سِجل المدونة

السبت، 25 أبريل 2009

شهاب الأحلام (حلم،أحداث)



بسم الله الرحمن الرحيم

مما يخاف المرء؟ أقصد، على المستوى الحياتي. خطر هذا التساؤل في بالي بعدما كنت أخبر أختي بقصتي مع المشرف الدكتور في العمل، وكيف أني خفت أن يوبخني وأن يسمعني ما لا أحب أن أسمع. ضحكت أختي وقالت بأنها حسبت بأني لا أخاف من أحد. بالتأكيد، نظرت إلى تاريخي الحافل بالمشاكل مع الدكاترة بشكل عام ومصادماتي معهم. وآخرها مع وكيل الوزارة في القسم السابق الذي كنت أعمل فيه، وهو عالق في ورطة حالياً طالما أتينا على ذكره، المهم، أنها قاست بالتأكيد على تجاربي السابقة. هذه تناقضات، ولكني أعتقد بأني عرفت أصلها. إني أخاف حينما يكون من أمامي محترماً، أو محبوباً، أو طيباً. إني أخاف من عدة أشياء، إما يفهمني بشكل خاطئ، أو يخسر احترامي له وتقديري بفعل أخرق، أو أن يضطرني للرد عليه. حينما لا يكون محترماً من الأساس، حينما يكون إنسانا وضيعاً، حينها، لا يوجد سبب للخوف.







اثار غضبي موضوع بالعمل، حينما حصل خلاف حول مع أي دكتور يجب أن أعمل. كان المشرف قد كلفني بالعمل مع دكتور معين، بعدما كنت أعمل مع آخر. واتضح أن الآخر يجد أن من حقه أن أعمل معه وأن يقرر ماذا أصنع في عملي لديهم، لأنه قابلني حينما أردت الانتقال إليهم وأوصى بنقلي. أمر غير منطقي. المهم أنه أتخذ موقف غريب مؤخراً. استدعاني إلى مكتبه وطلب مني الجلوس. وأخبرني بأني يجب أن أعمل معه هو، فقد تحدث مع الدكتور المشرف، ومع الدكتور الذي أعمل معه، والمدير العام، وأنه شرح لهم أنه هو الذي أوصى بعملي لديهم، ومن هذا القبيل، ثم أوضح أنه حينما حادث المشرف، الذي طلب مني أساساً العمل مع الدكتور الآخر، أخبره بأن سعد(أنا) لك(للدكتور)،،، صدمت من هذا التعبير. لك؟! أسير حرب والا بس والا قوطي؟! يتعاطون الموظفين هكذا؟! وسألني وكان الغضب بادٍ عليه من الوضع، إذا ما كان الدكتور الذي أعمل لديه أخبرني بالأمر؟ قلت لا، ربما نسي. قال بأنه لم ينسى ولكنه لن يقول، ولكن ها أنا أعرف. خرجت من عنده، وبيدي كتب وعمل كثير كلفني فيه. عدت إلى المكتب وسألني الدكتور الذي أعمل معه حينما رأى ما بيدي، هل أعطاك الدكتور فلان عملاً؟ قلت بأنه يعطيني منذ البداية أعمال، وسألته بدوري هل قال لك شيء؟ قال نعم، وأخبرني بما قال. ثم عقب بأن الأمر مشكلة، فهم يحتاجونني لديهم. تناقشنا في الأمر، وقال بأنه يجب أن يكلم الدكتور المشرف. ولكن لاحقاً، كان يجب أن أسأل بوضوح، أي منكم عمله أولى الآن، أنت؟ أم الدكتور الآخر؟ قال بأنه لا يدري فهذه مشكلة، وسيكلم بها المشرف، ثم أعقب وهو يبتسم بأن الدكتور الآخر قال له بأنه هو من أوصى بي، وعليه فهو أحق بي. بدا الأمر غير منطقي. ولكن الدكتور قال بعد هذا بأن مكتبي قريب منه، ولهذا يجب أن أعمل معه هو. غير منطقي أيضاً. في اليوم التالي سألني مع من أريد أن أعمل؟ قلت بأني لا أدري. قال بأن العمل معه سيكون مجزياً، وله مستقبل أفضل. وهذا واضح بلا قول، ولكني أساساً لا أعتقد بأن لي مستقبل في الوزارة، ولكن يجب أن أختار في حالة لم تسر الأمور كما أحب وبقيت في الوزارة. وبقي أمر مهم، بل الأهم، بغض النظر عن المستقبل، العمل مهم، أنا أحب الترجمة، والدكتور الآخر العمل معه يشمل ترجمة، ولكنه كشخص لا أحبه، وغير مريح، ليس لأنه سيء على وجه الخصوص، لا، هو ودود ويحب التشجيع، ولكني لا أرتاح إليه، ولا أستطيع التعامل معه دون أن أتوتر وأشعر بأني سأنفجر. الدكتور الآخر ودود ومريح، وأحب العمل معه كشخص، ولكن لا أحب العمل المتوفر لديه، حيث يريدني سكرتيراً وقد أحصل على بعض الترجمة. اخترت الشخص في النهاية وضحيت في العمل من أجل التفاهم وراحة البال. ذهب ليكلم الدكتور، وخرج قائلاً بأنه اتفق مع الدكتور على أن أعمل معه. بدا لي أن الدكتور المشرف رغم شخصيته القوية على ما يبدو يخجل من الاثنين ولا يريد إغضابهما، فهو يعطيهما ما يريدان وإن تعارض الأمر. ولكن ظل الدكتور الآخر لا يدري، ويغضب حينما يتأخر عمله بسبب عمل الدكتور الذي أعمل معه، وصار يقول: ألم نتفق بأنك تعمل معي؟ إذا ما طلب منك عملاً، فقل له بأن العمل الآخر للوزير، فأيهما أبدى؟ عملك أم عمل الوزير؟ يا الله!! كيف يتخيل بأني يمكنني أن أقول هذا للدكتور الآخر، خصوصاً مع عمره الكبير، ولطافته معي، وإلى هذا يكلفني بأعمال وليس العكس!.صار الوضع أصعب، والاثنين يكلفاني بأعمال طويلة وتحتاج إلى وقت، ومستعجلة. طلبت من الذي أعمل معه أن يخبر الآخر بطبيعة الوضع الجديد. ولكنه لم يفعل بسرعة، ربما نسي. ثم قررت أن أضغط على نفسي حتى لا أجرح الدكتور الآخر، وأنتظر لأنهم قالوا بأنهم سيتدبرون موظف لأجله. فاتصلت على الدكتور الذي أعمل معه وطلبت منه أن لا يقول شيئا للدكتور الآخر، حتى لا أغضبه وأنا قد أستطيع التوفيق بين الأعمال، وافق على طلبي. ولكن، ذهب إليه مع ذلك!! لماذا؟! انتهى بهم الأمر مع الدكتور المشرف حسبما فهمت، واتفقوا على ما يلي: أن أعمل في أوقت الضغط مع الدكتور الآخر، بحيث تكون الأولوية له في تلك الأوقات، وباقي الأوقات لهذا الدكتور، أي أعمل للاثنين. لم أخالف، وفكرت بأني سأحاول أن أوفق رغم أن الأمر لا يبدو عادلاً، ولكن ربما استطعت التوفيق. ولكن ما حصل هو، أن الكل صار يطلب مني أن أعمل لأجله بنفس الوقت، دون تقدير لظرف الآخر بدعوى أن عمله مستعجل. شعرت بغيض كبير، حيث أني أنا ضحية هذا العناد، ودكتوري الأساسي الذي أعمل معه أثبت بأنه "مهوب شاطر" خخخخخخ، أمزح، هو رجل كبير وطيب ومتفهم، ولكنه لم يهتم أن الآخر يطلب عملاً كما توقعت أن يفعل، خاب ظني قليلاً. فقررت أن أتحرك من نفسي، وذهبت إلى الدكتور الآخر، وأنجزت أعماله، واقترحت أن يتدبر لي مكتب قريب منه حتى أعمل فيه دون مقاطعة في أوقات الذروة. أعجبه الاقتراح... آسف يا دكتوري الأول، ولكن أنت من أجبرني على هذا. ورغم كل هذا، فرج الله قريب، فقد استجد جديد سأتحدث عنه لاحقاً.




عجيب، كيف تتردد بعض الأمور في الأحلام، وإن كانت أضغاث أحلام، لا تدري ما الذي أتى بها، أو جعلها تزورك بانتظام. لقد حلمت حلم غريب، حلمت بابن أخي المتوفى منذ سنوات، وقد كان لا يستطيع الحركة في حياته، حلمت بأني أجاهد وأحاول أن أساعده ليمشي، و كان قد بدأ يمشي في الحلم. لقد حلمت بأحلام مشابهة عنه بشكل متكرر، بين كل فترة وفترة. لا خلاف بأن فكرة أن يمشي ويتحرك بشكل طبيعي كانت أمنية الجميع في العائلة، ولكن بعدما مات، استبدلت الأمنية بأمانٍ أخرى.لا أدري ما الذي يجعله يزورني بالحلم هكذا، لم أفكر فيه مؤخراً بصدق، ولكن أحلامي عنه تداهمني دائماً حالما أستغرق بالنسيان، فتطوف في ذهني شتى الذكريات عنه، وآمالنا جميعاً بخصوصه، ووفاته الفاجعة. لم يعد من جدوى في الحزن والتأسي، خصوصاً أني أعلم بأن الخسارة الكبرى لا زالت تحوم في قلبي والديه. يا الله! كم يبدو اسمه غريب الآن لفرط النسيان، شهاب، بعدما كان أكثر الأسماء طبيعية، بل وأجملها. كان محور اهتمام العائلة، والآن، ذكراه تكافح في الأحلام. لا، لن أنساك يا شهاب. إني لا أدري لماذا أتذكر صديق متوفى من الثانوية أكثر مما أتذكر شهاب، رغم أن لا شك لدي بأن شهاب كان أغلى بكثير، وفاجعتي فيه كانت أكبر بأضعاف لا عد لها. لماذا أنساه كثيراً؟ من الذي يختار أن أنساه؟ أنا؟ القدر؟ العقل؟ ما الغرض؟ ما الغرض، سؤال لا أدري ما الغرض منه، فلا أمل فيه. كان شهاب في الحلم حينما يقف يقف طولي أو أطول مني، وكأنما استمر بالعيش في مكان ما، ونمى رغم الموت. يا لسخافة آخر ما قلته له، في آخر مرة رأيته فيها. لا يأخذني ندم، إذ لم أكن أعلم بأنها الأخيرة. ولكني أعلم الآن أن كل لحظة، قد تكون الأخيرة في معيار ما، بالنسبة لشخص ما. كان يكفي إضافة اسم شهاب إلى اسم آخر ليعطيه جاذبية في ذهني الصغير سابقاً، وأحياناً، يكفي لوحده. كنت قد اقترحت تسمية فريق من فرق الحي باسمه، وقُبل اقتراحي، رغم أني كنت أصغر من أن ألعب معهم. كم كان الأمر ساذجاً، ولكن صادقاً. ليت الأمور صادقة أياً كانت صفتها، ليس لأني لم أعد صادقاً، ولكن، لأني صرت أحتاج صدق الآخرين بالإضافة إلى صدقي، والآخرين، خيبوا ظني، وإن زاروني في أحلامي بانتظام، وبلا رغبة مني. الأحلام مثل بيت أبوابه مشرعة. يمكنني أن أراهم دائما كما كنت آمل أن أراهم، راغبين بي لا عني، ولكني لم أعد آمل هذا، ورغم ذلك تتظاهر أحلامي بأن هذا هو أملي، أو هل أنا من يتظاهر بأنه لا يأمل؟. لا، إني حقاً أعتقد أنه لا أمل، لأنه لا جدوى. تعرف هذا حينما تفقد الإرادة، حينما يقترب الشيء حتى يمكن أن تمسه بيدك، ولكنك لا تفعل، لأنك تعلم بأنه لا فائدة، وقد لا تنظر إليه حتى. تعلم هذا حينما لا تستطيع أن تأمل بشيء حقيقي. ولكنك رغم كل شيء، عايش.


كانت نهاية الأسبوع الفائت غير جيدة. يوم الأربعاء لم أذهب إلى العمل. كنت قد استأذنت لأتأخر مثل الثلاثاء، ولكن، استغرق موعد أمي ساعات طويلة في الانتظار والإجراءات الأخرى. ويوم الخميس ذهب نصفه بالنوم بعد إرهاق الأربعاء، والنصف الآخر في تدريس اللغة الانجليزية، ليس النصف الآخر بالواقع، ولكن جزء كبير منه. الجمعة نوم في أغلبه لسبب أجهله، وفي الليل ذهبت للعشاء في منزل أختي، مشويات، لا يمكنها أن تصحح سوء اليومين الفائتين، لأني لا أحب المشويات عموماً.




هل لاحظتم الأيقونة على جانب الصفحة أسفل ملفي؟ هذا رابط إلى مدونتي المصغرة. التدوين المصغر شيء حديث نسبياً، وكنت لم أقتنع به من قبل. قد لا يكون لسبب واضح عدم اقتناعي. ربما كان بسبب تهافت الناس عليه، فهذا شيء يجعلني أتشكك بالشيء في حياتي، حينما يتهافت الناس على شيء معين بكثرة، فلا يصبح الأمر مميزاً، ويعطيني شعور بأن فيه علة ما، أو في الأمر بعمومه علة. عموماً التدوين المصغر فكرته هي توفير عدد محدد من الأحرف للمدون، 140 حرف، بحيث يوضح فكرة مباشرة ودقيقة، غالباً حول: ماذا تفعل الآن؟. لهذا كنت أشعر بأنه غالباً ما يتمحور حول الفرد بشكل فج، وهذه أحد اسباب عدم اعجابي، رغم أن مدونتي الكبرى تتحدث عني غالباً. المهم، مؤخراً لا أدري ماذا أثار اهتمامي لأبحث عن خدمات أخرى تقدم نفس الخدمة التي يقدمها الموقع الأشهر محل امتعاضي، وهو موقع تويتر. هو الموقع الأشهر، وفيه العديد من مشاهير العالم من رؤساء وغيرهم. وقد أصبح اسمه رديفاً للخدمة. وله تنسيق مبتكر حسبما أتذكر، فلم أطلع عليه سوا مرة واحدة، بحيث يظهر التدوينات الصغيرات على شكل خط زمني، ولكني شعرت في ذلك الوقت أن شكله يبدو بالغ التعقيد، وغير جميل. حينما بحثت وجدت عدة مواقع غير مشهورة تقدم الخدمة، ولم أكن قد قررت أن أخوض التجربة، كان مجرد فضول، تغير هذا حينما رأيت خدمة غير معروفة، ولكن جوجل تملكها. لأول مرة أسمع عنها، وكان ما أعرفه أنه أشيع أن جوجل حاولت شراء تويتر من صاحبه( وهو نفس الشخص الذي أنشأ وكان يملك بلوجر، الذي أستخدمه الآن للتدوين والاستضافة). بدا الأمر جذاباً لعدة أسباب، أحدها أنه تابع لجوجل، وإن لم تكن تطوره بشكل فعلي، حيث تركت الأمر لوقت فراغ عدة موظفين، سبب آخر أنه غير مشهور، وهذا شيء مهم، وسبب آخر أنه بدا بسيطاً جداً من ناحية الشكل والفكرة، يشبه المدونات الكبيرة. وعرفت ان استخدامه سهل، رغم أن خدماته قليلة. وقابليته للتعديل قليلة، وربما انطبق الأمر على تويتر. ولكن انتماءه لجوجل بشكل ما كان السبب الحاسم للتجربة. والآن، أعتقد بأنه مفيد لي بطريقة غير الطريقة التي كنت أتصورها عنه، فلا يهمني أن أخبر الجميع بماذا أفعل الآن أو أين أنا، ولكن كما يمكن للمرء أن يرى، مدوناتي الكبيرة هنا تأخذ وقت طويل في الكتابة، وأحياناً، أتوقف لأيام عن الكتابة لأسباب مختلفة، وهنا يفيدني التدوين المصغر في جايكو، الخدمة التي استخدم من جوجل، في ذكر بعض الأمور والمستجدات، أو التعليق على الحياة بشكل عام. على أني لا زلت غير متعود عليه، ولا أعرف ماذا أكتب معظم الوقت. ولكن يعجبني أن أجد مجال لكتابة أشياء صغيرة، بين الأشياء الكبيرة التي أكتبها هنا، حيث سيبدو الأمر سخيفاً لو كتبت جمله لا تتعدى 140 حرفاً. رغم أن جوجل لا تأخذ الخدمة على محمل الجد على ما يبدو، وهذا أمر تعيس.


هذه مدونتي المصغرة على أي حال:

http://saaddiary.jaiku.com/



ذهبت إلى معرض الحاسب السنوي في الرياض، ولم يتح لي رؤيته جيداً، إذ كان الغرض من القدوم هو شراء جهاز لأخي، وكنا قد ذهبنا في وقت ضيق أصلاً. ولكني في هذا الوقت الضيق رأيت عدة أشخاص أعرفهم، أحدهم سلمت عليه من قبيل المجاملة ولأن أخي رغب بهذا، ووجدته يسترق النظر إلي، بطريقة ذاهلة، لم يكن ما أشكل بيننا باليسير نظراً للظروف. وآخر ذهبت إليه بنفسي، وهو زميل هندي من الجامعة، باحث ودود، ويحب المراسلة على البريد الالكتروني. سلمنا وتكلمنا كثيراً، ثم لاحقاً أرسل رسالة يعبر فيها عن سعادته برؤيتي بالمعرض.




وردني خبر جيد اليوم. عرفت أن وكيل الجامعة وافق على انتقالي إليهم بمرتبتي الجديدة. الحمد لله. ولكني لا أدري هل سيوافقون هنا في الوزارة على انتقالي؟ الله يكتب اللي فيه الخير والصالح. كثير من إخواني ينصحني بعدم العودة إلى الجامعة. إنهم ينظرون إلى المستقبل المهني. وهم على حق من هذه الناحية، سأقبر في الجامعة. ولكن يوجد أمور أخرى غير المستقبل المهني في حياة المرء، يوجد الالتزامات الحياتية، وما يتوجب عليك تجاه الآخرين، وحتى تجاه نفسك في الدرجة الثانية. أحياناً، أطمع بما قد أتوصل إليه هنا في الوزارة، أشعر بأني قد أحقق شيئا كبيراً هنا، ولكن مع ذلك، ليس أول شيء أتخلى عنه لأجل شيء أهم وأعم فائدة. الجانب الخفي من الموضوع، هو أشلاء من حكاية قديمة، كنت أتصور بأني قد أطلع على بقايا منها في الوزارة لو بقيت أكثر. حينما اختار الديوان أن يوجهني إلى الوزارة، كان قد سبقني إلى هناك شخص آخر، حدثت لي معه مشكلات كبيرة، وأحداث خاصة ومميزة شغلت حياتي لوقت، ما بين شد وجذب، ومصالحة وانتقام. كنت أفكر بالقدر الغريب الذي كتب على أن أذهب إلى حيث ذهب ذاك. ولكني كنت أعلم بأني لن أعمل معه، ولن أكون قريب منه، ولن نصبح زملاء بالمفهوم المعروف. مع ذلك، كنت أوقع اوراق تأتي منه وتذهب إليه دون أن يدري عني، ولم ألقه رغم كل شيء. وكأنما أخذني القدر قريباً جداً، ليريني بأن الأمور ممكنه، ولكنها لا تحدث، كان هذا للأفضل أو للأسوأ. لا يسوءني هذا بأي شكل، أن لم ألقه، ولا يسعدني كذلك. إنه فقط يشعرني بأن ما كنت أقوله عن نفسي، القشة التي تعوم بلا هدى في ساقي، إنما هي تدور بحلقات في فنجان. أو ربما هي كذلك. سأعود إن كتب الله إلى الجامعة، إلى الساقي.




سعد الحوشان

هناك تعليقان (2):

ما رأيك بالقول؟