحياتي والمستمرة جداً..
    مهمة البحث عن السعادة ..أقرأ كثيراً عنها فأعلم تكراراً أن السعادة ليست بمجرد المعرفة ولو كانت كذلك لكان الفلاسفة أسعد خلق الله ..
    السعادة .. فعل ذاتي وهي مرتبطة بذواتنا وإداركنا لماهية السعادة ومعناها وفيم تتمثل !
    وبشكل عام فمن يعلق سعادته بوجود الآخرين وحضورهم في حياته ، يظل شقياً طيلة حياته يلاحق هذا ويتبع ذاك ..
    فهي أي السعادة/ أكسير الحياة الأعظم .. متوافرة وبشكل متساوي في قلوب كل البشر ..
    المتفوق فعلاً من يتقن ” تحريك” قطعه “السعادة في كوب حياته !

    ردحذف
  2. لا خلاف لدي أخت آلاء على وجهة نظرك، ولكنها برأيي مجرد جزء من القصة كاملة.
    السعادة ليست مجرد قرار يتخذ، يجب أن تتوفر ظروفها. من لا تتوفر لديه ظروف السعادة وأسبابها، فكيف يقرر، ويحرك بقلبه؟ بأي شيء يرعى هذه السعادة؟ إن الآخرين، الناس، من أسباب السعادة، وإن لم يكونوا أسباب دائمة أو كلية. مع ذلك، لا يمكننا أن نربط السعادة بشيء محدد ومستقل، يوجد ظروف يجب أن يتوفر الحد الأدنى منها برأيي.
    إذا كانت سعادة المرء مربوطة بشخص معين، ما المشكلة؟ أعتقد أن هذا أمر واقعي ولا حيلة للمرء تجاهه، لا حيلة للمرء حينما تفسد سعادته لأنه اشتاق إلى شخص آخر، أو عاشق لا يستطيع الاسترسال بأمر غير السعي لنيل حبيبته أو العكس، والكثير في تاريخنا عاشوا أشقياء وماتوا تعساء بسبب العشق أو الوحدة، ومع ذلك، لم يلمهم أحد ويقول بأنهم ربطوا سعادتهم بشيء واحد، هكذا هي الحياة، ليس لها قالب واحد، والقلوب مختلفة، والسعادة المكتوبة للمرء وكمها وكيفها مختلف، فقد خلقنا الله بعضنا سعيد وبعضنا شقي، وأسبابنا بعضها يتشابه جداً وبعضها يتشابه قليلاً.

    هل تتقنين حقاً تحريك قطعة السعادة في قلبك؟ أرجو لك ذلك، وأرجو لك الأسباب قبل كل شيء، كما أرجو لنفسي.

    أشكرك أخت آلاء على مداخلاتك الرائعة.



    فتاة المقاومة

    تسعدني متابعتك لمدونتي.

    ردحذف
  3. السعادة ربما في نهاية الأمر نسبية، وكما تعني لبعضنا غاية للأخر قد تكون وسيلة. القصد هنا، السعادة قد تكون معتمدة على قرار كما الظرف. اشكالية السعادة مثل اشكالية الكثير من المفاهيم الأخرى، صعب تعريفها لكن لكل منا الاطار الذي من خلاله يعرف أو يحب أن يعرفها فيه.


    أما عن الماء، يستحضرني درس العلوم أن من خواص الماء الفيزيائية ألا طعم له (ولا لون ولا رائحة). لكن لماء الشرب طعم مستساغ لما يحويه من أملاح.

    بالنسبة لي شخصياً فلا خبرة لي بالمحتوى المعدني (لكن شكراً لما ذكرته عن نسبة الصوديوم فسأقوم بالمعاينة). أنا عن نفسي ابتعد عن المياه المعبئة لأنها ليست من مصادر نبع أو نهر. منها على ما أعتقد أروى وآكوافينا - لكن أشربها مضطر - وفعلاً أروي لها طعم مستساغ.

    طلال

    ردحذف
  4. كلامك صحيح طلال فيما يخص السعادة، سوا أن الأمر برأيي لا يكون إلا بالعنصرين، أو بحد أدنى منهما، الظروف، والقرار. أتفق معك بأن السعادة من الصعب تعريفها، فالقلوب مختلفة.


    أتذكر درس مثل درسك بخصوص الماء، لكن لا أعتقد بأني صدقت من قلبي!
    لا أدري إذا كنت أنت صديقي العزيز طلال من البحرين؟ إن كنت هو، فلا أدري ما الخيار المقبول غير شراء المياه المعبأة غير شراء مصفاة متطورة باهضة الثمن للمنزل ذات صيانة مزعجة ولواحق كثيرة، إلا إن كنت عدت إلى أوروبا.
    عموماً بعض المياه المعبأة تؤخذ من نبع، مثل مياه تنورين اللبنانية و الكثير من المياه الأوروبية. ولكن حتى هذا ليس دليل دائماً على الجودة، فبعض الينابيع ومصادر الماء تشتهر بجودة مائها، وبعضها ليس بنفس الدرجة. حتى الآبار، بعض المياه لدينا يدعون بأنها مأخوذة من آبار، مثل نوفا، لكن فكرة مياه الآبار غير جذابة في الجزيرة العربية، لأن المياه كثيراً ما تكون غنية بالأملاح، والكبريت، وهذا ليس بشيء جيد. مع أنه يوجد آبار أيضاً تشتهر بجودة مائها، رغم قربها من آبار ليست جيدة، تستخدم للشرب عند الضرورة فقط.
    لذلك، لا أعطي إلا بعض تركيزي لمصدر المياه. خصوصاً بعدما جربت مياه فرنسية سيئة رغم أنهم يدعون أنها من نبع.

    أروى مياه ممتازة دون أدنى شك.

    ردحذف
  5. جميل أن يؤمن الإنسان بأن السعادة تنبع من داخله.. ولفترة ليست بالقليلة وأنا أؤمن بهذا الأمر..بمعنى أن كل ما يحدث من حولي لن يؤثر علي ما دمت سعيدة بالداخل !!
    لكن وجدت الكثير من الخطأ في هذا الأمر للأسف..
    فكلما أبني السعادة في داخلي وأبدأ بتصديقها ومعايشتها مع تجاهل الظروف المحيطة..أرفع عيني وأصدم بما حولي..فيؤثر علي..على مقدار السعادة التي أشعر بها..
    عندما أتخيل بأني في قمة سعادتي..أرى شذا مبتسمة بطمأنينة..وسكينة تغشاها أمام بحر..بعقل تخلو منه المنغصات..وروح متأهبة لكل ما هو قادم..بحماس ..
    ووللأسف هذهـ الصور قد تجلب الحزن في النفس في لحظات اليأس أحياناً..عندما نبدأ بالمقارنة :(

    ::

    برجر كنج والسلطة..نصيحة خيي سعد الحوشان دوما ما ترددها والدتي .."لا تأكلون السلطات من برا" ا.هـ
    مهما كان فالأنواع الأخرى المطبوخة أراها أأمن..
    اشتر مكونات السلطة وقم بإعدادها..حتى لا تكرهها وتعزم على عدم أكلها بسبب أولئك ..
    ::

    مدرسك الذي وجدته بائع في إحدى المحال..استغربت بصراحة..أو بالأصح تساءلت عن السبب الذي يجعل مدرس يتخلى عن عمله..أم أنه بعملين ؟!

    ::

    بالنسبة للماضي الذي تمنيت أن تكون فيه..
    تأكد بأنك لوالدتك لست مجرد حاضر...فأنت كل شيء بالنسبة لها..والذكريات ثمينة جداً بالنسبة لصاحبها.. ولكنها لا تمثل نفس الأهمية غالبا للآخرين..
    فهنيئاً لك..فقد شاركتك بأحد أثمن الأمور في حياة كل شخص..

    ::

    موفق

    شذا العتيبي

    ردحذف
  6. أعتقد يا أخت شذا بأن الناس يخلطون بين أمرين مختلفين، إنهم يخلطون بين السعادة والرضا. إن الرضا ينبع من الداخل بالفعل، ولا يجب أن تكون سعيداً لتكون راضياً، ولكن العكس صحيح، والشروط مختلفة مع ذلك إلى حد ما.
    إن الرضا أهم من السعادة بكثير.


    بالنسبة لسلطة برقر كنق، همممممم... امك الحكيمة هي الناصحة الثانية بالأمر، إذ قال أحد الزملاء بأن لا أشتري السلطة من الخارج أبداً، ومثلما قلتي، قال الطعام المعد على النار أكثر أماناً. ربما كانت مشكلتي دائماً بأني أتخيل بأن السلطة آمن وأنظف ما قد يقدمه مطعم، ولكن يبدو أني مخطئ. مع ذلك، لم أعد آكل في برقر كنق غير الهيرشيز باي المغلفة من مصنعها، وفطائر التفاح لمحدودية التدخل، وحتى هذا أمر نادر، ما يحضرني إليهم كل يوم هو الكولا وقراءة الصحيفة بالمقام الأول.
    خطر في بالي، لو تذوقت والدتك السلطة اليابانية في مطعم طوكيو، أتراها كانت ستعطي تلك النصيحة؟.


    بالنسبة للمدرس، لا طبعاً لم يتخل عن عمله بقدر ما أتصور، حينما وجدته يعمل بالمحل كان الوقت بعد منتصف الليل، في رمضان طبعاً.


    رؤيتك لأمري مع والدتي عزاء لنفسي. أشكرك بصدق. أشعر دائماً بأن ذكريات والدتي المخزونة في رأسي هي كنز لي أيضاً، بشكل ما.


    شكراً على تعليقك أخت شذا.

    ردحذف

ما رأيك بالقول؟