‏إظهار الرسائل ذات التسميات """بريد""". إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات """بريد""". إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 7 أبريل 2010

الأماني الرحيمة(رسائل الألماني،هدية وجهاز جديد،أحداث وأفكار)

بسم الله الرحمن الرحيم




من السهل على الناس أن يتمنوا الموت لبعضهم، ربما لأحبابهم، أو من يفترض أنهم يحبونهم. أمر صادم، لكنه حقيقي. وهؤلاء، الذين قد يتمنون الموت لآخرين، قد لا يكونون أشراراً، كما قد لا يكون من يرجون موتهم كذلك. إن الأمر يتعلق بالظرف. يتسبب بعض الناس بالمتاعب للأخرين، أهلهم مثلاً، أو أصدقائهم، حتى يتمنون لهم الموت، لأنه السبيل الوحيد للفكاك منهم ومن متاعبهم. والعكس أيضاً صحيح، قد يتمنى بعض الناس الموت للآخرين، لانهم بالغوا في أذية هؤلاء الآخرين، وصار الندم، وعدم القدرة على التعويض، أمرٌ لا يحتمل، ووجود الآخر المجروح، يذكر بهذه المأساة، وهذا العجز الرهيب عن التعويض، بعدما كان إيقاع الأذى سهلاً. يكون الأمر مثل إرادة ذبح الحيوانات التي تعرضت لحادث شنيع، ومع ذلك لم تمت. قد يتخيل من يقرأ أني أكتب هذا لأني أتمنى الموت لأحدهم، وهذا حدث ربما لمرة أو مرتين، مدفوعاً بالشعور بالظلم والقهر، لكن، أفكر بمن تمنى لي الموت؟ أنا أحتاج إلى أسباب قوية ومنطقية لأتمنى لأحدهم الموت، أعرف نفسي، لأنه يصعب علي إيجاد سبب لإيذاء أحدهم باللفظ، فمن باب أولى سأجده من الصعب تمني الموت لأحد، حتى لو بالغ بإذائي، ومن جهة أخرى، لا أتذكر بأني بالغت في ايذاء أحد لأتمنى الراحة لضميري المعذب. لكن أعتقد بأن بعض من قابلتهم، أحبوني أو كرهوني، لا يحتاجون إلى سبب كبير لتمني الموت لي، لأن أذيتي كانت سهلة عليهم جداً، ولا أتساءل حتى إن كان قد رف لهم جفن لحظة أذيتي. بعض الناس لا يتوقعون من الدنيا، ومن فيها، إلا أن توافق أمزجتهم، فأن لم يكن، فلا شيء آخر يهم، ولا حسنة واحدة للمرء تشفع.
قلت لأحدهم ذات مرة هذا بصراحة. قلت لا بد أنك تتمنى موتي، لكنه أنكر، وحلف الأيمان. لكنه تصرف بعد ذلك على نحو أجهده وأجهدني، وقد بدا من المنطقي في رأيي، أنه سيفضل موتي على هذا المجهود والهم بكل تأكيد. كان الندم يأكله كثيراً تجاهي، وتجاه الحالة التي أوصلني إليها، وكان يبذل جهداً يائساً ليبرئ ساحته، جهد يزيده ذنباً.
إنه قتل رحيم، لكن بالأماني فقط.




كنت قد أخبرت بأني سأترجم مراسلة بيني وبين الألماني الأصغر، الذي تحدثت عنه بضع مرات في مدونتي، مع أجانب آخرين، لعل أهمهم الألماني الأكبر.
كنت قد أوضحت في تدوينتي السابقة كيف بدأ أمر النقاش في الموضوع محل الجدل. بشكل أكبر تفصيل؛ أرسل إلي الرجل مقالات كثيرة من مجلة أمريكية شهيرة، تتحدث عن المنطقة هنا. قرأت بعضها، وأرسلت إليه أخبره بأني قرأت 3 أو 4 مقالات، وقلت: "وجدت فيها بعض الحقائق، وبعض الأكاذيب، ولكن اللغة العامة متحيزة كالعادة، كما لو كانت ضمير جماعي يقدم نفسه كمثال يجب أن يتبع مهما كان، بلا نقاش، وبدون النظر إلى الاختلافات والأولويات، وباستخدام لغة متعالية ومصدرة للأحكام بشكل عام. لكن لا شيء جديد في هذا، سواء من حيث اللغة أو العقلية."
كتبت هذا، وأضفت بأني لا أنكر وجود بعض الحقائق، وأبديت اهتمامي بالاطلاع على المزيد. ثم أخبرته عن ملاحظتي حول اهتمامه بالمنطقة بشكل خاص، من خلال كثرة المواضيع وتواريخها، وأني لاحظت هذا في وقت سابق عليه، لكن الأمر الآن أكثر وضوحا. ثم سألته عن السبب خلف اهتمامه؟. 
رد بأنه سعيد باهتمامي بالمقالات، وأنه لم يتوقع أن تعجبني، خصوصاً أنها لا تعجبه، وشرح مطولاً أن هذه المجلة هي أفضل الأسوأ، وأن غيرها شديد التحيز، وما إلى ذلك.
ثم أعقب: بما أني أعيش وأعمل هنا في هذا المكان المميز، فإني أريد أن أفهم الحياة هنا بأفضل ما استطيع،  ولا يوجد سر غريب بالأمر، ووضع رمز ابتسامة.
رددت: أفهم،  وأني كنت أظن بأن لديه اهتمام بالدين على نحو خاص. ولكن هذا بطبيعة الحالة أمر لا ينفصل عن جوانب الحياة الأخرى هنا.
ثم أعطيته وصلة لموقع ميدان للحوار حول المستجدات، عن طريق ترجمة المعلقين من الشرق والغرب لبعضهم البعض.
رد يشكرني على الوصلة ويعرض علي تعليق كتبه، وترجمته الآلية، التي كانت سيئة إلى درجة أنها فقدت أي معنى.
ثم أتبع بالمهم، وجهة نظره الصريحة والواضحة حيال الدين. هذه ترجمة لما قال في هذا الخصوص، مع تعليقاتي الخاصة في المدونة باللون الأحمر:

"بخصوص الدين: نعم، كان أحد تخصصاتي الفرعية (الآخر هو تخصص التاريخ، بينما تخصصي الأساسي هو تعليم اللغة الألمانية كلغة أجنبية) ولطالما أحببت الإسلام منذ الوقت الذي قرأته فيه عنه في حصص المدرسة (مادة اللاهوت الكاثوليكي)، وأكثر بعد زيارة المساجد الجميلة في تركيا، ودمشق، والقاهرة، وباكستان. من المؤسف أنه لا يسمح للـ"كفار" (كتبها فعلياً باللغة الانقليزية بين علامات تنصيص، هذه الكلمة تستفزهم كثيراً) في المملكة. وأني أكبر من أن أتذكر دعاء أو دعائين باللغة العربية.
أياً كان من قال: "التقليد ليس بالحفاظ على الرماد إنما بتمرير الشعلة" كان صادقاً. وأجد أن فكرة الحفاظ على أي دين "قديم" على الحالة التي كان عليها في البداية قبل أكثر من ألف سنة (أي قبل الثورة الصناعية) ليس فقط أمراً مستحيلاً، ولكن ......... (اختر أي صفة سلبية تريد)-(هذه كانت عجرفة، ووقاحة بيّنة)
ولكن الحفاظ على الجوهر والعمل بالمبادئ الأساسية هو شيء يستحق التجربة- وهو أمر مفتوح لنقاشات لا نهائية لأن الحياة غير ثابتة إنما متحركة، وإذا كان الله حياً، فهو إذاً لا يمكن أن يكون ثابتاً.
وأرفض أن أصدق بأنه من الممكن أن يكون قاسياً، أو خائفاً من التغيير، أو مهتماً بالشكليات- أو في حاجة للتبجيل المتواصل.

ولكن بالطبع أنا اؤمن بوجود واحد (وضعها بأحراف كبيرة) فقط يستحق التبجيل، وأعتقد أن محمد (عليه السلام) (معتاد على قول هذا دائماً) كان نبياً."

انتهى رأيه بالأمر هنا. ولا يلزم إيضاح أني شعرت باستفزاز كبير تجاه رؤيته لله وإسقاط رؤاه لنا في مقارنة مع ما يعتقده عن الله سبحانه، في انتقاد غير مباشر، لكن واثق، ولاذع، وربما حاقد على ما يبدو.

جاء ردي علي موضوع الدين طويلاً، بينما تكلمت عن الأمور الأخرى، الموقع، وتعليقي الذي سأل عنه، على نحو مختصر.
ردي على موضوع الدين:
"فيما يخص الدين. حسناً، لم يكن كل ما ذكرت صحيحاً. أنت هنا، الكثير من غير المسلمين هنا، كيف لا يكون من المسموح للكفار التواجد هنا؟(استخدمت كلمة الكفار التي استخدمها) . أن يكون لدينا آخر دين سماوي والوحيد الصحيح، كما نعتقد، لم يأت كشيء ليقال فقط، وبلا اثبات، وبلا خطط من الله. نحن نؤمن بأن الإسلام هو الدين الوحيد الموجه لكل الناس، ولكل الأوقات، لأسباب. أحياناً، تطبيق الإسلام بالطريقة الصحيحة يفشل، بسبب الناس، ليس بسبب خطأ فيه، لأنه دين متأقلم، ليس كالنصرانية، التي لم تنجحوا إلا حينما أوليتموها ظهروكم، لأن وقتها مضى وصلاحيتها انقضت. لقد أعلى الإسلام من شأن الناس هنا(والعالم بالتبعية) لوقت أطول مما قامت به النصرانية، وعندما ضعف إيمان الناس، وعندما حاولوا إتباعكم مثلما حدث في تركيا على سبيل المثال، فقدوا الكثير من الأشياء التي كانوا فخورين بها.
غني عن القول أن المبادئ والشكليات هي أمور مهمة بنفس الطريقة. لا يمكنك أن تؤمن بالله دون أن تحترمه، ولا يمكنك عبادته بدون الصلاة إليه. الشكليات هي رموز للمبادئ. كيف لك أن تعرف ماذا يريد الله؟ هل ستغامر في مخيلتك، وتقول الأشياء بالنيابة عنه؟ إن كنت تؤمن بالأنبياء، يجب أن تصدق ما يقولون، وكيف يوجهونك للتفكير بالله، وكيف تثبت التزامك بمعتقداتك، بالفكر، والشكليات.
في الإسلام، نؤمن أننا خلقنا لسبب؛ لعبادة الله، وهذا يشمل التسبيح والتبجيل، ولتحمل مسئولية الأرض، وتطوير أنفسنا وعالمنا. نصف هذا يحدث الآن، النصف الآخر كان يحدث لزمن، ولا يزال طموحاً.
التقاليد، إن كانت متماشية مع المبادئ، فهي لا تضر. لا يحتاج الناس حول العالم للتفكير والعيش بطريقتكم. القسوة يمكن أن ترى منذ زمن بعيد صادر عن الآخرين، وليس المسلمين، ولكن يبدو أنها تسمى بأسماء أخرى هذه الأيام، مثل أمن الدول الغربية، والنجاح، وهي ليست كذلك. مشكلة قومك بشكل عام هي أنكم لا تستطيعون  أبداً تخيل مفاهيم مختلفة لنفس الأشياء، ولا تستطيعون فهم الاختلافات، ناهيك عن احترام، احترام بصدق، هذه
المفاهيم، وليس فقط ادعاء ذلك. تطالبون بالتسامح حينما تظهر التناقضات، وأن تسمع أفكاركم. ولكن كل ما تعطونه بالمقابل، حينما يحين دور الآخرين، هو الاحتقار، والتشكيك. لا، شكراً، لا نريد أن نصبح هكذا، لا نريد أن نتطور بنفس الطريقة. ولكن هل بمستطاعكم فهم هذا؟ ليس أنت يا فلان، لكن كل قومك. رغم أني رأيت سوء الفهم في كلماتك.
الإسلام متغير، منذ بدايته، ويوجد آليات للتأقلم. تحتاج إلى قراءة المزيد عنه.
قد يكون لدينا أخطاء هنا، لكننا لسنا مخطئين في كل شيء، وبعض الجوانب صارت تتحسن. على الأقل، العادات المستقاة من الإسلام، والتمسك الشديد بالإسلام، رغم سوء التفسير في بعض الأحيان، قد حفظتنا من مشاكل أخلاقية على نحو أفضل من الآخرين. نحن نفهم هذا ونقدره بصدق، وواعون لما يمكن أن يحدث لو فقدناه، لأننا نرى أمثلة، فالحياة ليست فقط ثراء، وعلم، ورغد العيش، يوجد بعض الأمور التي يجب أن تحاولوا تعلمها منا، بنفس الطريقة التي نسعى بها للعلم هناك. لا يمكننا الحفاظ على هذه الأمور بالاستماع لأفكارك وتجريبها، فعندها لن نكون مختلفين عنكم، وسنكون أسوأ، لافتقارنا للثراء الدنيوي الذي لديكم.

ليس من المعتاد رؤية نصراني يعتقد باستحقاق واحد للتبجيل، على الأقل بالنسبة لتجربتي.

كانت قراءة أفكارك حول الأمور مثرية، صدقاً يا فلان.

المخلص
سعد."

بعد هذه الرسالة، شعرت بالحيرة تجاه علاقتي به. أعلم بأن هذه أفكار معتادة لديهم، لكن من غير القبول التدخل السافر هكذا، والانتقاد الحاقد الوقح. كنت مرتاحاً بأن رأيت كيف يفكر بوضوح، وأن اطلعت عن قرب على نموذج من فكرهم الذي ينعكس على حياتنا، حيث يمشون بيننا طوال الوقت، نبتسم إليهم، نصادقهم، لكن لا نعرف بالعادة إن كانوا يتبنون هذا الفكر المتعالي بهذه السرعة التي عرفت بها.
لعل حقده كان زائد عن الحد، ولعل عادته بكثرة التحدث وعدم الحذر قادته إلى الكتابة دون تفكير بمشاعري.

كنت أتوقع أن يصدم بردي على أي حال، وكنت أتوقع رد على بعض العنف. لكن ما جاء هو:

"عزيزي سعد.
أفضل امنياتي لك، وشكراً على الرسالة الطويلة- سأقرأها بانتباه أكبر بعد قسط من الراحة ونومة جيدة خلال الليل- إن شاء الله- 
لكني أريد فقط أن أقول:
أ - أنا بالتأكيد لم أرد أن أقول أي شيء سيء أو مهين عن الإسلام، العرب، أو عنك. وأنا لا أفكر ولا أحمل في سويداء قلبي أي سوء تجاه هذه الأشياء الثلاثة !!! وعليه، أعتذر عن أي تعليق قد يبدو سيئاً (الآن وفي المستقبل).
(ثم شرح وجهة نظره عن إمكانية سوء فهم الناس لبعضهم، وأعطى مثالاً (بأنه كان يقصد أن غير المسلمين غير مسموح لهم بدخول المساجد هنا، أو هذا ما يعتقد، فهو لا يريد أن يخرق القوانين)، وهذه إشارة إلى أني فهمته على نحو خاطئ حينما قال بحماس بأن الكفار غير مسموح لهم بالمملكة. لكن، ألا تلاحظون بأنه الآن لم يستخدم إشارة "الكفار"؟ أعتقد بأنه أراد أن يلطف الجو، ويتخلص من هجومه المبطن. عموماً أنا لا أريد أن أترجم ما قال لأني لا أريد إيضاح هويته. 
ثم بعد ذلك، ترك الموضوع كلية، وتحدث عن معرض الكتاب، طالباً ايضاح بعض الأمور مثل المكان)

أراك لاحقاً!"

انتهت رسالته، ورددت عليه شارحاً بخصوص مكان معرض الكتاب، أين هو وأين كان. تبادلنا رسالة عادية او اثنتين بعد ذلك. واتصل بالهاتف ليخبرني أنه في المعرض إن كنت أستطيع الحضور والتجول معه. لم أكن سأذهب في ذلك الوقت.

انتهت الرسائل، وهي جائت سريعة، ولكن جذرية تجاه علاقتنا. لم يكن علي إبعاد العاطفة وأنا أفكار وأقلب الأمر، فقد شرحت في التدوينة السابقة، في دعايتي لهذا الأمر، أني لا أعتقد بأنه يكن تقدير شخصي تجاهي، وأني بالواقع لا أشعره بالراحة لسبب أجهله، أرى هذا بوضوح منذ زمن طويل. لم أقرر إنهاء العلاقة، لكني لم أعد أشعر بالراحة بدوري، وكرهت إهاناته المبطنة. كنت آخذ تعليقاته بحسن نوايا بالسابق، لكن شعرت بأنه لم يكن يجدر بي. حينما تكلمنا بالهاتف، بعدها مرة أو مرتين، تكلم بإحداها عن زوجته، وأنه ستزعجه لو تأخر، ثم قال بأنه يتمنى لو كان قد تزوج سعودية حتى تكون هادئة ومطيعة ولا تقول شيئا، لم أضحك على المزحة، فقط صمت، فاعتذر قائلاً بأنه لم يقصد.
بعد فترة قصيرة، حضر إلى قسمنا لإجراء معين، سلمت عليه وساعدته. ولكن بدى على حضوره الذهول، أعتقد بأنه كان يعاني من صدمة تجاهي، صدمة نفسية. كان مشتت قليلاً، هادئ على غير المعتاد، وشاحب جداً كذلك. وكان يواجه صعوبة في كبح طبيعته غير الحذرة، وهو أمر يقدره في نفسه بوضوح مهما بدا مزعجاً للناس، و يواجه صعوبة لاضطراره للخوف من ردة فعلي.
لديه طريقة يحاول أن يستفز فيها الناس على ما يبدو، وهي الحكم عليهم. تحدث عن رسائلنا، وقال بأنه يعد رسالة أو رسالتين لي، ولكنه يعدها بحذر لألا يقول بأني مخطئ أو مصيب، قاصداً في ذلك تمديد الحوار. لم أعلق، ولكني أبغضت استمرار المراسلة، لقد أوضح وجهة نظره، و أوضحت وجهة نظري، إذا هل يريد أن يجادل فقط؟ خصوصاً أن لهجته لم تكن من النوع الحواري. تكلم عن نظرية صدام الحضارات، وسألني إن كنت أعرفها، وأعرف الكتاب الذي يتحدث عنها؟ قلت بأني سمعت عنه ولم أقرأه. شرح بأنه يتكلم بالصدام الحتمي والقائم بين الغرب والشرق، أخبرته بأن هذا ما يجري الآن، وإلا لماذا يأتون هنا ويشيعون الحروب ويدمرون. صمت، وقال بصوت خافت بأنه في حال الصدام فسيشعر بالأسف كثيراً على الشرق. هل سيشعر بالأسف حقاً؟ فعلاً، في حال الصدام، نحن الطرف الأضعف، بل إن الصدام قائم، في العراق وأفغانستان وفلسطين، ونحن يؤسف علينا بالفعل.  قال بعد ذلك مبتسماً بأني ربما لدي نفس النظرية، نظرية صدام الحضارات، أعتقد بأنه كان يحاول استفزازي، لكني قلت بأني لا أدري، فأنا لم أقرأ الكتاب لأخبره. ثم قال بأسلوبه المرح المعتاد، وكأنه يتآمر معي: "إذا دعنا نحن نظل أصدقاء". يعني في حال الصدام والعداء. لكن ما فعلته هو أني رفعت كتفي فقط، معبراً عن عدم ثقتي، وعدم تأكدي من الأمر. كان رد لا ينتظره بكل تأكيد، وقد صدم حقاً، إلا أنه نظر إلي بطريقة معاتبة على نحو غير جاد، هزلي، فضحكت. لا يجب أن تنتهي العلاقات بالغضب دائما. كانت صدمة مضاعفة على ما يبدو. تمنى لي الصحة والعافية، وغادر بعدما انشغلت بمراجع آخر عنه.
باستثناء صدمات المواقف، لا أعتقد بأنه عانى من شيء، ولا أعتقد بأنه شعر بالخسارة. 

حينما أخبرت أختي الكبرى بأمر الرسائل وترجمتها لها، اعتقدت بأن ردي عليه متزن وواضح. أخبرتها لاحقاً بما جرى في القسم، حينما رفعت كتفي في عدم ثقة. أنّت بحسرة وألم، وقالت بأن هذه خسارة، أن وصلت الأمور إلى هذا الحد، بعدما دعوته للمنزل سابقاً وكانت العلاقة جيدة. أخبرتها بطبيعة الأمور، ووضع الدعوة، وشخصيته، وما أعتقده من عدم ارتياحه لي من الأساس. قالت بأنها تتفهم هذا، لكن بدى لها أن الأمر مؤلم بعد الود السابق.

قد لا يرى أحد مبرر لما جرى، وقد يعتقد بأن هذه هي وجهة نظره، لكن لا يجب أن ننسى بأن هذه وجهة نظري بالمقابل. أعلم بأن الغرب لديهم اسلوب حياة ومفاهيم مختلفة، لكن لم يدعهم أحد للتخلي عنها، بينما هم لا يدركون هذا، ويريدون تعليم جميع الناس كيف يجب أن يعيشوا حياتهم. يريدوننا أن نكون مثلاً مسلمين بلا إسلام. وأنا لا يعجبني أبداً اسلوب تعليم الناس كيف يجب أن يعيشوا. لم يذهب إليهم أحد ويقول لهم: توقفوا عن الزنى، توقفوا عن اللواط، توقفوا عن قبول هذه الأمور، توقفوا عن الخمر والخنزير، توقفوا عن العقوق. إن ما يقال لهم هو: أسلموا. يسلم من يريد، ويفعل ما يشاء من لا يريد.

لماذا لا نتيح نحن أيضاً لأنفسنا التعبير عما يجول بخواطرنا بوضوح؟ ما نعتقده عن الآخرين كما يقولون لنا ما يعتقدونه عنا؟ لماذا نحاول قدر الإمكان مسايرتهم، وإعطائهم مساحة من الإنتقاد لا يعطوننا إياها؟. تناقشت ذات مرة مع أمريكي عبر الانترنت له زيارات للسعودية. وكان ينتقد المجتمع وأمور كثيرة، رددت عليه بأني لا أوافقه، وبأن ما يقوله غير صحيح، وتكلمنا في الأمر. علمت لاحقاً بأنه أعجب بي بسبب هذا الموقف، وأخبرني بأن السعوديين بالعادة يوافقوه، ولا يخالفون أبداً. إن إطاعة الآخرين بآرائهم، دون إبداء مبرر لهذه الإطاعة، هو ضعف.




ذهبت قبل قليل إلى العزيزية مول، لرؤية مكتبة  جديدة ذكرت لي. قبل أن أصل الدرج الذي يصعد بالناس إلى السوق، مر شاب ملتزم، ومعه كيس أغراض، خارج من السوق. حينما وصلت إلى الدرج، أوقفني حراس الأمن، قائلين بأنه للعوائل فقط، أخبرتهم حالفاً بأني أريد المكتبة فقط. ولكنهم رفضوا. قلت بأن مطوع قبل قليل خرج من السوق وهو لوحده، هل من المسموح للمطاوعة دوناً عن بقية العزاب الدخول؟
قال نعم. وهو يحاول أن ينهي المحادثة المحرجة.
سألت وأنا أقص الهواء باصبعين: يعني المطاوعة ما لهم "عضو"؟
قال بأن هذه أوامر، وهم ينفذونها فقط. سألته إن كانت الأوامر تستثني المطاوعة فقط؟ أكد لي ذلك. وبالواقع، ليس أول حارس أمن يخبرني بنفس التعليمات الدقيقة.

من يعرفني، يعلم بأني بالأساس لست ضد المطاوعة، وكنت أفضلهم للصداقة. لكن، ليس في مثل هذه المواقف. لقد سئمت سوء الظن فقط لكوني غير ملتحي، لقد سئمت التهمة الرسمية التي تطاردني وباقي الشباب النظيف. وقد سئمت افتراض الفضيلة والكمال في المطوع فقط لكونه يطيل لحيته. مع العلم أن هذا ليس دليل على ما في القلب، ونرى ونسمع، فهم مثلهم مثل كل الناس يخطئون ويصيبون، فيهم الصادق وفيهم الكاذب، فيهم المستقيم، وفيهم المنحرف. من يدخل القلب؟ وهل اللحية تربى لأجل الناس أم لأجل النفس، حتى تتخذ بطاقة تسهيلات ومرور؟. يقاوم المرء بصعوبة العداء المتنامي تجاه المطاوعة كي لا يجرفه، لكنهم لا يساعدون، لأن الكثير منهم، بمن يسيّر منهم ويقرر بعض الأمور التي تمس حياة الناس، أغبياء. 
لم أكن لأغضب لو كان الأمر يطبق على كل الناس، كل العزاب، طالما لم يخضعوا لفحص لرجولتهم، يجب أن يطبق عليهم ذات الإجراء. لكن أن ترى، ويرى الناس، مدى سوء ظن دولتك، ومجتمعك بك، فإنك لا تملك سوا القهر والكراهية في نفسك تجاه من تسبب بهذا. 
بسبب عملي، وطبيعتي، أخالط الكثير من الأجانب، ومن يأتي على ذكر الأمر، يجده مثير للسخرية، سوء الظن بمعظم الشباب السعودي دوناً عن غيرهم. هذا يبعث للناس رسالة خطيرة.
كنت قد دخلت في حوار قديم مع مطوع، صديق لشخص كان صديقي. وكان مزهواً بمنع الشباب، مسيء للظن فيهم، بينما يعترف بلا مبالاة بأنه لا يرد عن الدخول للأماكن المخصصة للعوائل. كان هذا حسن ظن بالذات، وبالأقران، مثير للقرف، والأسف كذلك. كان حواراً حامياً، تسائلت فيه لماذا يساء بي الظن لأني غير ملتحي؟ وصراحتي بالطرح، أغضبته، وضايقته جداً. وهو شيء متوقع، لأن أمثاله أنانيون، يفترضون أنهم سينالون الدنيا والآخرة دوناً عن غيرهم، الذين لا يستحقون، لأنهم لا يربون اللحى ببساطة. 

لا زلت أحتفظ بتقدير للكثير ممن أعرف من المطاوعة، ومن أسمع عنهم من المشائخ، لكن في هذا الموضوع، بكل دلالاته المحبطة، لا يمكنني التحمل، وهو موضع احتجاجي.






مرت إجازتي سريعاً هذه المرة. إنها اسبوعين، والآن أنا في يوم الأحد، من الأسبوع الثاني. ليست كالإجازة الفائتة، التي كانت اسبوعاً، ولكنها بدت طويلة. لكن على أي حال، أجد نفسي مرتاحاً نوعاً ما، أجد أن الأمور الملحة التي كانت تقلقني قد خفت، وإن لم تختفي. لا زلت أشعر بقلق مستمر، وانقباض بالنفس، لكن مع ذلك، الوضع أفضل، ربما بنسبة 70%، وهذه ليست بالنسبة القليلة. ماذا بوسعي عموماً أكثر من هذا... فكرت بالذهاب إلى المدينة المنورة، ولكن شيء ما ردعني باللحظات الأخيرة، وجعلني أحجم، رغم حماسي الأول. كان هذا للأفضل، حيث أنه ظهرت مشاغل لهذا الأسبوع لم أكن أعلم عنها. سيكون هذا تحضير لعودتي للعمل، بعد اسبوعين من نسيانه، إلى حد ما.




وصلني تعليق على تدوينتي الفائتة، لم أنشره، وهو يقول: أحمدك يا ربي وأشكرك. حينما يقول الناس هذا بشكل عام، فهم يتخيلون بأنهم يوجهون إهانة. تسائلت إن كان قد ضيع وقته بقراءة كل ما كتبت، حتى لا يجد سوا هذا ليقوله؟ أم لم يقرأ شيء، ولكنه وجد ما لا يعجبه مع ذلك؟. أم قرأ القليل، ولم يعجبه، ولم يتساءل عن الباقي. عموماً، تصورت مباشرة أنه قد يكون مراهق صغير من المنتدى الذي أضيع وقتي فيه كثيراً في الفترة الأخيرة.



أعتقد أنه يجب أن أعود إلى المنزل الآن. كنت أشعر منذ أن كنت طالب في الجامعة، أني أعود إلى سجن كل يوم.






أتمنى لو كانت حياتي كالمناخ، يستجد فيها جديد، ولو بعد حين، شهور صحو وقيظ، شهور غمام وبرد، ولكن، تمر أيام ماطرة، ونباتات تصارع الأرصفة.

ماذا بوسع المرء أن يفعل؟ لا أحد يكتب قدره.



حصلت على هدية بديعة قبل أيام، هدية من الصين. كيف يبدو الأمر، حينما أقول: من الصين؟ إنه يبدو لي مثيراً جداً، حيث يحتمل الأمر جانب معنوي كبير، وروح مرتبطة بالغرابة والثراء الثقافي بنفس الوقت. بينما كان ليبدو روحانياً لو قيل: من الهند. رغم أني بالواقع لم أحصل على هدايا ملهمة من الهند مع الأسف. 
الهدية التي حصلت عليها من الصين جائت من الصينيين الذين دعوتهما إلى المنزل قبل فترة طويلة الآن. الهدية عبارة عن شاي ياسمين بتغليف جميل، وطقم أدوات الشاي الصينية التقليدية. هدية بديعة جداً، جداً. 
الأدوات عبارة عن ابريق فخاري، بالتصميم المألوف، سوى أن في جوفه، في فتحة عنقه، يوجد ما يشبه المنخل أو المصفاة، لتصفية الشاي من الورق. وابريق آخر بلا غطاء، من نفس المادة، جميل الشكل، ربما يشبه أباريق الحليب بأطقم الشاي الانقليزية، يصب فيه الشاي حينما يجهز من الابريق الأول، مصفى من الورق، وستة فناجين بالغة الصغر، من نفس المادة أيضاً. شرحوا لي الأصدقاء الصينيون كيف يتم الأمر. توضع الأوراق في الابريق الأول، يصب عليها الماء الساخن، يترك لدقيقة، تزيد أو تنقص، ثم يصب في الابريق الآخر، مع ملاحظة وضع الاصبع برشاقة فوق غطاء الابريق الأول، كما رأيت في فيلم ديزني: مولان. حينما عرضوا علي هذه الحركة، قلت أنه كان يجدر بهم إحضار زوجة صينية لي مع الطقم، لتعد الأمر بشكل صحيح، ضحكوا. هم يشربونه في الصين بلا سكر، وهذه معضلة، فهو يصبح شديد المرارة كالعلقم. حينما أعدت أختي لنا منه، كانت رائحة الشاي بديعة، تخلب اللب خلباً، فهو بالفعل شاي ياسمين كما قالوا. عند شربه بلا سكر يصبح الأمر كالعذاب، فبجانب الطعم الجميل للياسمين، يوجد طعم آخر يسهل الإحساس به على نحو منفصل، وهو طعم مر منغص للتجربة. بإضافة السكر، يصبح الشاي لا مثيل له.
هذه هدايا لا يستلم مثلها المرء في كل مرة.





اشتريت جوال جديد أخيراً. وهو لا يضم أهم طموحاتي في جوال، لكن لا بأس.
الجوال هو سامسونق سبيكا، جوال اندرويد، وهذا شيء كنت أريده في جهازي. أنا من عشاق سامسونق، تلفازي منها، مشغل الصوتيات منها، جوالاتي السابقة، معظمها، منها. يعتبر بطبيعة الحال من الجوالات الذكية، التي تشبه الحواسيب، ذات الأسعار المرتفعة بالوضع المعتاد (باستثناء القديمة، أو البلاكبيري الفئة الأقل). لكن جوالي هذا، مقارنة بمميزاته، و جدّته، سعره منخفض إلى حد غير معقول. اشتريته بـ 1274 تقريباً، وذلك لحصولي على خصم 25 ريال من كشطي لبطاقات سامسونق، حظ يفلق الحصى. اشتريت اللون الأبيض، الذي لم أتوقع نزوله بسرعة، كما حصل مع موديل سابق لسامسونق. الجهاز، في رأيي المتواضع، جميل على أقل تقدير بلونه الأسود، الرسمي أو الدارج، وجميل بشكل استثنائي بلونه الأبيض الذي اخترته. 
كما قلت، الجهاز يعمل ببرنامج تشغيل قوقل؛ أندرويد، النسخة 1.5. وهي نسخة قديمة نسبياً الآن، مع أنه بصراحة أمر لا يهمني كثيراً، صحيح أني أفضل النسخة الأخيرة 2.1، لكن مع ذلك، مستعد للتضحية لأجل عدة عوامل، كما ضحيت بعدة شروط، مثل لوحة المفاتيح، والكاميرا القوية. لوحة المفاتيح الجيدة تتواجد في أجهزة موتورولا، وهي لا تأتي هنا، والكاميرا الجيدة لم أرها على جهاز أندرويد من النوع الدارج، سوا من الأجهزة الغالية، وأنا ليس لدي استعداد على نقد مبالغ قد تصل إلى 2500 ريال أو أكثر واستخداماتي لا تبرر الأمر. تميل الأجهزة الذكية للنزول بأسعار مرتفعة، ورغم أن نظام اندرويد مجاني، إلا أني لا أرى تأثير مجانيته على السعر بشكل عام. سألت عن كاميرا هذا الجوال، في منتدى متخصص بالجوالات، سألت شخص يبدو فاهماً بالأمر ويملك الجهاز، وسألته المقارنة بين كاميرته وكاميرا الآي فون، الذي رغم ضآلة الميقابيكسل، تلتقط صوراً ممتازة إلى حد صادم برأيي، وهذا يعود على ما اعتقد إلى الهندسة الجيدة، والـ ISO ربما. أخبرني الرجل بأنه يملك آخر اصدار من الآيفون كذلك، ويجد كاميرا هذا الجهاز الجديد أفضل من كاميرا الآيفون. قررت الشراء، ودفعني أكثر مفاجئة جديدة ورائعة من سامسونق، هي أنها سترقي نظام هذه الأجهزة من 1.5 إلى 2.1!!! مثل الأجهزة الغالية، والقوية. هذا شيء مغر بحق، بهذا السعر البخس. أمر لا يصدق.
لم أرقي الجهاز حتى الآن، رغم الامكانية، حيث أني أنتظر التحديث الرسمي ليصل إلى منطقتنا، فسامسونق تدفعه بالتدريج على مناطق العالم، وقد بدأ في ألمانيا، على نحو لا أفهمه، لعل ألمانيا أكبر أسواقهم؟ مع أني سمعت عن رواج أجهزتهم في أمريكا. التحديث سيحسن حتى الألوان التي تعرضها الشاشة، وخيارات الكاميرا، والاستجابة والواجهة. رائع.
مفاجئة غير سارة، كانت في أن الجهاز لا يحتوي على سوق البرامج الرسمي، ولكن ربما سينزل مع التحديث، وإن لم ينزل يوجد طريقة غير رسمية لإنزاله على حد علمي. أستفيد من أسواق أخرى، يوجد بها العديد من البرامج المجانية الممتازة حالياً.
كالعادة، وجدت صعوبة في إعدادات رسائل الوسائط والانترنت، حيث أن العمة موبايلي لا تهتم كثيراً بسامسونق كالعادة. بعد بحث، وجدت الإعدادات في موقع سامسونق السعودية، وكان الأمر بسيط وجيد، وهي تعمل الآن.
أجمل ما في نظام أندرويد أنه يتيح لك الفرصة للبقاء على اتصال باستمرار بتطبيقات قوقل، ويزامن بينها، حيث يطلب الجوال تسجيل حسابك(بريدك في الجيميل) فيزامن ويعرض لك رسائلك فور وصلها عند وجود اتصال بالانترنت، سواء بالواي فاي أو عن طريق شبكة الجوال. فوجئت حينما أعددت الانترنت بدكتور بالجامعة يحادثني عبر برنامج المحادثة الخاص بقوقل. أعتقد أني سأشترك بالقليل من الميجابايتات للتوفير، لأجل البريد والمحادثات حينما أريد. 
أنصح الجميع بالحصول على جهاز متقدم تقنياً، فهو يساعد كثيراً بترتيب الأمور والتواصل.
لكني لا أنصح بالتبذير طبعاً، ولا المبالغة فيما لا يستفيد منه المرء. فإن لم يكن هناك فائدة ترجى من هذا النوع من الأجهزة، فالأجدر أيضاً التنازل عن الأجهزة المعتادة لأجل أجهزة أرخص، فحتى الأجهزة التي يشتريها الناس بالعادة مكلفة دون أن يستفيد المستخدم من ميزاتها على نحو معقول. 
أواجه مشكلة مع الجيل الثالث، لعلها تحل مع التحديث، وأنا استغني عنه على أي حال، لأن الجيل الثاني أوفر للبطارية.
الجوال أدائه مقبول، أحياناً ممتاز، أحياناً لا. يفصل الشبكة في بعض الأحيان بلا سبب، ولكن هذا نادر. لهذا أخذته إلى الوكالة، حيث لم أرى غيري بالمنتديات يشتكي من نفس المشاكل. قالوا أنه سيعيدون تهيئته إن شاء الله.



الاثنين جميلين، لكن الأبيض مع اللمسات الخضراء جميل جداً في رأيي.




يبدو أني بالغت في نظم القصائد والخواطر في التدوينات الأخيرة.




بعد يومين أعود إلى العمل. لا أشعر باشتياق، لكني لا أحمل هماً. ربما لا يطول بقائي على رأس العمل عموماً.





يبدو لي أن الدرامي، زميل درامي في العمل أتيت على ذكره في التدوينة السابقة، تكشف عن كراهية شديدة تجاهي لا أدري ما سببها. أنا لا  أرتاح إليه، ولكن أمره لا يهمني، فلست أتعامل معه، ولا أكرهه بصراحة، إنما أفضل عدم التعامل معه، وقد ظننت أن العكس صحيحاً، ولن يتجاوز الأمر هذا الحد. لكن، لن تكون دراما لو توقفت الأمور عند هذا، أتصور بأن هذا ما هداه إليه طبعه. قبل يومين، وبينما أنا أقف بينه وبين زميل آخر. طلب الدرامي من ذلك الزميل ورقة من أوراق مفروزة حسب حاجة العمل. كنت أقرب إلى الأوراق وإلى الدرامي، فقررت أن أعطيه الورقة بنفسي، وألا أشغل زميلنا المشغول. كان يقول: يا فلان، عطني الورقة الفلانية الله لا يهينك - مددت يدي في هذه اللحظة لأخرج الورقة- أو، أنت يا.... أياً يكون!!. قال هذا حينما مددت يدي لإخراج الورقة. لم أقل شيئاً، أعطيته الورقة فقط. وأنا أفكر، هل كانت وقاحة منه أم أنه نسي اسمي بالفعل؟ وحتى لو نسي اسمي، تظل وقاحة مقصودة أن يكلمني بهذا الأسلوب الرديء. حينما ذهب المراجعين، سألته مبتسماً، بهدوء: فلان، هل نسيت اسمي؟. يبدو أنه لم يتوقع السؤال، أجاب بأنه لم ينسه،"وش دعوى"، سعد الله يسلمك. انتهى الأمر عند هذا الحد. ولكني شعرت بأني سأعاني مستقبلاً، حتى حينما أعزل نفسي بقدر الإمكان. 
في اليوم التالي أو الذي بعده، مر بين المكاتب التي تحوي مكتبي، وقال بصوت يسمعه الجميع: والله يا بعض الناس زابنين هنا، لا شغل ولا مشغلة!!. أعتقد بأنه يقصدني. لم أجب. يبدو أن لديه سوء فهم لوظيفتي، ربما يتخيل بأنه يتوجب علي أن أقف معه ومع الآخرين في الاستقبال، بينما أنا بالأساس لست موظف استقبال، ولم يتم قبولي بالقسم على هذا الأساس، ولم يكن هذا عملي الأساسي، إنما أنا مترجم، بصراحة، ببطاقتي وتعييني. ما يجب أن يكون، هو أن يتم استدعائي عند الحاجة إلى الترجمة الشفهية، أو ترسل إلي الأوراق في مكتبي لأترجمها. أما حينما أقف بالاستقبال دون أن يناديني أحد، فهو تطوع أقوم به أحياناً، أو حينما أمر وأجد من يحتاج إلى مساعدة. لكن الدرامي يتخيل بوضوح أني مقصر، وأترك العمل بالاستقبال له بما أنه يتحدث اللغة. ولكنه لا يفهم بأن لديه مزية أخرى فوق اللغة، أن عمله هو معرفة الاجراءات وشرحها للناس، وكونه يعرف اللغة الانجليزية، فاستخدامها يرجع إليه، أما أنا فعملي اللغة الانجليزية فقط، وليس الإجراءات، ليس استلام المعاملات أو شرح ما يجب القيام به.
إني لا أكرهه حتى الآن، لأني لا أعرفه، وما يقوم به الآن هو ما يبني لدي الانطباع الذي سأنظر إليه على ضوءه. إنه يعرض الآن أخلاقه، وتربيته، وأتصور بأن توجيهه للإهانات إنما هو إهانة لنفسه بالمقام الأول.



هل تعرفون ما أكثر ما يخيب ظني، ويجعلني أكره مدونة، أو أقرف من مدون؟ بالواقع، يحدث هذا مع أكثر مدونات العرب.
يوجد السبب في الصفحة التعريفية، حيث يتوقع المرء أن يجد شيئا مفيداً عمن يقرأ عنه. لن يكون لدي أي خلاف لو ذكر المدون عمره واختصاصه أو من أين يأتي أو أي شيء بسيط. لكن ما اقرف منه حقاً هو اصطناع الغموض، وصبغ الذات بصفات مبالغ فيها لا قيمة لها لأنها ببساطة تحتاج إلى إثبات، والإثبات يفترض أن يوجد بالتدوينات، وحينما يوجد بالتدوينات فلا حاجة لذكره بالتعريف، حتى لا يفقد مصداقيته. لو كانت صفات بسيطة، ومعقولة، وقليلة، لبدا الأمر كإعطاء فكرة بالفعل ولا بأس به، لكنها تتعدى هذا غالباً. والذي يثير قرفي أكثر من هذا، ويجعلني غالباً أقفل المدونة بغثيان، حينما تجد أحدهم، وهي موضة دارجة جداً جداً للأسف، يختلق الأسئلة عن نفسه فقط لكي يتفاداها! يناور ويتحذلق ليتهرب من سؤال وضعه هو. يبدو الأمر مصطنعاً وثقيلاً على النفس. 
لماذا لا يكون الأمر بسيطاً ومعقولاً؟ العمر والاهتمامات والمكان وربما المهنة، وأشياء من هذا القبيل، والمنجزات على شكل قائمة، مثل كتباً أو مقالات كتبها، وقوائم لما يفضل إن أراد، وربما وصلات لأماكن تواجده الأخرى.
أحياناً، يوضع في هذه الصفحة ما يشعر القارئ بأن الكاتب غير موجود بالواقع، أنه يعيش على هذه الصفحة، أو في كتاب خيالي، وهذا أمر لا يروقني كذلك.
الإناث هن أغلب المدونات هنا، الكثير منهن يقعن في هذا الفخ، ولكن بعضهن لا يقعن فيه، أما الذكور، فهم يقعون في رأيي بهذه الأخطأ أكثر من الإناث بمراحل. أعتقد بأن هذا راجع إلى أن تنوع مستوى الإطلاع بين الإناث أكثر بكثير من تنوعه لدى الذكور هنا.
وأذكركم بأنها تعتبر أخطاء بالنسبة لي فقط، كقارئ وباحث عن المدونات الجيدة. وهذا رغم أن هذه الملاحظات سلبية بالنسبة إلي، قد تكون إيجابية لدى الآخرين، وربما إيجابية لدى كل الذي يستهدفهم هؤلاء المدونين، لكن بالتأكيد، لا أتصور بأني أستهدف نفس الأشخاص.




قرأت رواية لكاتب سعودي مؤخراً، اسمها: بين جدران الكهف، والكاتب اسمه يحيى خان. وقد رأيت أنها الثانية أو الثالثة له، وقرأت أنها مختلفة عن الطابع العام للرواية السعودية في مكان ما. تدور أحداثها بين سويسرا والسعودية. حول شاب متزوج، وأب لطفلين، يذهب إلى سويسرا في رحلة عمل. طبعاً وسيم لكن بدون تحديد أو دليل يربط القارئ ويساعد مخيلته، ولا يهم مدى تعبير وجهه أو ما يوحي به، لكن المهم هو؛ أن شعره ممشوط إلى الخلف، ككل الشخصيات الذكورية الجذابة في الرواية!!. ولا أدري ما السحر بالأمر، وما أهميته طالما الجميع يمشطون شعرهم بنفس الطريقة. والبطل نمطي جداً، بل إنه مثير للسأم، وأحياناً للغيض بسبب برائته الزائدة عن الحد، التصوير الذي يستخدم كثيراً للشباب السعودي الصالح، وهو غبي، ويتوقع الكثير من الآخرين كذلك، مثلما حينما طلب إغلاق مداخل مطار العاصمة لأن حقيبته سرقت!!. وهو اتكالي، ويحتاج إلى الآخرين على نحو ممض، وسطحي. يفترض أنه رجل صالح نموذجي، طيب ومثير للتعاطف في ظروفه الغريبة، لكنه لم يثر إلا قرفي. يتعرف على فتاة سويسرية شابة، جميلة ومهذبة، وكما يتوقع أي سعودي يتحدث لغة أجنبية بطلاقة، تقع الفتاة في حبه دون أن يقصد، بسبب القيم الدارجة في شخصيات السعوديين الصالحين. لم يعلم أنها واقعة في حبه، لكنها الشخص الوحيد الذي يعرفه في سويسرا، وهذا أمر محوري في الرواية. يختطف هذا الشاب الوسيم، تأخذه امرأة غنية ومريضة، سادية منحرفة، تجد فيه نموذج مثالي، كالعادة، لإشباع نزواتها.
ليست هذه هي الأحداث الوحيدة، إنما هناك الزوجة في جدة، مع عائلتها، وعائلة الرجل، وأطفالها. الزوجة كان لديها احساس أن هذه المرة مختلفة، وكانت تشعر بالقلق وتبكي دون سبب، على نحو غير مقنع. تتحقق مخاوفها، ولا تتمكن من التواصل مع زوجها.  ويقلق الجميع، وتحدث دراما خليقة بزميلي الدرامي بالعمل، حيث تفقد صوتها، وتؤخذ إلى المستشفى، ويعطف عليها الجميع، إهئ إهئ تهؤ تهؤ.
كانت الأحداث في جدة سخيفة ومملة إلى أقصى حد، يتمنى المرء فقط أن تنتهي بكل ما فيها من افتعال ومثاليات حتى يرى ماذا جرى في سويسرا، حيث الشاب السعودي في محنة، هناك حيث نجح الكاتب نسبياً، ومقارنةً، بجذب اهتمامي نوعاً ما.
الفتاة السويسرية البريئة، ترسل رسالة بالبريد الالكتروني إلى الرجل المخطوف، وهي لا تعلم أنه مخطوف، تلمح فيها إلى حبها له، فلم تعد قادرة على الصبر، رغم أنها لم تره إلا ليومين على ما أتذكر. تقع الرسالة في يد صديقه وزميله بالسعودية، فيتواصل مع المرأة في محاولة لفك غموض اختفاء اللؤطة. تتحرى الفتاة في الأمر، ولأن العصابة خافت من اكتشاف الأمر، دبرت كمين لها، حيث استأجروا رجال لاغتصابها، حتى كادت أن تموت، ونومت في المستشفى في غيبوبة. ما لم يكن مقنعاً هو، أن هذه الغربية، في العشرينات من العمر، عذراء. وهو أمر لا يدخل العقل، يمكنني تخيل فتاة لم تتزوج وعذراء في مجتمعات أخرى، أو أن تكون راهبة ربما، لكن فتاة غربية عادية، يصعب تصديق ذلك، خصوصاً أنها صادقت، حسبما أخبرت البطل، سبعة شبان دون أن تجد ضالتها!!! فتاة غربية، تصادق 7 شبان، ولا مشكلة في عرفهم بالاتصال قبل الزواج، ومع ذلك تظل عذراء؟!. كان يريد إثارة تعاطف القراء هنا، مفترضاً أن كونها عذراء سيزيد من المعاناة، حيث تزيد هذه الأسباب الإضافية من ألم الفواجع، لكن كان حسبه أن يتوخى المنطق، فاغتصاب الناس شيء مؤلم ومثير للأسف بحد ذاته، ولا تحتاج الفتاة إلى أن تكون عذراء، خصوصاً انها أيضاً غابت لفترة أشهر عن الوعي. أعتقد أن أي سويسري سيضحك على هذه المحاولة، أن الفتاة عذراء. إن الاغتصاب إغتصاب مهما كانت ظروف الضحية أو المجرم، وهو أمرسيء جداً في كل نفس سوية، ابتزاز المشاعر دون التفات غلى منطقية الأمر جعله بالنهاية مبتذلاً في رأيي.
لن أفسد النهاية هذه المرة، لكن سأخبركم بأن السويسرية أسلمت يا الله من فضلك، ولا شكر لمكتب الجاليات على ما يبدو.

بغض النظر عن عدم إعجابي بالرواية، إلا انها حوت شيء من الأمل بالكاتب. يمكنه أن يصبح افضل، إنه ليس ميئوس منه. يستطيع أن يكتب في بعض الأحيان على نحو جيد، لكنه لا يفكر كثيراً بشخصياته بقدر ما يفكر بالموضوع الصادم، ولا يفكر بالحبكة طالما لديه ما يعتقد أنه جديد ومختلف. يبدو لي أنه أفضل من بعض غيره رغم سوء الرواية الشديد، وأتمنى أن يتأنى ويتحسن أكثر.





تشعر أحياناً بالأسف على قرارات اتخذتها، لكنك تعلم في قرارة قلبك أنها القرارات الصحيحة، ولا مناص منها لأجل صالحك. أشعر بهذا حينما أواجه المحاولات الودية لزميلي الملتزم الكبير، الذي حجمت علاقتي به قبل فترة. قال لي قبل أيام، بأن آتي لمحادثته، فهو أخي الكبير، وكان يحب أن يقول هذا حينما كنا أصدقاء، ثم قال بأنه أخي فقط، كي لا أغضب. أخبرته بأني لا أغضب. فكرت بتأثير الكلمة علي، الذي برز في وجود فراغ بالشعور، دون أن يكون تأثيراً كبيراً، عدى أنه يجلب أسف كبير. لطالما أثر علي مفهوم الأخوة مع أناس غرباء لكنهم قد يكونون إخوة فعلاً. كان دائما لدي توق تجاه هذه الأخوة. لكني لم أعد أصدق الآن بأن هناك إخوة بالمعنى الذي أبحث عنه، أو على الأصح، أن حظي سيسمح لي بمثل هذه العلاقة.
حينما قال زميلي هذا، وجدت نفسي أتذكر تأثير مفهوم الأخوة أكثر مما أشعر به، ولكني أتساءل الآن، لماذا أتذكره، ولا أشعر به بنفس القدر؟ إنما أشعر بالأسف فقط. أعتقد بأني استكنت أخيراً، ولم أعد أرجو أو حتى أصدق، وربما صرت أعرف أفضل من غيري.
شعرت بالأسف على انتهاء صداقتنا، ومحاولاته تشعرني أكثر بالأسف. لكن ما باليد حيلة.



هذه التدوينة كانت جاهزة للنشر منذ فترة. لكني انشغلت كثيراً، إلى درجة غير معقولة. أشعر بإرهاق، وأرجو من الله أن يعينني على إنجاز ما أقوم به بأسرع وقت حتى أرتاح.

أشعر بتلف أعصاب شديد.
وغير ذلك، الكمبيوترين لدي ليسا على ما يرام. اللابتوب الكبير، المخصص للمنزل، فسد، ربما يحتاج إلى ضبط إلى اعدادات المصنع، ولا وقت لدي، ومن هناك كنت أنشر. والصغير لسبب ما لم يعد يشغل مستندات قوقل بدون اتصال بالانترنت. أخذت الجهازين لأرى العلة وأصلح بعض الأمور. سأنقل محتويات الكبير للصغير قبل إعادة الضبط، حيث سيمحى كل شيء، و سأرى ماذا يمكن أن أفعل بالصغير. لقد تعطلت مستندات قوقل في أسوأ وقت ممكن.




سعد الحوشان

السبت، 16 يناير 2010

قلب، في ذكرى، في قلب (قصيدة،آراء،أحداث صغيرة)

بسم الله الرحمن الرحيم





أكتب الآن وأنا في منتصف إجازة غير مخطط لها. لكن، ما نسبة ما نخطط له في حياتنا ويقع، وما نسبة وليد الصدفة؟ أشياء أهم حدثت صدفة. أحياناً، يتصادق الناس ويتحابون صدفة، كما قد يلتقون صدفة. ولكن بالواقع، كلها أقدار.
إجازتي هذه لم أكن أخطط لها منذ زمن بعيد، ولم أكن متأكداً بأني سأحصل عليها. أجلتها أسبوع لأجل العمل، حينما كنت أريد أن أرتاح فقط لخمسة أيام. ثم في الأسبوع التالي، في نهايته، قيل لي: لا بأس. أخذت الإجازة، وكان مديري متعاوناً، وقد بدأ منذ فترة يعود إلى سابق عهده معي. فكرت بأن الإجازة على قصرها، لمدة أسبوع واحد، ستساعدني في الاسترخاء والقيام ببعض الأمور، وأيضاً في إنزال تدوينة أسرع من المعتاد.


لم أرد إن يعلم أحد بأمر إجازتي من أهلي، لأني صدقاً أريد أن أرتاح، ولا أريد أن تصيب الآخرين بعض الظروف "فجأة" في أسبوع إجازتي. لكن، يصعب كتمان الأمر في ظل وعي الآخرين بنومي بالمنزل، واتصالاتهم المتواصلة. وبشكل غريب، استلمت الكثير من المكالمات في وقت الصباح والظهيرة، من أرقام أعرفها ولا أعرفها، خمنت أن غالبها من مراجعين بالعمل قيل لهم على الأغلب أني في إجازة. ما أفكر به هو، إن كان لدى أحدهم أمر ضروري فعلاً فسيرسل رسالة. أما الأرقام التي أعرفها، وعلاقتي بهم تمتد إلى خارج العمل، فأجيب أو أتصل لاحقاً. فوجئت باتصال أسعدني من الدكتور الألماني، سألته عن حاله وحال أبناءه، إذ سافر ليحتفل معم بعيدهم، وسألني عن حالي، ثم سألني إن كنت في مكتبي؟ أخبرته أني في إجازة، وهل يحتاج إلى شيء؟ قال بأنه سيعطيني شيء فقط، كتاب عن قلعة ألمانية أخبرته أني أتمنى أن أراها. شكرته وأبديت سعادتي. اتفقنا على اللقاء في الأسبوع القادم، إذ يبدو أنه مشغول في نهاية الأسبوع.
لا أتذكر آخر مرة سعدت باتصال أحدهم بي، ربما سعدت باتصاله حينما كنت على وشك لقاءه. لكن قبل ذلك، لا أتذكر متى أسعدني اتصال أحدهم، حدث، لكن بالتأكيد في زمن غابر لا أتذكره.


ربما سأرحل في إطار خطة عائلية بعد بضعة أشهر، إن كتب الله. أعمل على التنسيق الآن.


كانت الأسابيع الأخيرة من العمل صعبة إلى حد بعيد، حيث طلب مني العمل على ترجمة تقرير طويل بجداوله، خلال يومين، انتهيت بعدها بتقرير من حوالي 75 صفحة. أخبروني

الخميس، 2 يوليو 2009

ود التمثال لو كان من زجاج(أحداث،أفكار،رسالة)

بسم الله الرحمن الرحيم








 ماذا أريد من هذه المدونة؟ سؤال أسأله لنفسي، ليس لأني لا أجد غرضاً، ولكن لأؤكد الأهداف، وأبحث عن مجالات للجدوى. قد يرى البعض أني لا أقدم شيئا مفيداً لأحد، منذ أن بدأت مدونتي القديمة قبل سنوات، رغم أني أحب أن أعرض الأشياء التي أستفيد منها في مجالات كثيرة في الحياة، وتجاربي وأرائي. ولكن كل هذا لا يبدو مجدياً للبعض ممن يريد شيء محدد وواضح كموضوع للمدونة. ولكن موضوع المدونة هو انعكاس لي، فأنا إنسان حر، لذا فالمدونة حرة. ولا يمنع هذا أن لها فائدة على الأقل بالنسبة لي في الوقت الحالي، ألا يكفي أن يستفيد فرد؟. مع أني أهتم للاستفادة من المدونة للوصول للناس، وهؤلاء الناس الذين أصلهم، ربما استفدت منهم لاحقاً وأفدتهم. وأنا عموماً أروج لشيء ما من خلال المدونة، وهو شيء واضح في ذهني. قد تبدو أهدافي غامضة مما ذكرته أعلاه، ولكنها موجودة، مهمة أو تافهة كانت. لا زال موضوع انتقالي من الوزارة يتأخر ويتأخر. ومما يزيد صعوبته، عدم فهم الناس لأسبابه، فهذا يجعلهم أقل حرصاً على المساعدة.





الدكتور المشرف لم يحدث مديري، الذي يدري عن ماذا سيحدثه أصلاً، وقد سافر اليوم. جائني زميل لطيف وسألني إن أردت تسجيلي للذهاب في نشاط خارجي للوزارة؟ أخبرته بأني لا أريد، فأنا سأنتقل إن شاء الله قبل أي نشاط للوزارة، ولن أشغل مكاناً عن غيري. مضى. في وقت لاحق جئت إلى مديري بالمكتب، وعنده شخص مسئول عن الأنشطة. سألني الاثنين لماذا لم أسجل في النشاط؟ وقد أصبح مديري مديراً للنشاط كله الآن. أخبرتهم السبب. ابتسم مديري، وقال ألم نتفق أن لا تفكر في الانتقال؟ وقال الآخر بأن المجال لو انفتح لانتقلت الجامعة كلها لدينا، أخبرتهم بأني أعلم هذا. وهم محقين جداً بالواقع. ولكني شرحت بأن ظروفي مختلفة. لاحقاً حينما فتحت الموضوع مع مديري، قال بأن أبحث عن شخص أعرفه من أي مكان ليحل مكاني حينما أرحل. سأحاول. ولكنه نصحني بأن أبقى، فهو أكبر وأعرف مني. أخبرته بأني حينما خرجت من الجامعة احتاست أمور كثيرة بالنسبة لأهلي، ما كان يجب أن أخرج. سأل إلى أي قسم سأذهب؟ أخبرته بأني سأذهب إلى علاقات الموظفين. سأل عن اسم مديري هناك. بدا السؤال غريباً، ولكني أخبرته. شرحت له أنهم يعرفون ظروفي، ولست أضطر للاستئذان لمدة طويلة طالما هم مجاورين للمستشفى. قال بأنهم لم يمنعوني هنا من الاستئذان. أخبرته بأنهم لم يقصروا معي أبداً، ولكن هناك سيكون الوضع أفضل.








كتبت ما لا يقل عن ثماني صفحات. وفقدها بلوجر... ليس لدي رغبة بالكتابة. يجب أن لا أعتمد عليه بالحفظ مرة أخرى... سبحان الله. كتبت الكثير من الأشياء المهمة، أشياء لأول مرة أكتب عنها، أشياء أعلم بأنها ستهم غيري للإطلاع عليها. ولكن، وكأن الله يشاء العكس، ربما لم يكن وقت التحدث عن تلك الأمور الآن.
هكذا، سأحاول أن أعيد ما كتبت أو بعضه على شكل دفعات، أنشرها كل يوم.





وصلتني رسالة من الأخت أمل الحياة:


السلام عليكم


اعجبتني مدونتك الجديده والقديمه وكنت حابه اعلق ولكن لم تظهر لي ايقونة التعليق فأعذر تطفلي برسالتي هذه خصوصا ان لك نظرة في فتيات الأنترت ولكن اقسم بالله اعجبتني جميع تدويناتك حتى تدوينة فيما يرى المتيقظ(أحداث،أفكار..



دام مداد قلمك وصح فكرك


 أمل الحياة


مدونتها: http://hopelife.ektob.com/


انتهت


 منذ زمن بعيد لم أستلم رسائل رقيقة... حينما أجد من يقدر ما أكتب أو بعضه، أشعر بشيء من الجدوى. لا شيء يشجعني هنا ويدفعني للاستمرار مثل هذه الرسائل، لدي الدافع الذاتي بالطبع، ولكنه مهدد دائما بالشعور بعدم الجدوى، وعدم الجدوى لن يتم بسبب الملل، ولكن ربما بسبب الرضا. وحينما أكون مدفوعاً من غيري بتحسين ما أكتب، فإن هذا يولد دافع آخر للإستمرار، ولا أعود أعتمد على الدافع الذاتي، الذي أثار استغراب أحدهم في وقت سابق، حينما كنت أمنع التعليقات معتمداً على الذات كدافع وحيد للكتابة. إن ما قمتي به أختي العزيزة لم يكن تطفلاً، إنما كان معروفاً. ولأخبرك أمراً، أعتقد بأني أكتب غالباً لأني لا أجد نافذة أخرى، لن يسمع أحد، ولكن، ها أنت تسمعين. بالنسبة للنوع الذي أبغض من الفتيات، فلكل شيء ضده. إن قراءتك لوجهة نظري الغاضبة تلك في التدوينة المذكورة ومع ذلك إحسان الظن بي، وإرسال رسالة كهذه، لهو دليل على وجود هذا الضد، الذي يفهم كما ينبغي، ولا يتعامل وكأنما هو في حرب. إن النوع الذي أقدره وأحترمه كثيراً عرفته ربما قبل أن أعرف النوع السيء، وسأكون خسيساً لو أنكرت وقفات بعض الأخوات معي في الأوقات العصيبة، أزمتي في المنتدى على وجه الخصوص، إلى جانب الأصدقاء.


يوجد عبارة رأيتها في أحد تصاميمك المعبرة في مدونتك:
يوم التفت وشفت ما غايب الا أنت ضاق الوجود وكل هم غزاني
أثرت بي، وجعلتني أتذكر. مع بالغ التقدير







هل يمكن للصفح والمغفرة أن تنتزع من الإنسان ضد إرادته؟ لا أعتقد. ولكن، يمكن خداع المرء ليمنح صفحاً، باستغلال حالته، ضعفه وهشاشته في ظروف معينة. حدث لي هذا. إن الشخص الذي يلجأ إلى هذا المسلك قد يكون معطوب الأخلاق إلى درجة أنه قد لا يعلم بأن سبب المشكلة كان الاستغلال، فيعود ليستخدمه لينال الصفح كذلك. إنه لا يهتم لأمرك حقاً، إن كل ما يهمه هو صحيفته، فهو أناني، ولكنه لا يتساءل هل الإستغلال ذنب كذلك؟ وهل الأنانية ذنب؟ تتساءل أحياناً، هل سيصفح الله عنه؟ تتمنى أن لا يفعل.






كنت أتمنى لو أحد آخر ينطق...
كنت أتمنى لو خلقتُ من زجاج...
لرأيت قلبي يتردد قبل أن يخفق...
ولشهدت الدمع يتكون كالبحر الأجاج...
في صغري رأيت باب الأمل وهو يصفق...
وتركت الحزن يتلبسني دون احتجاج...
وأمنياتي البائسات إلى احتراق...
ولا يبدو أن الفجر إلى إنبلاج...
تعيشنى حياة لا تود لي انعتاق...
ولم يعد للأمل بين حناياي اختلاج...







نصيحة:




هذا أفضل شوكولاته يمكن للمرء تذوقها هنا. عبارة عن حليب حلو مع حبيبات أرز محمصة(مثل الكورنفليكس) مغطاة بالشوكولاته. بعضهم يبيعونه بريالين ونصف، ولكنه بريالين بالحقيقة. صناعة ألمانية.
يجب أن تتذوقوه، ولا تنسوا من نصحكم به. قريباً جداً إن شاء الله، ربما غداً، سكتب وأنشر شيء قصير مثل اليوم.






سعد الحوشان