‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيديوات"لي"فيها"رأي"". إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيديوات"لي"فيها"رأي"". إظهار كافة الرسائل

الخميس، 10 ديسمبر 2009

خبز يدينا عفن (فيديو تأثرت فيه)

بسم الله الرحمن الرحيم
 
متى يبدأ المرء مسؤوليته تجاه ما يقوم به؟ ما يقوله؟ في أي سن؟. هذا أمر جعلني أحار حقاً بالناس، حيث أن سن الطفولة والجهل عندهم آخذ بالامتداد، ليبرروا سوء أعمالهم. قد يقول لك شخص بأنه كان صغيراً حينما أخطأ في حقك، لم يكن عمره يقل عن العشرين. كردة فعل، ولعدم اقتناعي بأن البراءة أمر مسلم به كلما تراجع سن المرء، فالناس ينضجون على نحو مختلف، وأنا، لا أحسن الظن كثيراً فيهم، لهذا، صرت أكثر قسوة وواقعية تجاه ما يقوم به الناس، حتى حينما لا يعير الآخرين الأمر اهتماماً.
 
رأيت مقطعاً عن قناة المجد، على قناة الأطفال أعتقد، حيث ثلاث مذيعات صغيرات، أقدر أعمارهن ما بين التاسعة والحادية عشر، يقدمن برنامجاً، ويستقبلن مكالمات الأطفال. الفتيات مصريات، وأعتقد أن البث يتم من مصر. اتصلت طفلة من بناتنا اسمها ريتاج، وبدأت مكالمتها على ما يرام، حيث طلبت من المقدمة الأساسية أن تتكلم مع المقدمتين الأخريين، وحينما تم ما أرادت، طلبت انتباه إحداهن، واسمها ماهينور، وقالت عبارة تجامل الأثنتين الأوليين، وتدعو الأخيرة بالـ"جزمة" على نحو صادم. كان من الواضح أن الطفلة كان لديها المزيد لتقوله، لكن تم قطع مكالمتها لحسن الحظ. لا أدري، هل كان أهلها على اطلاع على ما يجري؟ كانت الطفلة الأخرى حاضرة البديهة ما شاء الله، وردت رداً حسناً، ولكنها طفلة بالنهاية. تحطم قلبي حينما بكت، ورغم أنهم أبعدوا الكاميرا تجاه المذيعة الرئيسية، إلا انه أمكنني سماع نشيج الطفلة المجروحة، على نحو قطع نياط قلبي. عادت الكاميرا مرة أخرى للمذيعتين، لتوديع المشاهدين، تكلمت الأولى، ثم تكلمت الثانية، فالأخيرة، التي تعرضت للإساءة، وقالت بأنها تشكر المتصلة لأنها أعطتها حسنة وأخذت سيئة، ولم تستطع أن تكمل، إذ بكت. فاق الأمر احتمالي، وكذلك، ذهلت من حسن التربية والذوق والشعور لدى هذه الطفلة ما شاء الله، والطفلتين الأخريين كذلك. هكذا المصريين يربون أبنائهم ما شاء الله، حتى حينما لا يكونوا متدينيين تماماً، إن تربيتهم حسنة. ذهبت أمي إلى مصر في العام الفائت مع أخي، وقالت أنها بينما كانت تنزل الدرج، كان بضعة أطفال صغار يلعبون عليه، إنتبه أحدهم إليها فقال للباقين أن يبتعدو عن طريق "طنط"، وابتعدوا، وقد تكلمت أمي بإعجاب عن تربيتهم. حينما يفكر المرء، ماذا يمكن لاطفالنا أن يفعلوا في نفس الموقف، على درج ما؟ قد يبتعدون، ولكن بعدما يؤمرون على الأغلب، ولن يكون لديهم دافع للابتعاد من تلقاء ذاتهم،، وقد لا يتكلمون بالتهذيب والاستقلالية التي تكلم بها هذا الصبي المصري، لكن هذا في حال كانت المرأة سعودية، وإن لم تكن، ولم تكن ترتدي عباءة، فيوجد إحتمال صغير، ولكنه موجود، بتوجيه تعليق أو اتخاذ موقف غير مهذب، قل إن من مرت، خادمة مثلاً، أو مصرية محجبة. هناك في مصر، رغم أن أمي ترتدي العباءة والبرقع على الأغلب أو الغطاء الكامل، إلا أنها سميت "طنط" كما قد تسمى أي مصرية من سنها، ولم تكن بالنسبة إليهم مجرد أجنبية، أو داعي للفرجة والفضول. هذه هي التربية الحسنة، وأفترض أن حسن التربية هذا ينقص حتى الغربيين، ولكن أطفالهم على ما يبدو لي ليسوا بالسوء الذي يجعلهم يتصلون على الناس ويهينوهم بالقنوات. طبعاً، لا يتجرأ أطفالنا بشكل عام على ماا تجرأت عليه ريتاج، الطفلة المعتدية، ولكن، ينقصهم كذلك الحضور الحسن المهذب واللافت كالأطفال المصريين. إن أطفالنا خجولين عموماً، وباردين، وبلداء إجتماعياً أمام الغرباء، ولا يستطيعون التحدث والتعامل بالمواقف المختلفة عن المعتاد، نحن من يعلمهم هذا، نعلمهم، أن لا يتعلموا. وهم حينما يكونون جريئين، فهم أنانيون، وصفيقون وأنذال. "نجسين" كما نقول شعبياً.
إن أخواتي مدرسات، وهن يحكين لي عن وقاحة الطالبات وقلة تربيتهن بشكل عام، على نحو يفوق ما كان موجوداً في جيلنا. ولكن، من ربى هؤلاء الأطفال؟ إنه جيلنا. خبز أيدينا، ونأكله الآن. 
ليس لدي أطفال، ولكني أهتم بالتربية، وأحاول أن أتعلم. هذا يسبب لي الإحراج أحياناً. حسبني دكتور ذات مرة حينما كنا نتناقش بالتربية أب لأطفال، وبدوت كشخص متفلسف وسقيم حينما قلت بأني غير متزوج. ولكن لعل وضعي مختلف لإحاطتي بالأطفال طوال الوقت، وإن لم تكن لي اليد الطولى في تربيتهم. 
لو تكلمت عن هذا الأمر المهم، لما صمت أبداً.
هذا هو الفيديو، ولم أستطع أن أنزعه من رأسي منذ أن رأيته. لقد تأثرت كثيراً، بغضب على طفلتنا السعودية، وبإعجاب بالتربية الحسنة التي رأيت في المذيعات. الآن، أود لو اشتركت في قناة المجد، رغم أني لا أشاهد التلفاز، واتصلت ببرنامج الأطفال هذا، لأوجه رسالة إلى آباء وأمهات الفتيات في البرنامج، ماهينور خصوصاً، لأقول: ونعم التربية. أي والله، ونعم التربية.
ملاحظة: إني أعمل منذ فترة على موضوعي القادم، الذي يأتي بالشكل المعتاد، وسأنهيه قريباً، وأنزله هنا. نشرت هذا مستعجلاً نسبياً لشعوري بأهمية الأمر.
سعد الحوشان

الثلاثاء، 12 مايو 2009

عطاء وجودي(فيديو مع أفكاري)


بسم الله الرحمن الرحيم


أعتقد أحياناً بأن من يبحث عن نموذج للإرادة، عن قدوة في العطاء والصبر، يخطئ حينما لا يلتفت إلى الأم منذ البداية.


الأم ليست مجرد نموذج، وليست مجرد غريزة وغريزة مرتجعة من الأولاد، إن الأم شيء يتطلع المرء إليه ويتفكر بإبداع الخالق لهذه الفطرة والغريزة في الأم، وفي عين الناظر إليها، حيث لا يمكن تجاهل الجمال الأمومي، ولا يمكن تجاهل الشعور الخاص، والفعلي، والحقيقي إلى حد اللمس، في الصدر حين التطلع إلى أم كمجرد أم، خصوصاً حينما تبدو في قمة عطائها، أو في قمة أمومتها حينما ترى أبنائها حولها، حتى لو كانوا في سبيلهم إلى رد بعض ما أخذوا، وليس الأخذ. أعتقد أن العطاء لا يستوي أخذاً سوا في حالة الأم، فحينما أنت تعطيَ الأم، تجد شعورك وكأنك تأخذ، وكأنها تعطيك، لأن هذا هو الواقع، حينما تعطي أمك، فهي من يعطيك بالواقع.


هذا موضوع يفوق قدرتي على التعبير. موضوع الأم. كنت منذ زمن طويل أود التحدث عنه، منذ المدونة الأولى. ولكني وجدت فيديو مصادفة، فيديو فائق الجمال، ربما أجمل من أي فيديو رأيته، يصور أماً جميلة بأمومتها، حتى تحطيم القلب. يقال دائما على نحو شعبي أن كل صغير مليح، أنا أعتقد أن كل أم جميلة. هذه الأم الجميلة هي عجوز مكسيكية على ما يبدو، مكافحة، وصابرة، أم. لا شأن للأمر بالدين أو العرق، فالأم أم، وإن تمنيتُ أن هذه الأم مسلمة لفرط تأثري. لا علاقة لهذا بيوم الأم الذي يتحدثون عنه مؤخراً، فلا أعتقد أن وجود يوم للتذكير بالأم أمر عادل. يمكنك أن تسمي يوم للشجرة، للمعلم، للأرض، لأي شيء، ولكن الأم لم تختر يوماً واحداً لتتذكر أبنائها أو تشعر بقيمتهم. إن كل يوم يجب أن يكون يوم الأم، ولكن هذا لسبب ما أمر بعيد المنال لدى الكثرة الكاثرة من الناس، ولا أدري ما السبب، لعلها حكمة الله، رغم أن الإسلام حث وهذب وحدد الوسائل، وهو بالتأكيد جعل أوضاعنا أفضل من غيرنا من الأمم من ناحية حب الأم وتقديرها، ولكن ليس هذا الواقع لدى الكل هنا، ممن قصرت فطرتهم عن هذا من الأساس.


لعل هذا الفيديو يساعدني بالتعبير عما أراه، لعل البعض يفهم وجهة نظري.


لا أجمل من الأم على الإطلاق.






سعد الحوشان


ملاحظة: سأنشر تدوينة كما المعتاد قريباً جداً إن شاء الله. عودوا قريباً!